سياسة

تحليل إخباري: المشهد السياسي و الحزبي المغربي في زمن جائحة كورونا

جائحة فيروس كورونا المستجد لعام 2020 بالمغرب كان لها و ما عليها من انبثاق مظاهر جديدة على المشهد السياسي و الاجتماعي ،ناهيك عن الوضع الاقتصادي المتسم بالركود و التراجع و الذي قد يؤدي الى أزمة في كل المجالات.
و لعلنا اليوم نريد أن نسلط الضوء عن المشهد السياسي و الحزبي بالمغرب في زمن جائحة فيروس كوررونا المستجد،و كيف يستغلون الساسة زمن كورونا للتواصل مع المواطنين و المواطنات،و كيف ان هناك جهات منشغلة بكيفية الخروج من الوباء بأقل خسارة و بالمقابل نجد جهات أخرى تصارع الزمن و الصفحات الالكترونية في محاولة التواصل مع الجماهير ،و كيف لجهة أخرى منشغلة مع حالها و لا وجود لها في أي مشهد.
و سوف ننطلق من حزب العدالة و التنمية الذي تصدر المشهد السياسي في الانتخابات السابقة،هذا الحزب من ناحية مساهمته في زمن الجائحة نجدها منعدمة ماعدا بعض القادة الذين تحولوا إلى خلايا فايسبوكية و امتهنوا النشر اليومي لكل مستجد يخص فيروس كورونا ،فيما يسجل عليهم الغياب التام في مهامهم التي يتقاضون عليها الملايين،فرؤساء المدن الكبرى غائبون ووزراء الحزب منشغلون بالحروب الجانبية مع الخصوم.
و مع حلول شهر رمضان المفضل،تحولت خلايا الكتائب الالكترونية لحزب العدالة و التنمية إلى السرعة القصوى و أصبح الجميع يطل علينا في تطبيقات “الايف” اي المباشر و هو يحاول التنظير في كل شيء رغم عدم اختصاصاته و ذلك في محاولة التواصل مع المواطنين الذين تخلو عنهم،و يحاولون استغلال الجائحة لكسب ما خسروا من رهانات .
ما يلاحظ في العديد من “الايفات” التي يطلقها قادة حزب العدالة و التنمية بعد صلاة التراويح المنزلية،هو تراجع شعبيتهم وغياب المتتبعين عبر صفحاتهم و انه لا يتعدى حوالي 30 أو 40 زائر وهو يتابع فقراتهم و التي غالبا ما يتحدثون فيها عن فيروس كورونا ،غير أن غالبية القادة المنتمين إلى الحزب أو حركة التوحيد و الإصلاح و حتى الوزراء و عمداء المدن الكبرى،ربما فقدوا بريقهم و انطفأ مصباحهم و صارت خرجاتهم اليومية لا يهتم بها احد بعد أن علم الشعب انها خرجات في محاولة تلميع خدوشهم في التواصل مع المواطنين الذين تخلو عنهم لسنوات،و تبين ان القرارات الحكومية المجحفة لحزب العدالة و التنمية يؤدي اليوم ثمنها المواطن الذي يعيش سنوات النكبة.
و تبين أن الشعب اليوم لا يهمه خطابات و شعبوية حزب العدالة و التنمية ،وذلك بعد ان انكشفت المظلومية التي يروجون لها ما هي إلا الوصول الى المناصب،و أظهرت الجائحة معادن الرجال،فيما قادة حزب رئيس الحكومة و عمداء المدن تخلو عن المواطنين ،و حاولوا تشغيل إنزال جديد عبر “لايفات” لا تسمن و لاتغني من جوع، فالشعب اليوم لا يهتم بالخطابات ولا بالتحليلات السياسية الفارغة بقدر ما يبحث عن قوت يومه في زمن جائحة فيروس كورونا.
أما القوة الثانية في المشهد السياسي المغربي و أعني هنا حزب الأصالة و المعاصرة و الذي يبدو مازال يعيش على جراح المؤتمر الثامن،و أن عودة زمن الصراعات لا محالة منه،و أن الرفاق مازالوا يتناحرون و لم يجدوا الخط الثالث و لا الرابع للخروج من الحرب.
فيبدو ان زعيم حزب “البام” الجديد لم يكشف بشكل كلي عن طريقة عمله،فيما يراه منافسوه بأنه يحاول إبادتهم واحد تلوى الآخر،و أن الزعيم الجديد سيشتغل بفريق جديد و انه سيقطع مع الجميع و انه عازم على إعدام التجارب السابقة و الذي يكون قد فقد مقود الجرار و هو يحاول ارتكاب حوادث خطيرة و مميتة إن صار على نفس النهج الحالي.
حزب الاستقلال وحزب التجمع الوطني للأحرار و حزب الحركة الشعبية،هي أحزاب تقليدية مازالت تبحث عن مكانتها،قوتها محدودة و تواصلها منعدم و هي أحزاب يجثم عليها الماضي و تعاني من البرودة و تفتقد إلى الخلايا القوية و الردعية،فيما محركها لا يكاد يتحرك ب 10 كلم في الساعة و أن طريقة اشتغالها قد لا يوصلها إلى بر الأمان في ظل خلايا و كتائب لا تعرف معنا الوقف و الراحة.
الاتحاد الاشتراكي نال منه قانون 20-22 و الحزب يعيش على سفيح ساخن،فهناك تيار يحاول تقديم وزير العدل بنعدالقادر ككبش فداء،فيما رئيسهم لا يهمه لا الحزب و لا تاريخ الحزب بقدر ما يدافع على مصالحه الشخصية و على توظيف أبنائه و يحاول جاهدا إطفاء نيران الغضب و الغليان و أن يبقي الوزير في منصبه ،لان الوزير وقع في مصيدة مصطفى الرميد وزير العدل الذي يحاول النيل من الاتحاد الاشتراكي و العمل على نصرة زعيمه بنكيران و ان الوردة هي من وضعت العصا في الحكومة الثانية،و أن الإخوان لا ينسون تاريخهم و أنهم يريدون الانتقام بأي ثمن.
أحزاب أخرى بدأ الشارع و التاريخ ينساها،و ساسة آخرون يبحثون في تأسيس أحزاب جديدة قبيل الانتخابات المقبلة،و الكل يتقاتل و الكل يتناحر و الكل يوجه الضربات من تحت الحزام،و ذلك في محاولة من يبحث عن مصلحته الشخصية،و آخرون يشتغلون على مشروع داخلي غير مكتمل و مليء بالأخطاء في تقييم الأشياء، و آخرون لهم ارتباطات خارجية،و في الأخير يبقى الشعب هو الضائع و التائه في زمن كورونا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى