ربورطاج: ضحايا الزلزال يلملمون جراحهم والحياة تدب من جديد وسط جهود مؤسسات الدولة والمتطوعون وأطروحة الأعداء تنكسر فوق صخور جبال الاطلس

ربورطاج: ضحايا الزلزال يلملمون جراحهم والحياة تدب من جديد وسط جهود مؤسسات الدولة والمتطوعون وأطروحة الأعداء تتكسر فوق صخور جبال الاطلس
فاس24: عبدالله مشواحي الريفي
بعد مرور 11 يوما على الزلزال العنيف الذي ضرب منطقة الحوز وخلف حوالي 3000 قتيل وأكثر 6000 جريح كحصيلة غير نهائية بدأت الأهالي تلملم جراحها و تحصي خسائرها و تستفيق من صعقة الهزة الأرضية التي كتب لها ان تكون صادمة و تستهدف بلدات قروية بأقاليم الحوز و شيشاوة و تارودانت و مراكش و امتدت قوتها لأكثر من 500 كلم الى مناطق و مدن المملكة.
الحياة بدأت تدب في منطقة الزلزال من جديد وسط جهود مختلف مؤسسات الدولة وفرق الإغاثة والمتطوعين والجمعيات الهادفة وسواعد الأهالي بعد أن تابع العالم عبر القنوات الدولية كيف استطاعت المملكة بفعل حنكة صاحب الجلالة الملك محمد السادس ان تتجاوز المحنة والأيام الصعبة لمواطنين لم يجدوا الا الفرق الطبية والجيش والامن والدرك والوقاية المدنية يمسحون دموعهم وينتشلونهم من تحت الأنقاض في ملحمة وطنية أظهرت للعالم ان المغرب قادر بسواعده وبمؤسساته التغلب على ما خلفته الكوارث الطبيعية.
ومع إحصاء الضحايا ونهاية الأسبوع الاول وتسابق الزمن لإعلان نهاية تدخلات البحث سارعت السلطات الى تنزيل توجيهات جلالة الملك من خلال العناية بالأطفال و التلاميذ و تم استقدام العشرات من الحافلات لنقلهم الى مؤسسات تعليمية داخل مدينة مراكش لمحاربة الهدر المدرسي و متابعة حياتهم الدراسية و تخصيص لهم غرف الداخليات لتوفير لهم السكن و التغذية ومواكبة حالتهم النفسية حتى يتمكنون من تجاوز المحنة مع العلم ان كل واحد منهم قد يكون فقد أحد أهاليه تحت الأنقاض بفعل قوة الزلزال الذي أبى الا ان يهز أرض منطقة الحوز ب 7 على سلم ريشتر .
القوات المسلحة الملكية التي لعبت دورا محوريا ورئيسيا في زلزال الحوز وبعد عملية انتشال الضحايا وتخصيص مستشفيات ميدانية وتمشيط الجبال في رحلات جوية للبحث عن ناجين محاصرين دفع بالجيش الى بناء مخيمات ميدانية تسع لأكثر من 3000 شخص بعدة مناطق وهي مجهزة بكل مرافق العيش من تغذية وخيام للمبيت ومرافق للأطفال الى بناء مدارس متنقلة قرب التجمعات السكنية التي أجهز عليها الزلزال.
فيما تواصل وزارة الصحة و الحماية الاجتماعية تعبئة كافة مواردها للعناية بالمصابين الذين يرقدون بالمستشفى الجامعي محمد السادس او المستشفيات الإقليمية و المراكز الصحية مع ان الجهة تعرف انتشارا واسعا للساكنة بمناطق جبلية قررت الوزارة تشييد مستشفيات ميدانية و هي مراكز صحية عملت بشكل بطولي لتقديم كافة العلاجات للمصابين اضف الى ذلك تخصيص وحدات طبية و تمريضية للتنقل الى الدواوير في رحلة البحث عن الناجين و تقديم لهم كافة أشكال الإغاثة و هو ما مكن المملكة من نيل شهادة الإشادة و التقدير من منظمة الصحة العالمية و منظمة الأمم المتحدة في النجاح لمواجهة مخلفات الزلزال .
السلطات بدأت في عملية تمحيص دقيق لإحصاء المتضررين من الزلزال على صعيد خمس أقاليم وذلك بغية تنزيل المخطط والتوجيهات الملكية السامية لإعادة إعمار المنطقة والتعجيل بالدخول في عملية إنجاز الوحدات السكنية جديدة و كذلك توزيع الدعم المالي المخصص للمتضررين من الزلزال و العمل على حماية الطفولة من كل استغلال بشع.
فبينما كان البعض يحاول الركوب على الزلزال من خلال تصريحات أعداء الوطن كان الشعب المغربي يساهم في ملحمة جديدة و في مسيرة جديدة لدعم ضحايا الزلزال و نقل لهم الاطنان من مواد الغذاء و الملابس نداء للأجماع الوطني الذي دعا اليه جلالة الملك محمد السادس و تكذيب لافتراءات بعض الدول المريضة بمرض اسمه “المملكة المغربية” و التي كانت تحاول شيطنة الشعب كما فعل الرئيس الفرنسي الذي ضن انه بعد يوم الزلزال سينتفض الشعب و سيدفع بأهالي المنطقة بإعلان العصيان على الدولة في محاولة الدفع بدخول استعمار جديد ،غير ان ردة فعل المغاربة و تجندهم وراء العرش العلوي المجيد صدمت “ماكرون” و أذياله.
زلزال الحوز أظهر المغرب مرة أخرى صموده في الظروف الصعبة، من خلال تصرفه برصانة وعزيمة ثابتة، خلف قيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس، على إثر الزلزال الذي عرفته المملكة الذي أذهل الجميع و هو يتابع قدرة المغرب الرائعة على الاستجابة بسرعة وفعالية عندما يجد نفسه في مواجهة مثل هذه التحديات، فيما التدابير الاستعجالية اتخذت منذ اللحظات الأولى التي تلت الزلزال، وشملت تدخل القوات المسلحة الملكية، ووزارة الصحة والسلطات المحلية، وأجهزة الأمن، إلى جانب القطاعات المختلفة.
و تمكنت توجيهات جلالة الملك محمد السادس و في ظرف 48 ساعة من إعادة الفتح الجزئي لطريق حيوي يؤدي إلى المناطق المتضررة جراء الزلزال، ما مكن من شق ممر للحياة من أجل إيصال المساعدات إلى المناطق الأكثر تضررا”، مع تسجيل تدخل المروحيات التي لم تتوقف عن المشاركة في عمليات الإنقاذ والإغاثة و إيصال الغذاء و الخيام، بينما تعبأ المغاربة في إطار زخم تضامني شعبي مبهر غايته تقديم المساعدة للأشخاص المحتاجين.
تدابير الإغاثة السريعة لم تكن سوى البداية، ومع توالي الأيام الثلاثة التي أعقبت الزلزال، ترأس جلالة الملك اجتماعا ثانيا يخص الزلزال أمر من خلاله الحكومة التسريع بإنشاء صندوقا وطنيا للتضامن، وصدرت تعليمات ملكية شملت إجراءات تروم ليس فقط إعادة البناء، ولكن أيضا تحويل المناطق المتضررة والنهوض بها بالكامل، مع الحفاظ على الثقافة والموروث المحليين ليعلن عن نهاية مخلفات الزلزال التاريخي الذي ضرب المملكة مخلفا وراءه ضحايا و أيتام و خراب ومصابون وكذلك الإعلان عن بداية عن عهد البناء و التشييد و إعادة الاعمار و الاستفادة من تجربة المغرب التي سيسردها التاريخ لا يغلق قوص الهزة الارضية و تفتح نوافذ جديدة لرؤية المملكة من كل الزوايا و هي تسجل بدماء الشهداء ملحمة الملك و الشعب.