سياسة

تحليل إخباري :المشهد السياسي المغربي “يتمزق” و حرب التموقعات تندلع بين الأحزاب السياسية

فاس 24: عبدالله مشواحي الريفي
مع اقتراب الانتخابات التشريعية و الجماعية و التي ينتظر أن يضرب لها موعد شهر شتنبر أي قبيل شهر واحد من افتتاح جلالة الملك للبرلمان مع الجمعة الثانية لأكتوبر المقبل من عام 2021،و التي فتحت المجال للأحزاب السياسية أن تعيد ترتيب أوراقها السياسية و الانتخابية طمعا في الحصول على المرتبة الأولى أو مراتب متقدمة.
تبعثر و تمزق المشهد السياسي،إذ يسجل تراجع الأحزاب المشكلة في الائتلاف الحكومي في الحفاظ على الكتلة الناخبة و خاصة حزب العدالة و التنمية الذي قاد الحكومة لولايتين متتاليتين بعد أن استفاد من الركوب على نضالات رياح الربيع العربي و استغل الشعارات القوية دون أن يتمكن من تنزيلها،جعله أن يكون محطة انتقاد المواطنين الذين قرروا الا يدعموا” المصباح” في الانتخابات القادمة.
محطة شتنبر و التي لا مناص لها من تأجيل الانتخابات من أجل الحفاظ على الشكل الديموقراطي لأي استحقاق و كذلك الالتزام بالوقت الزمني،ستتشكل من خلاله تيارات جديدة و بروز تموقعات داخل الأحزاب السياسية .
و تعيش مختلف الأحزاب على واقع الترحال السياسي،فيما يظهر ان نزيف الاستقالات بدأ يضرب حزب العدالة و التنمية و تستفيد منه أحزاب أخرى منافسة وخاصة تلك المشكلة في البرلمان.
حزب الاستقلال يراهن على تاريخه النضالي من اجل العودة بقوة إلى المشهد السياسي،و خاصة انه يسيطر بشكل قوي على جهة الصحراء و التي هي الملف الوحيد الذي يحاول المغرب تصفيته بعد أن نالت المملكة شرف الاعتراف الأمريكي و فتح هيئات ديبلوماسية بمدن العيون و الداخلة القلب النابض للصحراء المغربية،و يساعد الاستقلاليين على الصعود مرة أخرى إلى المراتب المتقدمة الطريقة الهادئة التي يشتغل بها أمينهم العام نزار بركة و هو كذلك رجل اقتصاد بامتياز و أن المغرب مقبل على الخروج من الأزمة الاقتصادية التي ستخلفها جائحة فيروس كورونا.
حزب الأصالة و المعاصرة الذي كان احتل المرتبة الثانية في الاستحقاقات السابقة،مازال يحتفظ بنفس القوة و إن قلت شيئا ما بسبب التطاحنات الداخلية و الصراع حول الزعامة جعل الحزب أن يتلقى طعنات من الداخل،و كذلك الكريزما الضعيفة للامين العام الجديد عبداللطيف وهبي الذي مازالت عقدة التيارات تتحكم فيه و خاصة ما يسمى بتيار المستقبل،مما يصعب على “الباميين” الدخول للمنافسة الانتخابية بزخم عام 2015و 2016 ،إلا و إن كانت مفاجئة و التي تتحدث عن مؤتمر استثنائي و صعود أمين عام جديد و الذي يتم المراهنة على مصطفى التراب “باطرون” الفوسفاط و الاقتصادي القوي لقيادة تراكتور “البام”.
حزب التجمع الوطني للأحرار يعاني في صمت، رغم الإشارات الايجابية التي يقدمه زعيمه أخنوش،غير أن إرثه التاريخي و غضب الشعب عليه في عدة مواقف و ارتباط اسمه بغلاء المحروقات و غيرها من الملفات الحارقة،تجعل مهمة الأحرار صعبة في ظل الزعامة التي يظهرها اخنوش،رغم انه يتوفر على أطر من الوزراء قدموا من عالم التقنوقراط بأجنحة الحمامة قادرون على صناعة التسيير و لكن غير قادرون على التفاعل مع المشهد السياسي و الاحتكاك بتجارب القواعد و المناضلين الذين يفتقرون إليهم بعد ن قرروا السير بالحزب بمنطق الأعيان و الأتباع كما هو الشأن بحزب الأصالة و المعاصرة.
أحزاب أخرى تصطف في المشهد السياسي و خاصة الاتحاد الاشتراكي و الحركة الشعبية و التقدم و الاشتراكية و الاتحاد الدستوري و اليسار ،كلها تنتظر القاسم الانتخابي و الذي ربما سيمكنهم من تشكيل فرق نيابية مستقلة داخل البرلمان و المطالبة بالكعكة الوزارية في إطار تحالفات جديدة و التي ستكون أكثر قوة و أقل ضعفا عن الحكومات السابقة.
فرغم أن غالبية الأحزاب تعرف غليانا داخليا بسبب التزكيات و خاصة البرلمانية،و التي لا محال لها في فتح الترحال السياسي على أشده و ذلك قبيل ثلاثة أشهر من إعلان موعد الانتخابات المقبلة و التي ستكون محطة شتنبر،لكي يتسنى للملكة السير قدما و مواصلة عملها الدبلوماسي لإنهاء المشكل المفتعل بالصحراء،و كذلك مواجهة تداعيات جائحة فيروس كورونا المستجد.
و مما لا شك فيه أن المملكة و بفعل تموقعها الإقليمي و العالمي الجديد،بعد الاعترافات المتتالية و فتح قنصليات و بعثات ديبلوماسية بمدن الصحراء المغربية،سيكون مضطرا لتشكل تناوب سياسي جديد و العمل على القطع مع التجربة الحكومية ما بعد الربيع العربي و التي أظهرت ضعفها في تنزيل الشعارات ،و ساهمت في إشعال فتيل النيران الاجتماعية و غير ذلك،سيكون لها ان تعود للمعارضة بقوة الاستحقاقات الديموقراطية و عودة الأحزاب التقليدية التاريخية إلى الحكومة مع تطعيمها بالتشكيلات الجديدة التي ضلت تعارض و لم تتمكن من الدخول إلى أي حكومة سابقة .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى