مجلس جماعة فاس يفشل في تدبير مرافق الترفيه الخاصة بمشاريع المسابح و الاطفال يختارون المغامرة بالنافورات

لا شيء يعلو اليوم فوق صوت إرتفاع دراجة الحرارة بفاس و مدن المملكة،و لا شيء تغير كثيرا بالعاصمة العلمية التي سلط الله عليها منتبخون لا يفقهون الا في الغمز و اللمز و المتابعات القضائية بعد ان فاحت رائحة الفساد من كل دهاليز المجلس و المقاطاعات الستة التابعة للعمدة البقالي الذي مهد له الطريق ولي نعمته القابع في السجن و الذي ساهم في إفراز كتلة من المنتخبين الممزوجة بكل تلاوين التخلف و الانحطاط.
مجلس جماعة فاس الذي فشل في تدبير جل المرافق و باتت المدينة تواجه السكتة القلبية و الموت الكلينكي ما ان لم تتدخل السلطات الوصية لاصلاح أعطاب و ثقب العمدة البقالي الذي تسلط على المدينة.
و مع إرتفاع دراجات الحرارة و قدوم عطلة الصيف على الأبواب،يتضح جليا ان مجلس جماعة فاس و العمدة البقالي المفروض من طرف تحالف الاحرار على ساكنة العاصمة العلمية،لم يتسطع ان يحرك ساكنا و هو ما يظهر ان مرافق الترفيه هي أخر ما يفكر فيها المجلس بعد أن ولى قبلته الى تحويل بهو و قاعات البلدية الى مسرح لعروض موسيقى الشعبي من “الجرة” و الهزة”.
و أمام صمت البقالي عن كيفية النهوض بفتح المسابح و الدفع بتشييد أخرى،و أمام الابواب الموصدة بالمسبح البلدي و مسبح المرجة الشعبي،لم يجد أطفال المدينة سوى اللجوء الى النافورات المنتشرة بمختلف المدارات وخاصة الجديدة منها على طول مدخل المدينة بالطريق السيار و التي تحولت الى مسابح مفظلة للاطفال في محاولة خطف لحظة من المياه الراكدة الموصولة بالتيار الكهربائي للتخفيف و التلطيف من شدة الحر و التي قد تنتهي بصعقة كهربائية تكلف حياة الابرياء المقصيين و المهمشين.
و مع ان النافورات المتواجدة على طول الطريق السيار و هو المدخل الرئيسي الذي يربط فاس العالمة بمدن المملكة،فأول ما يستقبلون به هو متابعة الاطفال وهم يستحمون وسط النافورات مما قد يصيب الوافدون على المدينة بإندهاش كبير دون ان تصل بهم الاقدار الى وسط المدينة لمعرفة اين وصلت فاس التي كان يضرب بها المثل الى مدينة تقبع في التخلف و التردي و التهميش الممنهج من طرف الطغمة الفاسدة من المنتخين و التي تفتقر الى أبسط شروط العيش و الترفيه.
و يبدو ان مجلس مدينة فاس الحالي الذي يقوده العمدة البقالي و الذي لبس جلباب حزب التجمع الوطني للاحرار مرغما من صقور و محترفي الانتخابات بعد ان وجد نفسه خارج اللعبة اذا بقي في حزب التقدم و الاشتراكية و بات الشارع يلفضه بمعقله الانتخابي السابق جنان الورد وغيره من الاحياء الشعبية التي يؤثثها التهميش الممنهج و المساكن العشوائية و التي كتب على فاس العالمة و على ضريح المولاي إدريس و على جامع القرويين التاريخية وهي اقدم جامعة عربية و إفريقية أن تحاط بالبناء العشوائي و مطارح النفايات و بأحزمة الفقر و البؤس من كل الزوايا .
و مع بداية إرتفاع درجات الحرارة و قدوم فصل الصيف وجب على الجهات المسوؤلة ان تتحرك مرة أخرى كما تحركت في مشاريع مختلفة للدفع بتوفير المسابح و اماكن الترفيه للاطفال و القطع مع الصورة النمطية التي تلاحق فاس بأنها مدينة تعيش على وقع التخلف و التهميش و تفرخ الجريمة و تدفع بأطفالها و شبابها بالاحياء الشعبية الى إمتهان موسيقى” الراب” و التي عجلت بالكثير منهم الدخول الى السجن بفعل الكلمات المنحطة و الغير الاخلاقية و التي تعبر عن واقع حقيقي لما تعيشه البنية الاجتماعية لفاس التي تحولت من مدينة العلم و الحضارة الى مدينة “زيد شر كبي اتاي و كبي هواي”و غير ذلك من المسخ الذي بات يهدد الامن الاسري و الاجتماعي .