سياسة

تقرير :هل يخدم وهبي مرشح أمانة حزب الأصالة و المعاصرة أجندة عزمي بشارة و التنظيم العالمي للإخوان المسلمين

من منا لا يتفق بعد سماعه للتوجه الأخير و للبرنامج الانتخابي الذي قدمه عبداللطيف وهبي في إطار تقديم نفسه كمرشح للأمانة العامة لحزب الأصالة و المعاصرة،ان الشخص مخترع حتى النخاع من طرف التنظيم العالمي لجماعة الاخوان المسلمين و التي تسعى الى التوسع في دول العالم العربي عبر المخطط الاستراتجي لعزمي بشارة احد القادة الميدانيين للتنظيم.
و لعل الدعم الذي يحضا به وهبي من طرف الإعلام الموالي لحزب العدالة و التنمية،و كذلك من إشارات بنكيران الرئيس السابق لحزب الاسلاميين ،يكشف بجلاء ان وهبي وقع في المحضور،فبعد ان كان يقدم نفسه في الصالونات السياسية انه يخدم أجندة الدولة لاختراق حزب العدالة و التنمية و انه كان يتحرك بالتعليمات للجلوس مع بنكيران في صالون منزل زوجته بحي الليمون،دون ان يعلم و يعي انه أصبح جاسوسا و تعرض للاختراق المضاد من طرف جماعة الإخوان المسلمين .
على وهبي ان يكشف عن التوجه الذي أصبح يروج له، و ان يكون جريئا و يتحدث عن علاقته بعزمي بشارة و بتحركات الإخوان عبر العالم،و العمل على دعم العدالة و التنمية و بنكيران و حركة التوحيد و الإصلاح في شخص رئيسها الريسوني ليكونوا خلايا التوسع العالمي للاخوان انطلاقا من المغرب الأقصى لإحياء الدولة العثمانية و دعم التنظيمات الإسلامية للسيطرة على الحكم و خلق نعرات بمختلف الدول العربية .

من منا لا يشك فيما قاله وهبي عن إمارة المؤمنين مجرد جواب على سؤال عفوي طرحه أحد الصحفيين صدفة .. الأمر أكبر من ذلك بكثير، وما يقع اليوم داخل البام هو فقط مظهر من مظاهر صراع يتعدى حدود الحزب بكثير ،و ان المشروع الديموقراطي الحداثي الذي جاء لمنافسة و صراع الاسلاميين سيصبح مخترقا و تحت وصاية حزب العدالة و التنمية الذي اصبح في الشهور الاخيرة يرقص رقصة الديك المذبوح،و يحاول تلميع صورته من خلال السيطرة على حزب الاصالة و المعاصرة و الدفع بسواد عيون وهبي ليكون امينا عاما لحزب عرف كيف يوجه ضربات متتالية “للزعيم” بنكيران.

الهدف من تصريح وهبي هو أن يوفر لحلفائه مدخلا لفتح نقاش حول شرعية مؤسسة إمارة المؤمنين، التي حسم فيها المغاربة موقفهم منذ عقود .. الشيء الذي التقطته أدوات الإخوان الإعلامية، واسترسلت فيه .. ورسالة وهبي كانت واضحة لا تحتمل تأويلين، فهو يقول للملك “أنت فاعل سياسي غير محايد وبالتالي يحق للآخرين استعمال الدين مثلك” .. وهنا تكمن خطورة التصريح !

وهبي سيؤكد مرة أخرى نواياه الخبيثة في حواره مع منبر الإخوان، حيث سيقحم القصر مرة أخرى في حديثه وسيلصق بالحزب الذي ينتمي إليه “تيكيتا” قضينا عشر سنوات نحاول التخلص منها … لكن لسانه سيخونه، كما هي العادة، في آخر فقرة من الحوار وسيؤكد بأنه يخدم أجندة الإسلاميين بقوله “انتهى الزمن الذي كان فيه الحزب يعترف بنتائج الانتخابات نهارا ويعمل على الانقلاب عليها ليلا” .. وهي نفس الرواية التي روَّجها الإسلاميون خلال فترة البلوكاج التي أقيل بعدها بنكيران واستُبدل بالعثماني !

الإسلاميون يلعبون اليوم آخر أوراقهم، فهم يعرفون جيدا بأن “ساعتهم سالات” لاعتبارات كثيرة .. أولها أن ذراعهم السياسي (البيجيدي) أصبح منبوذا شعبيا بعد ثمان سنوات من التدبير الحكومي الكارثي، وثانيها أن المتغيرات الإقليمية، التي فسحت لهم المجال سابقا لقيادة الحكومة، تغيرت ولم تعد تسمح باستمرارهم وسيعودون إلى حجمهم الطبيعي .. ويعرفون جيدا كذلك بأن البام، بقوته الانتخابية خصوصا وبرمزية مشروعه المضاد للمشروع الأصولي، هو الحزب الذي يمكنه أن يشكل بديلا حقيقيا في المرحلة المقبلة .. وهما نقطتي القوة اللتين حاول وهبي تشويههما بحديثه عن الاستقواء بالقصر (انتخابيا)، وبنفيه صفة الإسلام السياسي عن البيجيدي واتهامه لمؤسسي البام بالنصب بدعوى مواجهة الإسلاميين … ولذلك يستعملون اليوم حلفاءهم داخل الحزب لتفجيره، أو لفرض تحالف سياسي بين الحزبين بأي وسيلة ضمانا لاستمرارهم في التسيير الحكومي مستقبلا …

لا تظنوا بأن الأمر يتعلق بصراع حزبي داخلي ضيق، الأمر أكبر بكثير من ذلك ويتعدى حدود الحزب .. إن لم أقل يتعدى حدود الوطن !

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى