مجتمع

نحر اضحية العيد تتحول الى قرحة لكثير من المغاربة بسبب الغلاء الفاحش و الحكومة تنهج سياسة الهروب الى الأمام

كل السبل تؤدي اليوم في المغرب نحو ضيعات وأسواق وأماكن معدة خصيصا لبيع أضاحي عيد الأضحى الذي سيحل في المملكة على بعد أسابيع قليلة.

السلطات المختصة بشّرت المغاربة بعرض وافر من قطيع الأغنام والماعز التي تم تسمينها للعيد، مع التأكيد على أن الحالة الصحية للقطيع جيدة ويتم تتبعها عن قرب،و كذلك إستراد عدد مهم من القطيع.

لكن أصداء المواطنين نقلت من أسواق الماشية ارتفاعا كبيرا في أثمنة الأضاحي مقارنة بالسنة الماضية بفارق لا يقل عن 1500 درهم للاضحية و أن الكيلوغرام يصل الى 85 درهم بالاسواق الكبرى.

جولة في أحد ضيعات تسمين الأكباش وبيعها بضواحي فاس، تبين فعلا أن هناك اختلافا ملحوظا في أثمنة الأضاحي عن مثيلاتها العام الماضي،وما سجل هو الارتفاع الحارق في الاضحية التي وصلت الى 4 الاف درهم و التي كان ثمنها سابقا لا يتجاوز 1500 درهم اي بزيادة 2500 درهم في الخروف و الذي لا يسمن و لا يغني من جوع.

فهذه السنة تتراوح أثمنة الأكباش التي لا يتعدى وزنها 50 كيلوغراما  حوالي 4500 درهم، وتتراوح الأضاحي المتوسطة الجودة 3500 درهم فيما يتراوح الكبش من الجيد من 6000 درهم فما فوق.

وعبر عدد من أرباب الأسر ذوي الدخل المحدود عن عدم قدرتهم على توفير تكلفة أضحية العيد، خصوصا وأن هؤلاء لا يزالون يتكبدون تداعيات جائحة كورونا على وظائفهم ومداخيلهم.

واعتبر هؤلاء، في حديث للجريدة الالكترونية “فاس24″، أن “ثمن أرخص الأكباش يفوق قدرتهم الشرائية”، آملين أن “تنخفض الأسعار خلال الأيام المقبلة”مع إقتراب العشرية الاخيرة للعيد و التي تفتح فيها الاسواق الكبرى،او انهم سيقاطعون العيد و يكتفون بشراء اللحوم.

و يرى  متتبعون لشأن عيد الاضحى بالمغرب، أن “المستهلك يجد نفسه كل سنة أمام معضلة العيد”.

وأوضح المتحدث نفسه،”، أن “هذا السيناريو يعيشه المغاربة كل سنة دون أن تتحرك السلطات المعنية لتنظيم العيد بوضع برنامج له”.

وكشف ذات المتحدثين، أن “العملية تُروّج أكثر من 70 مليار سنتيم كل موسم، وتخلق عدة مناصب شغل متعددة ومختلفة”.

وأبرز الفاعلين، أن من بين العوامل التي ساهمت في ارتفاع أثمنة أضاحي العيد، “تداعيات سنوات الجفاف و تراجع رؤوس القطيع و فشل الحكومة ، إضافة إلى ارتفاع الطلب بوجود المغاربة المغتربين، ثم الوسطاء أو ما يصطلح عليه محليا بـ”الشناقة” الذين يتدخلون في أثمنة الأكباش”.

و يعيش المغرب مفارقات عجيبة في زمن غلاء الاسعار و غياب اي إستراتجية حكومية لمواجهة التضخم الناتج وهو ما يظهر فشل المخطط الاخضر و البرامج الحكومية التي تركت المغاربة يواجهون ازمة ارتفاع الاضحية بالهروب الى الامام و تقديم إيضاحات اقل ما يمكن القول عليها انها ضحك على العشب الذي بات الكثير منهم سيحرمون من أضحية العيد للعام الثاني على التوالي.

شعيرة عيد الاضحى كانت هي يوم عيد للمسلمين و المغاربة و يوم فرحة للجميع،إلا انه في السنوات الاخيرة تحولت الى قرحة لعدة اسر التي ستحرم نفسها من نحر اضحية العيد التي إرتفع ثمنها بشكل صاروخي .

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى