صحة

حرب كورونا : المغرب يواجه 15 يوما مصيرية إما الانحصار أو الانتشار

دخل المغرب مرحلة حرجة جدا في مواجهة جائحة فيروس كورونا،و يبدو ان 15 يوما القادمة ستكون مصيرية لدى المواطنين و سيكون مصيرهم بين خيار النجاة او خيار الغرق من خلال الانحصار أو الانتشار.
و انطلاقا من يوم الغد الجمعة،سيدخل المغرب مرحلة جديدة و ذلك بعد أن سجل أمس و اليوم ارتفاع عدد المصابين إلى أكثر من 50 مصابا في اليوم،مع تسجيل وتيرة ارتفاع كذلك في عدد الوفيات ليتبين أن جائحة فيروس كورونا قاتلة بكل المعايير.
15 يوم بالمغرب، هي المرحلة التي سنصل إليها بعد أن قطعنا أشواط استقبال و اكتشاف الحالة الوافدة،و انتقلنا إلى استقبال بعض الحالات المختلطة و التي راوحت أكثر من النصف إلى حدود اليوم الخميس (26 مارس 2020)،الى الدخول في عملية الانتشار و التي سيظهر ان كانت محدودة في مكان ضيق او تمكن الفيروس في الانتشار في مساحة واسعة.
و إبتداءا من غد الجمعة الى 15 أبريل سيكون المغرب دخل مرحلة جديدة و التي تتمثل في الكشف و إحصاء المصابين من المخالطين الداخليين،يعني بلغة الأرقام و حسب المختبرات التي تتوفر عليها المملكة يمكن أن نصل العشرات من الحالات و ان لم نقل المئات و ذلك حسب الطاقة الاستيعابية للمختبرات.
و 15 يوم القادمة لماذا مصيرية؟؟؟ لان منظمة الصحة العالمية تجيب عن التساؤلات التي تؤرقنا،و هي ان فترة الحضانة للفيروس هي 14 يوم ،و أن المرحلة ما بعدها هي اكتشاف الحالات المخالطة لننتقل إلى مرحلة انتشار الوباء أو انحصاره.
انتشار الوباء تكشف عنه منظمة الصحة العالمية،و ذلك بعدم التزام السكان بالحجر الصحي في منازلهم و العمل على التواصل مع المخالطين و الذين قد يعجلوا بظهور أحياء و مدن موبوءة كما هو الحال بعدد من مدن المملكة،و هنا يصعب على المستشفيات استيعاب جميع الحالات،و هو الذي يفسر التعليمات الملكية الذي دعا الأطباء التابعين للقوات المسلحة الملكية تقديم الدعم إلى المستشفيات،و بعد ذلك في حالة انتشار الوباء ستلجأ الدولة في شخص جلالة الملك و هو القائد الاعلى للقوات المسلحة الى تدعيم المستشفيات و ذلك من خلال مستشفيات الجيش المتنقلة بمحيط المدن على شاكلة تلك التي شارك بها المغرب في حفظ السلام عبر العالم،او وحدات أطباء الجيش التي تعمل كل سنة لرفع الحصار عن سكان الأعالي التي تحاصرهم الثلوج.
و بالمقابل ترى منظمة الصحة العالمية،أن هناك إجراءات احترازية و التي ستساهم للحد من انتشار جائحة فيروس كورونا كما هو الحال للوقت الزمني الذي سيواجهه المغرب في 15 يوما القادمة،و هي التزام السكان منازلهم و تفعيل إجراءات الحجر الوقائي بشكل صارم،لان الفيروس ينتشر بسرعة البرق و أن خروج المواطنين وعدم التزامهم بتعليمات وزارة الصحة و تجاوزهم لقرارات السلطات و الذي سيفعل منظومة انتشار الوباء بعدة مدن و خاصة المدن الموبوءة و المدن الكبرى.
و يبقى أمام المواطن المغربي خيارين، هو إما الانتصار أو المساهمة في الانتشار و الدخول في دوامة غير معروفة المعالم،أو على الدولة الرفع من قراراتها و العمل على تفعيل حالة الطوارئ بشكل قوي و الانتقال إلى حظر التجول و الإحكام في إغلاق المنافذ و العمل على حصار المناطق الموبوءة على صعيد المدن.لأنه لا يمكن لأي مسؤول أن يتنبأ بما سيقع وخير دليل ما وقع بالدول الأوروبية و أمريكا .
و في ظل الأوضاع الراهنة،يبقى المغرب و من خلال القرارات الجريئة التي اتخذها جلالة الملك محمد السادس لمواجهة جائحة فيروس كورونا و خاصة فيما يتعلق بإغلاق المعابر الجوية و البحرية و البرية مبكرا ،و كذلك العمل على شل حركة التنقل و توقيف القطارات و الحافلات،فضلا عن تفعيل حالة الطوارئ،هي إجراءات إستباقية تحسب لعاهل البلاد وسيسجلها التاريخ و أن هذه القرارات هي من ساهمت في محاصرة الجائحة و التغلب عليها إلى حدود اليوم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى