“السنبلة” تُعيد ترتيب صفوفها.. أوزين يُفعّل آلة الاستقطاب ويحسم اصطفاف الحزب في معركة 2026

في سياق سياسي يتّسم بإعادة تشكيل موازين القوى تحسباً للاستحقاقات التشريعية المقبلة، كشفت مصادر مطلعة للجريدة الإلكترونية “فاس24″، أن حزب الحركة الشعبية أنهى تشكيل لجنة الانتخابات المركزية، في خطوة تعكس الدخول الفعلي للحزب في سباق الإعداد المبكر لمعركة 2026.
اللجنة، التي تضم وجوهاً بارزة من المكتب السياسي إلى جانب وزراء سابقين، ستتولى مهمة حاسمة تتعلّق بانتقاء المرشحين وضبط خريطة الترشحات المقبلة، في ظل دينامية سياسية جديدة يقودها الأمين العام محمد أوزين، الذي بات يُنظر إليه كمهندس مرحلة “السنبلة الثانية”، حيث يشتغل على تجديد النخب واستقطاب الأسماء النافذة، ولو من خارج الصف الحزبي التقليدي.
وبحسب مصادر موثوقة، تلقّت قيادة الحزب طلبات ترشح من برلمانيين حاليين وسابقين ينتمون لأحزاب أخرى، بينهم منتمون إلى مكونات الأغلبية، يعبّرون فيها عن رغبتهم في خوض الانتخابات المقبلة باسم الحركة الشعبية. هذا التوجه يعكس ما يصفه مراقبون بـ”تراجع الجاذبية السياسية لأحزاب الحكومة”، مقابل صعود خطاب المعارضة البناءة الذي تتبناه “السنبلة” بقيادة أوزين.
وبرزت، وفق ذات المعطيات، مؤشرات قوية على انفتاح الحزب على أسماء من حزب الأحرار والأصالة والمعاصرة، وخصوصاً في مناطق الشمال والشرق ومراكش، حيث يشعر عدد من المنتخبين بعدم الترحيب داخل أحزابهم الأصلية، بسبب ضعف الأداء البرلماني أو غياب إشعاع محلي فعّال.
وفي قراءة لهذه التحركات، يبدو أن أوزين يُدير المشهد بواقعية سياسية، يدرك أن المعادلة الانتخابية لا تُبنى على الولاء الحزبي فقط، بل على النفوذ المحلي وقدرة المرشح على جلب الأصوات. وهو ما يجعل الحزب منفتحاً على المرونة في الاستقطاب، ولو كان ذلك على حساب “النقاء التنظيمي”.
وبينما يتصاعد الحديث عن “تبييض سياسي” لأسماء تحوم حولها شبهات أو تحفّظات، فإن قيادة الحزب تُراهن، بحسب مصادر مطلعة، على النتائج في صناديق الاقتراع كمعيار وحيد للحسم، بعيداً عن الضوضاء الإعلامية أو الخلفيات السابقة.
الأكيد أن الحركة الشعبية بصدد التحول من حزب وسط تقليدي إلى قوة سياسية مرشحة للعب أدوار محورية، خصوصاً إذا نجح أوزين في الحفاظ على توازن دقيق بين الشرعية الحزبية والتكتيك الانتخابي، مع الحفاظ على خطه السياسي كمعارضة مسؤولة، ترصد وتُقيّم أداء الحكومة، دون الدخول في صراخ سياسي أو مزايدات فارغة.
وفي انتظار كشف الأسماء النهائية للمرشحين، يبدو أن “السنبلة” اختارت أن تزرع بثقة، وتنتظر الحصاد الكبير في 2026.