سياسة

بن شماش و الدفاع عن الوحدة الترابية و التعاون الجيو -استراتجي محور لقائه مع نظيره الشيلي

دعا رئيس مجلس المستشارين السيد حكيم بن شماش، امس الخميس(30 يناير 2020) بالرباط، إلى استثمار التراكمات التي حققها المغرب والشيلي في علاقتهما، وكذا الفرص التي يتيحها الموقع الجيو – استراتيجي للبلدين سواء في إفريقيا أو أمريكا اللاتينية لبناء شراكة مثمرة وبناءة بما يخدم مصلحة الشعبين الصديقين.
وأكد السيد بن شماش، خلال مباحثات أجراها مع رئيس مجلس الشيوخ بجمهورية الشيلي السيد خايمي كينتانا، الذي يقوم بزيارة عمل إلى المغرب على رأس وفد برلماني، على دور برلماني البلدين في تعزيز وتثمين هذه العلاقات، لاسيما وأن البلدين سيحتفيان السنة القادمة بذكرى مرور 60 سنة على إقامة العلاقات الديبلوماسية.
وحسب بلاغ لمجلس المستشارين، فقد عبر السيد بن شماش أيضا عن اعتزازه القوي بهذه الزيارة وما تشكله من فرصة لتوطيد ما راكمته العلاقات المتميزة التي تجمع بين البلدين الصديقين، واستشراف آفاق المستقبل من أجل بناء شراكة وثيقة ونموذجية، مذكرا في هذا الإطار بأهمية الزيارة التاريخية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس إلى جمهورية الشيلي سنة 2004، والآفاق الواعدة التي فتحتها في توسيع مجال التعاون مع دول المنطقة على مختلف الأصعدة في إطار التعاون جنوب – جنوب.
كما ثمن زيارة رئيس مجلس الشيوخ الشيلي، والوفد المرافق له، إلى مدينة العيون، مؤكدا أنها ستمكنه من الوقوف والاطلاع الجيد على قوة الاستقرار وتعدد الأوراش التنموية المفتوحة بالمنطقة، على اعتبار أن المغرب تحول بفضل الرؤية المتبصرة لجلالة الملك، يضيف السيد بن شماش، إلى ورش كبير للإصلاح الشامل وتوطيد المسار الديمقراطي. واعتبر أيضا أن الزيارة إلى مدينة العيون فرصة لترسيخ فهم قضية الصحراء المغربية، واستيعاب دلالات مقترح الحكم الذاتي للأقاليم الجنوبية الذي تقدم به المغرب، كحل سياسي، عادل وواقعي لإنهاء النزاع المفتعل حول الأقاليم الجنوبية في إطار السيادة والوحدة الترابية للمملكة.
ولم يفت مجلس المستشارين، خلال هذه المباحثات، أن جدد التنويه “بالموقف النبيل والصائب لبرلمان الشيلي بخصوص قضية الصحراء المغربية”، مبرزا في هذا الصدد “الأدوار التي لعبها مجلس المستشارين في ضحد المغالطات والأكاذيب التي تم ترويجها لدى بعض الأوساط السياسية بأمريكا اللاتينية”، ومعتبرا “أنها كانت ضحية مغالطات ودعاية تعود لزمن الحرب الباردة”.
من جهته، أشاد رئيس مجلس الشيوخ بجمهورية الشيلي بمستوى العلاقات المتميزة التي تجمع بين البلدين، مؤكدا في هذا الإطار على أهمية ودور الديبلوماسية البرلمانية في تعزيزها ومواكبتها لترقى إلى مزيد من التقدم.
وعبر المسؤول الشيلي عن إعجابه بالتجربة التنموية والديمقراطية بالمغرب، معتبرا أن زيارته إلى مدينة العيون مكنته من ملامسة الاستقرار القوي الذي تعرفه المنطقة، وفهم أكبر لملف الوحدة الترابية للمغرب، مجددا في هذا السياق دعمه لمبادرة الحكم الذاتي التي تقدم بها المغرب لحل هذا الملف.
ودعا الجانبان إلى مضاعفة الجهود للارتقاء بالعلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدين إلى مستوى العلاقات السياسية المتميزة القائمة بين المملكة المغربية وجمهورية الشيلي.
وبعد الاستماع إلى عرض قدمه رئيس مجموعة الصداقة الشيلية – المغربية ورئيس لجنة تحديات المستقبل، حول تجربة “برلمان المستقبل” بجمهورية الشيلي، أشاد رئيس مجلس المستشارين بأهمية هذه التجربة، معبرا عن اعتزازه بقرار مجلس الشيوخ الشيلي بعقد النسخة القادمة ل”برلمان المستقبل” بالمملكة المغربية بشراكة مع مجلس المستشارين، معتبرا أن استضافة المجلس لهذه التجربة الرائدة، من شأنه أن يجعل من المغرب قطبا للتفكير العلمي الرصين في قضايا بلدان وشعوب افريقيا والعالم العربي كما تحولت الشيلي بفضل قيمة برلمان المستقبل الى قطب بأمريكا اللاتينية.
وحضر هذا اللقاء كل من السيد أحمد الخريف عضو مكتب مجلس المستشارين وممثله الدائم لدى برلمان أمريكا اللاتينية والكراييب، والسيد عبد الحميد فاتيحي رئيس مجموعة الصداقة البرلمانية المغربية – الشيلية بمجلس المستشارين.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى