مجتمع

🟥 جيل Z بين الواقع والفرقعة الإعلامية: هل انتهى “الهاشتاغ” قبل أن يبدأ الحراك؟

للليلة العاشرة على التوالي ، حاولت ما تُعرف بـ”حركة جيل Z” تجديد الدعوة إلى التظاهر والخروج إلى الشارع، لكن المشهد على الأرض كان كافياً لفضح حجم الهوّة بين الخطاب الافتراضي والواقع الميداني. فباستثناء مجموعات صغيرة لا تتجاوز العشرات في بعض المدن، بدت الدعوات مجرد صدى رقمي لحراك لم يولد فعلاً، بل اكتفى بإحداث ضجيج عابر على مواقع التواصل الاجتماعي.

ففي الوقت الذي رُوّج فيه لاحتجاجات “عارمة” و“غير مسبوقة”، رصد المراقبون خروج أعداد محدودة جداً لا تتجاوز 20 شخصاً في بعض النقاط، أغلبهم لم يعرفوا معنى النضال يوما  اندفعوا وراء موجة “الترند” دون هدف واضح أو قيادة مسؤولة. ومعظم هؤلاء انسحبوا سريعاً ، في مشهد يؤكد أن ما يسمى بحركة جيل Z لا تملك لا تنظيماً، ولا مشروعاً، ولا حتى وجهاً معروفاً يقف خلفها.

اللافت أن هذا “الحراك الافتراضي” وُلد في خضم حالة من التوتر الاجتماعي واستغلها البعض لركوب الموجة ومحاولة تصفية حسابات سياسية أو إعلامية، لكن النتيجة كانت عكسية: المجتمع المغربي أثبت مرة أخرى مناعته ضد أي محاولة للانزلاق نحو الفوضى، فيما ظلت الدعوات مجرد “فرقعة إعلامية” بلا أثر حقيقي على الأرض.

ويؤكد متابعون أن “جيل Z” الذي صُوّر على أنه طاقة احتجاجية جديدة، لم يستطع ترجمة شعاراته إلى فعل منظم، بل سقط في فخ الاستعمال الرقمي والتهييج الافتراضي. ومع مرور الأيام، بدأت حرارة “الهاشتاغ” تخفت تدريجياً، تاركاً وراءه بضع مقاطع فيديو ومئات التغريدات التي تحوّلت إلى مادة “بوز” لصفحات تبحث عن المشاهدة لا غير.

اليوم، يتّضح أن ما حدث لم يكن سوى فقاعة رقمية في زمن السرعة، حيث يصنع البعض “الثورة” بكبسة زر، ثم ينسحبون عند أول اختبار حقيقي على الأرض. فالمغاربة الذين خرجوا في محطات تاريخية كبرى، يعرفون معنى الاحتجاج ومعنى الوطنية، ولا يمكن أن يُقادوا من وراء شاشة أو عبر حسابات مجهولة الهوية.

في النهاية، يبدو أن “جيل Z” المغربي الذي حاول بعضهم استغلال اسمه، سيحتاج وقتاً طويلاً كي يفهم أن بناء التغيير لا يتم عبر اللايفات، بل عبر العمل، الفكرة، والانتماء الحقيقي للوطن. أما الحراك الذي أُريد له أن يكون زلزالاً، فقد انتهى إلى “بوز” عابر في ذاكرة الإنترنت.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى