رياضة

شغب الملاعب يهدد الفرجة الرياضية

رغم الأجواء الإيجابية والمشاهد الاحتفالية التي تقدم في المدرجات من لدن الجماهير المغربية، التي كانت سببا غير ما مرة في نجاح الأندية أو المنتخبات، إلا أنها تمتلك وجها آخر غير بريء من تصرفات طائشة تسيئ إلى إبداعاتهم في الملاعب الوطنية، فيتحول وجودهم في المدرجات من ملح للبطولة الوطنية إلى سم قاتل يفتك بجميع المتدخلين في اللعبة، وإن كانوا على هامشها فقط.

ففي العامين الأخيرين، كثر الشغب في محيط الملاعب الوطنية باختلاف جغرافيتها ولونها الرياضي، فيتحول فرح مشجعي كرة القدم إلى ترح بعد أعمال الشغب التي ارتفعت وتيرتها، لتشمل توقيفات في عدد من المدن سجلتها الساعات التي تلي اللقاءات الرياضية، بينهم قاصرون وراشدون انتهى بهم الأمر داخل السجون بعد مباراة رياضية، منهم المذنب وبينهم من وجد نفسه وسط فوهة البركان لتتحول حياته إلى جحيم، تاركا وراءه أسرة لا تعرف أين المفر من هذا المصير.

ففي هذا الصدد، ربط بعض المتتبعين للشأن الكروي، ظاهرة شغب الملاعب بأسباب تربوية وأمنية ورياضية، ومن بينها “غياب تأطير الفرق الرياضية لجماهيرها، بالإضافة إلى تساهل السلطات مع دخول القاصرين للملاعب، وهو ما يؤدي إلى انفلاتات أمنية”، بالإضافة إلى انعدام الحافز التربوي وغيابه في منظومة التنشئة الاجتماعية، فضلا عن غياب دور الأسرة التي لم تعد قادرة على احتواء أبنائها المولعين بالكرة، لعدة اعتبارات، كما نشهد قبل انطلاق عدد من المباريات، ارتفاع وتيرة الاتهامات المتبادلة بين جماهير الفريقين المتنافسين، خصوصا على منصات التواصل الاجتماعي، وهو ما يساهم في صب الزيت على النار، ويغذي هذه الظاهرة.

وفي ظل انتشار الظاهرة السلبية، يستوجب تأسيس خلية وطنية أمنية تعنى بشغب الملاعب من أجل محاربة الظاهرة، مع ضرورة إيجاد حلول على مستوى المدارس والتربية الرياضية وحملات توعية بظاهرة الشغب، بالإضافة إلى آليات جديدة للمراقبة داخل الملاعب وفي محيطها، مع إعطاء أهمية لدخولها عبر البطاقة الوطنية ومنع القاصرين من ذلك نهائيا مع تشديد المراقبة عند أبواب الملاعب.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى