رياضة

لا تكرار لفوضى الجمعة”.. فاس تتأهب لمباراة المغرب والبنين باستراتيجية أمنية “غير مسبوقة”!

تشهد مدينة فاس، مساء اليوم الاثنين، استنفارًا أمنيًا غير مسبوق، استعدادًا للمباراة الودية التي ستجمع المنتخب الوطني المغربي بنظيره البنيني، والتي ستقام في تمام الساعة التاسعة ليلاً بملعب فاس الكبير. هذا التأهب الأمني يأتي في سياق رغبة السلطات المحلية في القطع مع مشاهد الفوضى والتنظيم السيء التي رافقت مباراة المغرب وتونس الجمعة الماضية، والتي أثارت استياءً واسعًا في صفوف الجماهير الفاسية والمغاربة القادمين من مدن أخرى.

استراتيجية أمنية محكمة بقيادة “الجامعي وأوحيت”

في خطوة استباقية وحاسمة، وضعت السلطات الأمنية بفاس استراتيجية أمنية محكمة، يقودها مركز قيادة مشترك يضم والي جهة فاس-مكناس، السيد معاذ الجامعي، ووالي أمن فاس، السيد أوحتيت أوعلا و مصالح مشتركة . هذه الاستراتيجية تهدف إلى ضمان انسيابية دخول الجماهير وتفادي أي ازدحام أو فوضى، مع الحفاظ على الأمن والنظام العام داخل وخارج الملعب.

حواجز حديدية و”عين ساهرة” على الشوارع

ولتحقيق هذا الهدف، تم تسخير عدد كبير من الحواجز الحديدية لضمان تنظيم مرور الجماهير وتسهيل عملية ولوجهم إلى أبواب الملعب بشكل انسيابي، بعيدًا عن الفوضى التي شهدتها المباراة السابقة. كما تم نشر تعزيزات أمنية مكثفة من مختلف تشكيلات القوات العمومية، بما في ذلك الأمن الوطني والقوات المساعدة، لتنظيم حركة الجمهور في الشوارع الرئيسية المحيطة بالملعب، ومنع أي تجمعات عشوائية قد تعيق عملية الدخول.

تسهيل الولوج وتفادي “سيناريو الجمعة الأسود”

وتؤكد مصادر مطلعة أن عملية الولوج إلى الملعب اليوم ستكون أكثر انسيابية وفعالية، بعد الأخذ بعين الاعتبار الملاحظات والانتقادات التي طالت الجهات المنظمة (شركة سونارجيس والجامعة الملكية المغربية لكرة القدم) بعد مباراة الجمعة الماضي. ففي تلك المباراة، شهدت الأبواب فوضى عارمة، حيث تم منع عدد كبير من حاملي التذاكر من الدخول بدعوى امتلاء الملعب، في الوقت الذي سمح فيه بالدخول لمن لا يمتلك تذاكر و لأصحاب دعوات الريع، مما أثار حفيظة الجماهير التي عبرت عن غضبها واحتجاجها.

تعبئة شاملة لأكثر من 45 ألف متفرج

وتشير التقديرات إلى أن المباراة الودية اليوم يتوقع أن تشهد حضورًا جماهيريًا غفيرًا يتجاوز 45 ألف متفرج، وهو ما يفرض تعبئة شاملة لكافة الموارد البشرية واللوجستية لضمان نجاح التنظيم. وفي هذا الإطار، تم تسخير عدد كبير من عناصر شرطة المرور لتسهيل حركة السير والجولان في محيط الملعب، مع قطع بعض المحاور الطرقية القريبة لتأمين تدفق الجماهير والمركبات بشكل سلس.

ويبقى التحدي الأكبر أمام السلطات بفاس اليوم هو إثبات قدرتها على تنظيم حدث رياضي بهذا الحجم  وتقديم نموذج يحتذى به في التنظيم الجيد والانسيابية، بما يضمن تجربة ممتعة وآمنة لكافة الجماهير الحاضرة. الأنظار كلها تتجه نحو فاس الليلة، بانتظار مباراة كروية ممتعة وتنظيم أمني “لامع” يمحو الصورة السلبية لمباراة الجمعة الماضية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى