بورتريه: الحموشي من القلعة الحمراء إلى عين المملكة التي لا تنام

يعتبر عبداللطيف الحموشي من رجال الدولة الكبار عبر التاريخ المعاصر،و من الوطنيين الذين علا كعبهم في المهام التي أوكلت إليه من طرف صاحب الجلالة الملك محمد السادس.
عبداللطيف الحموشي القادم من المغرب العميق،و الرجل الذي كون شخصيته بدعم عائلي بسيط و كان من بين الطلبة بالقلعة الحمراء ظهر المهراز مع نهاية الثمنينات و بداية التسعينات من القرن الماضي همهم الوحيد هو التكوين العلمي و الحصول على شواهد عليا و شغفه الوحيد هو تحقيق مساره الدراسي ،دون ان تلهبه الحلقيات جعله أن لا ينتمي إلى أي فصيل من الفصائل الطلابية،و بما انه كان من عائلة وطنية كان توجهه أن يكون وطنيا ومدافعا على الثوابت و المقدسات،و همه الوحيد هو تنزيل إستراتجيات محكمة لاطفاء النيران كيفما كان لهيبها.
تخرج الحموشي من القلعة الحمراء ظهر المهراز بتكوين حقوقي و خبرة ميدانية لشؤون الطلبة و ساعدته شخصيته الهادئة و الصامتة أن يتم اختياره ضمن الشباب الذين تقدموا لمباريات عمداء الأمن الوطني إلى أن يتم إلحاقه بالتكوين ألاستخباراتي بالمعهد الملكي للقنيطرة.
عبداللطيف الحموشي برز اسمه خلال فك رموز الضربات الإرهابية التي شهدها المغرب بالدار البيضاء عام 2003،و أمام مهنيته المحنكة و تفانيه في اقتفاء أثر الخلية الإرهابية،و بكفاءته قرر جلالة الملك محمد السادس أن يعنيه مديرا عاما لمراقبة التراب الوطني ( ديستي).
و بعد ذلك انطلق عبدللطيف الحموشي في تكوين فريق عمل من جيله إلى جانبه من خيرة شباب الوطن،تكوينهم جميعا يتجلى في كيفية جمع المعلومة و إنشاء وحدات جهوية و تنزيل مخطط إستراتيجي سمي” بالضربات الاستباقية” لتفكيك و اختراق الخلايا الإرهابية على الصعيد الوطني أو اقتفاء أثرهم عبر العالم ،بعد ان كان تنظيم القاعدة نشيطا في صحاري أفغانستان،و ليأتي بعد ذلك تنظيم الدولة الإسلامية “داعش” الذي تمكن من استقطاب المئات من المغاربة الشباب عن طريق التواصل الاجتماعي الذي كان كمعطى جديد سيواجهه فريق الحموشي.
و ما أن عمل عبداللطيف الحموشي على تأمين كل الزوايا الإدارية،انطلق في رحلات الصيف و الشتاء لاقتفاء اثر الحركات الإرهابية و تمكن من تفكيك المئات من الخلايا و كم من مرة أفلت المملكة من حمامات الدم،بسبب التواصل السهل للحركات المتطرفة و التي ساعدها في انفتاح المغرب على شبكات التواصل الاجتماعي التي كان يصعب مراقبتها .
و مع بروز نجم الحموشي على الصعيد الوطني و الملفات الكبرى التي كان يشتغل عليها،جعله أن يكون محط أنضار مختلف الهيئات الاستخبارية العالمية،و ذلك بعد أن نجح في مساعدة فرنسا عام 2015 في وقف أخطر إرهابي من “الذئاب المنفردة” يسمى أبا عاوض،جعل الرئيس الفرنسي ان يعتذر للحموشي و يقدم على توشيحه بوسام كبير ،كما الشأن مع إسبانيا التي وشحته لمرتين و ذلك من خلال فك رموز أحداث برشولونة و ملاحقة الارهابيين بإسبانيا.
و لكن أكبر عملية قام بها الحموشي ،خلال عام 2021 هو مساعدة الولايات المتحدة الأمريكية من شل عمليات إرهابية كبيرة كان يقودها عسكري من المارينز و الذي مكن من توقيفه بتنسيق مباشر بين مديرية مراقبة التراب الوطني و مكاتب الاستخبارات الامريكية –افبي-و سيا-،مما أفلت أمريكا من حمام دم كبير كان “كول بريدجز” يخطط له و ذلك بعدم قوي من قيادات داعش عبر العالم .
مهنية الحموشي في المجال ألاستخباراتي،جعله أن يكون محط أنضار جلالة الملك محمد السادس،و أمام تنامي بعض الظواهر الاجتماعية،قرر أن يعين جلالته مدير الاستخبارات كمدير عام للأمن الوطني و ذلك عام 2015،مما مكن هذا الجهاز أن يطور عمله بشكل ملفت للنظر،و جعل المغرب يركب الدول الديموقراطية لجعل الأمن دائما في خدمة المواطن،و كذلك تنزيل ورش حقو ق الإنسان الذي دعا إليه المدير العام الجديد .
و أمام النتائج الميدانية التي حققها الحموشي في مجال التصدي للجريمة و كذلك الضربات الاستباقية لمكافحة الإرهاب،توج من طرف جلالة الملك بوسام العرش من درجة ضابط،شجعه أن يهيب حياته لخدمة الوطن و الثوابت بلا هوادة.
و يتميز عبداللطيف الحموشي بصفات المواطن الذي لا يرحم في مجال من حاول المس بأمن الدولة او يفكر في زعزعة استقرارها،و معروف عند المغاربة بالمسؤول الذي ما فتئ يدافع عن المظلومين و يقف الى جانب الفئات الاجتماعية الهشة،فهو رجل يداوم على الصلوات الخمس ،وهمه الوحيد هو أن يكون المغرب في أمن و مأمن.
فبينما كان الجميع من الساسة و بعض المسؤولين يختبئون في الجحور خوفا من ان يمسهم فيروس كورونا،ظهرت معادن الرجال و المسؤولين الوطنين في شخص عبداللطيف الحموشي الذي نزل الى شوارع المدن لتفقد الدوريات الأمنية و لحث رجاله على العمل دون توقف من أجل الحد من انتشار الوباء و تتبع حركات “كورونا” في الأماكن التي ينتشر فيها لمعرفة مكامن الخلل و التدخل على وجه الاستعجال لمحاصرته من طرف جميع الجهات المعنية بالأمر.