مجتمع

تحليل إخباري :فيروس كورونا يخترق الأحياء الشعبية لفاس و “حليمة تعود إلى عادتها القديمة”

سجل بفاس اليوم الأحد (14 يونيو 2020)،12 حالة إصابة جديدة تحمل فيروس كورونا المستجد ،و هي حالات تم اكتشافها ضمن المخالطين بحي سيدي بوجيدة الشعبي،فيما حالة أخرى تم رصدها من خلال تعميم الفحوصات داخل وحدة صناعية .
عودة تسجيل عدد كبير من الإصابات بمدينة فاس،يعود إلى تهور الساكنة و التي يبدو أنها قررت من تلقاء نفسها رفع الحجر الصحي بشكل نهائي و العودة الى الحياة العادية قبل مارس المنصرم أي من خلال ظهور أول حالة كوفيد-19 بالمملكة.
الجريدة الالكترونية “فاس 24″،عاينت العشرات من المواطنين يتبادلون السلام بأيديهم،فيما النساء كذلك تصافحتا عن طريق القبل على الخد،و لوحظ تدفق أطفال رفقة عائلتهم إلى الشوارع.
التخفيف من الحجر الصحي هي مبادرة سليمة و صحية على الحياة النفسية،و لكن أن نضرب عرض الحائط كل المكتسبات و نرجع للتعامل و لعيش الحياة العادية و كأن شيئا لم يكن فذاك هو الخطر المحدق و الذي قد يجر البلاد الى موجة ثانية و إن عاود الفيروس الانتشار بقوة،مع العلم ان مصيره لا يزال مجهولا عبر العالم.
معظم ساكنة مدينة فاس،لا يضعون الكمامة و غير أبهين بدورها المحوري للحد من انتشار الفيروس بين الناس، رغم أن علبة تساوي 8 دراهم و معممة بمختلف نقط البيع ،الأسواق مكتظة و الشوارع مخنوقة بالعابرين،فقلة قليلة تضع الكمامة و غالبيتها إما تنزلها إلى العنق أو تقوم بتعليقها بالإذن كما يفعل رئيس الحكومة العثماني.
الأطفال و الشباب،قرروا الخروج إلى الشوارع و الأحياء للتنفس شيئا ما،و لكن لا هم و لا أولياء أمورهم رموا خلفهم التدابير الوقائية التي توصي بها السلطات الصحية.
و سجل غياب تعميم الكمامة،و كذلك غياب التباعد الاجتماعي و ظهور تجمعات بشرية ملتصقة فيما بينها،غير أبهين بما وقع للجميع خلال ثلاثة أشهر على الأقل.
و بالمقابل نجد منظمة الصحة العالمية تكشف للعالم،أن ما سيهدد الدول و الذي سيكون التهديد الأعظم وهو “التراخي” في تفعيل و تنزيل التدابير الوقائية مع العلم ان المغرب بدأ في تخفيف الإجراءات و الرفع التدريجي من الحجر الصحي،غير انه لم يقابله وعي المجتمع من تفعيل تدابير ارتداء الكمامة و التباعد الاجتماعي لتعود “حليمة الى عادتها القديمة” كما يقول المثل الشعبي.
وزارة الصحة دخلت على خط التراخي و أطلقت تحذيرا للمغاربة من وقف الزيارات العائلية، وذلك بعد انتشار بؤر وبائية عائلية في الفترة الأخيرة.
وزارة الصحة أكدت في إحاطتها ،أن الرفع التدريجي للحجر الصحي لا يعني نهائياً العودة إلى الحياة الاجتماعية التي تعوّدنا عليها سابقاً، مشيرة إلى أن “يونيو 2020 يختلف تماماً عن يونيو 2018 أو يونيو 2019، بسبب العنصر الجديد غير المرغوب فيه؛ وهو وباء كوفيد 19”.
وجدّدت وزارة الصحة دعوتها بضرورة توخي الحيطة والحذر، والتركيز على ارتداء الكمامات، وتفادي التجمعات وأماكن الازدحام، واحترام مسافة الأمان، بالإضافة إلى قواعد التباعد الشخصي وغسل اليدين بالماء والصابون أو المطهر الكحولي بشكل مستمر.
وفي ظل انتشار البؤر العائلية بشكل مهول، دعت وزارة الصحة إلى تفادي الزيارات العائلية، خاصة بالنسبة إلى الأشخاص المسنين أو المصابين بأمراض مزمنة.
ظهور 12 حالة جديدة بمدينة فاس و عدة حالات بمختلف الجهات وعودة جهات كانت مصنفة في المنطقة رقم 1 الى تسجيل فيها إصابات،يكشف ان هناك خلل ما داخل المجتمع المغربي الذي قرر ان يرمي بكل التدابير الاحترازية و العمل على المساهمة بشكل سلبي لظهور حالات كورونا الايجابية.
قد يقول القائل،أن الأعداد المرتفعة التي تم اكتشافها،هو من خلال عملية الرفع من الفحوصات المخبرية التي تجاوزت 17 ألف حسب وزارة الصحة،فهذا غير كافي لان التحاليل المخبرية تلعب دورا مهما في الفحص الاستباقي في محاولة السيطرة على البؤر ،و لكن نجد بالمقابل ان المواطنين غير أبهين بالتدابير و الإجراءات الوقائية و قرروا التراخي في ارتداء الكمامة،و قبلوا أن يتبادلوا التحية بالأيادي و القبل،و عمدوا على الإنهاء مع التباعد الاجتماعي و تشكيل تجمعات ، فذاك هو الخط “الأعظم” الذي نبهت إليه منظمة الصحة العالمية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى