اقتصاد

خبير اقتصادي يبرز دخول المغرب في سنوات عحاف

قال عمر الكتاني إن الحكومة التي تسير شؤون البلاد لا تعي قيمة المال، مؤكدا أنها حكومة رأسمالية تعي فقط أنها ستلجأ إلى القروض ثم بعد خمس سنوات ستغادر وتترك الشعب يدفع الحساب.

وتحدث الخبير الاقتصادي في تصريح خاص عن عدة مظاهرة ومؤشرات التي جعلت المغرب اليوم يصل لهذه الأزمة التي أصبحت تهدد الاستقرار الاجتماعي، خاصة مع الخرجات الحكومية المرتبكة لتوضيح ما يجري.

ولفت الانتباه إلى أن التضخم الذي ارتفع ويهدد بأزمة خانقة، ستظهر آثاره على المدى القصير والمدى المتوسط، لافتا أنه “عندما تلجأ الدولة لخمسة المليار دولار كحساب احتياطي من صندوق النقد الدولي، فهذا يدل على أن الوضع محرج”.

ووقف الكتاني على أن سلوك الحكومة من خلال قراراتها وطريقة تدبيرها هو عبارة عن شعور باللامسؤولية، خاصة عدم اتخاذ إجراءات تقشفية كتخفيض الأجور العالية للموظفين الكبار بـ20%، وإزالة الامتيازات.. في هذه الفترة الحالية على الأقل، متسائلا “هل من المعقول أن نمط الاستهلاك عند المسؤولين لم تتغير؟”.

وانتقد خطاب الحكومة التي تخرج لتقول إنها ستقوم بمراقبة الأسعار، مستفهما “ما الفائدة من هذه المراقبة بعدما ارتفعت الأسعار، هل انخفضت بعد هذه المراقبة؟” مشددا على أن المشكل يتمثل في ضرورة الوقوف على حجم الصادرات إلى الخارج وتخفيضها لصالح السوق الداخلي، وألا يتم التعامل بمنطق إرضاء الطرف الآخر المستورد لخيرات البلاد.

ومن المظاهر التي تحدث عنها الكتاني والتي تساهم منذ سنوات في تغذية هذه الأزمة هو إشكالية اقتناء السيارات الفخمة، حيث تساءل”كيف نستورد السيارات الفخمة لصالح المؤسسات العمومية ونحن لا نستعمل السيارات التي نصنعها بالمغرب؟.. ولك أن تتخيل ميزانية أكثر 100 ألف سيارة يستخدمها القطاع العام”.

وعن المخطط الأخضر بالمغرب الذي رصدت له منذ حوالي عقد ونص ميزانية ضخمة، أكد الكتاني على فشل هذا المخطط، وأشار إلى أنه يرتبط في جزء منه بتجميع الأراضي، بسبب الوضع القانوني، والخطير -بحسبه- هو بيعها للأجانب.

ودعا الكتاني الحكومة إلى ايجاد حلول واقعية وذات أولوية وعلى رأسها محاربة الريع، هذا الأخير الذي يعد أحد أكبر إشكاليات التنمية بالمغرب، ودعاها أيضا بأن تلغي مظاهر البدخ للوزراء، وهذا يدخل في سلسلة من الإجراءات الموازية التي تحفظ ميزانية الدولة.

وقال الخبير الاقتصادي “لقد تجاوزنا المشكل الاقتصادي ووصلنا إلى مشكل اجتماعي، أجور عالية وامتيازات بدون حد”، مشيرا إلى أن المسؤول أضحى يحمل ازداوجية في الشخصية عند الجمع بين السياسة الرأسمالية والسياسة الاجتماعية، هذه الأخيرة التي لا يحمل القوة ليمارسها، بحسب الكتاني.

وخلص حديثه إلى أننا “سندخل في سنوات عجاف ونحن لا نعي الضغط الاجتماعي، خاصة أن 40% من الساكنة تعيش بالبادية وهم أكثر من يعاني من التأثيرات الاقتصادية” خاصة أن “أوروبا تدخل في أزمة و60% من صادراتنا هي لأوربا وهذا سينعكس بشكل مباشر سلبا علينا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى