في زمن كروونا : « أحدثكم« عن ايت طالب خالد وزير الصحة
كثر اللغط و تصاعدت الآراء و التحليلات و كادت أن تضيع الحقيقة في زمن كورونا عن الأوضاع و الوقائع التي تقع داخل دهاليز وزارة الصحة المغربية في زمن جائحة فيروس كورونا،و التي جعلت هذه الوزارة هي وزارة الدفاع التي تقود الحرب الشرسة و الضروس لمواجهة جائحة فيروس كورونا المستجد الذي وصل إلى الوطن مع بداية شهر مارس المنصرم.
وزارة الصحة التي يقودها البروفيسور خالد ايت طالب القادم إليها من المستشفى الجامعي الحسن الثاني بفاس و الذي قضا هناك أزيد من 11 سنة و هو مدير عام على أول مستشفى للجهات الثلاث و الذي تشرف جلالة الملك بتدشينه عام 2009،و هو ما دفع حكومة العثماني الى تمديد له البقاء على مديرية المستشفى الجامعي و لكن بعد ذلك تم إختياره كوزير للصحة في حكومة أكتوبر المنصرم.
كثر ت التأويلات و الضرب من تحت الحزام و تسريب معطيات “زائفة “و التي مع الأسف عرفت لها موقعا مع بزوغ جائحة فيروس كورونا،فهناك من يغرد أن هناك تلاعب في الصفقات،و هناك من يصرخ أن هناك تجاوزات في تنقيل الأطر و إعفاء المسؤولين،و لكن لم نجد شخصا واحدا تكلم عن الانجازات و عن النجاح الذي حققته وزارة الصحة لمواجهة جائحة فيروس كورونا مقارنة مع الدول الجوار و الدول العربية،الكل تناسى المدفعية و بدأ يحارب بالحجارة.
و أقول لمن يغرد أن جميع الصفقات تمت بكل شفافية و الوزير ايت طالب معروف و يشهد له بخصاله ووطنيته و نزاهته،فلا مجال للحفر في أودية المجاري و تضنون أن هناك مخابئ الذهب،و الوزارة تمكنت خلال ثلاث أشهر من الجائحة و بفضل دعم جلالة الملك محمد السادس أن تغير صورة المستشفيات و تجهزها ب 50 في المائة من المعدات التي كانت إبان مرحلة الاستقلال،و أن جميع الصفقات كانت بشكل شفاف و أن الوزير كان همه هو الوقوف على المال العام و السهر على حماية ممتلكات الدولة و العمل بشكل مكوكي لمواجهة تدابير إستعجالية لمواجهة جائحة فيروس كورونا المستجد.
أما عن التغريدات و التي غالبا ما تكون مدفوعة من طرف أشخاص،فيما يخص الإعفاءات فالوزير له السلطة الكاملة لتحريك عجلة التنقيلات و كذلك إعفاء بعض المسؤولين الذين تبين من خلال لجان تفتيش الوزارة أن يكون هناك من قصر في عمله و لم يحسن المسؤولية الملقاة على عاتقه،فهل يقف الوزير منتشيا و متفرجا و صامتا أو يعمل على إصلاح الآعطاب في زمن الحرب.
وزارة الصحة هي فران يشتغل ب 600 درجة لنار حارقة،فهناك ضغط لوبي الأدوية و المختبرات،و كذلك هناك تواطأ بعض المسؤولين الذين لا يمتلكون الحس الوطني في زمن الحرب و يحاولون البحث عن المكتسبات و تنشيط تجارة المآسي،غير أن ايت طالب كان لهم بالمرصاد وهو يضع أمام أعينه أن المال هو مال العام هو مال صندوق الجائحة الذي ساهم فيه جلالة الملك شخصيا إذن وجب الرفع من اليقضة و المراقبة و لا مجال للتلاعب.
و إذا كان الوزير ايت طالب يشتغل بحس وطني و انه لا مجال للحزبية و لا مجال لتسييس القطاع و لا مجال للمزيادات في زمن الحرب على كورونا،و بعد أن تبين أن هناك أشخاص يحاولون الظهور بقبعة تمرير الرسائل السياسية في ساحة الحرب مع العدو الخفي فإن الوزير لا يجب أن يقف متفرجا لأنه هو من يقود الكتيبة التي تحارب .
و أحدثكم عن خالد ايت طالب وزير الصحة،فهذا الشخص لم نسمع عنه يوما وهو لأكثر من 11 سنة على المديرية العامة للمستشفى الجامعي الحسن الثاني بفاس،و أن سجلت عليه إختلالات في التدبير ،و لم نسمع أن صدر في حقه تقارير سوداء من طرف المجلس الأعلى للحسابات او من طرف مفتشيات الوزارة و التي عايش فيها أكثر من أربع وزارء للصحة.
ايت طالب هو من الأساتذة الأكفاء في مجال الصحة،و هو زاهد في الحياة و يتنفس الوطنية ،و لم نسمع عنه انه يتوجه إلى المستشفيات الخاصة لإجراء العمليات الجراحية و هو من خيرة الجراحين بالمغرب ،فيما نلاحظ يوميا أكثر من النصف من الأطباء القطاع العام يتوجهون يوميا إلى المصحات الخاصة للاشتغال و العمل على تراكم المال و الثروة.
و أحدثكم،انه كيف أستطاع ايت طالب تطوير قطاع الصحة عندما كان على رأس مديرية المستشفى الجامعي الحسن بفاس،و كيف عمل على رقمنة المستشفيات ،و عمل على إنشاء و حدة لمعالجة النفايات الطبية ،و عمل على تطوير القطاع و إنشاء معاهد جديدة للبحث في السرطان و الانشغال بتوسيع الطاقة الاستيعابية للمستشفى الجامعي الحسن الثاني بفاس.
و إذن أحدثكم و أقول لكم لا تصطادوا في الماء العكر،و أحدثكم ان ايت طالب شعاره هو الحس الوطني و الدفاع عن السياسة العامة للبلاد،و انه على قطاع وزارة الصحة يمثل أولا التوجيهات الملكية و يمثل جميع التيارات السياسية بعد ان قرر في حياته عدم ارتداء أي قبعة حزبية،و لنا اليقين أن قطاع الصحة بالمغرب سيأخذ طريقه الصحيح،و أن الشفافية و النزاهة و الوضوح في كل المرافق هو عمل المستقبل.
و أحدثكم في الختام ،هو الاعتراف فضيلة و التحامل لؤم على أصحابه،فإن وزير الصحة ايت طالب تمكن ان يكون أولا من بين الوزراء العرب الذي قاد حرب ضروسا ضد جائحة فيروس كورنا و تمكن من إنقاذ أرواح المغاربة،و لنا ان نستشهد عندما قال انه سيواصل علاج المرضى بعقار “كلوروكين”،بعد ان وقع جدالا عليه وحاولت منظمة الصحة العالمية توقفيه و لكنها خسرت المعركة وتراجعت عن قرارها و تبين ان البرتكول العلاجي الذي ركزت عليه وزارة الصحة هو برتكول ناجح.
و لهذا فنحن في الحرب فلا يمكن ان يكون هناك جنود يحاربون في الساحة ضد عدو خفي،و لكن بالمقابل تجد اخرون يتفرجون و يدونون ان الجنود و رئيس الكتيبة خسر المعركة مع العلم ان العكس الصحيح و التاريخ يشهد على ذلك.