سياسة

تقرير: إستراتيجية ملكية لإحياء أراضي الساحل الأطلسي الأفريقي من الموت

يستعد الجيش المغربي، لبناء مراكز جديدة في الكركرات، من أجل تعزيز التواجد الأمني، ومكافحة كافة التهديدات_العسكرية؛ من أجل استتباب الأمن في المناطق الساحلية للصحراء.

ومن المعلوم أن المنطقة تعيش خصوصية فريدة من نوعها، في المجال المغربي منذ تاريخ قديم؛ غير أن الاحتلال الإسباني في القرن الماضي حاول أن يبعثر الحدود، من أجل إعادة تقسيمها في المنطقة، وترتيب الأنظمة والسلطة وفق ما يخدم مصالح أوروبا.

غير أن المغرب رغم ضعفه آنذاك، لم يدخر جهدا لمقاومة الاحتلال_الإسباني والفرنسي، وتبنى مقاومة شرسة ضدهما ملكا وشعبا، إلى أن نال الاستقلال، وكان حافزا ومصدرا للإلهام بالنسبة للجزائر لتستفيق من سبات الاستعمار الذي طال لمئة وأربعين عام.

ولم يكتفي المغرب عند هذا الحد، بل استكمل مسيرة الكفاح لتحرير المناطق_الجنوبية من الاحتلال الإسباني، وبسط سيطرته على المناطق المحررة من الإسبان؛ لكن الجزائر تواطأت مع إسبانيا ورفضت، وجندت ميليشيات قصد منحها السلطة لإعادة التبعية للإسبان.

هذا التحالف ضد_المغرب من أجل تطويقه، دفعه إلى فرض أمر الواقع عسكريا، مع الاحتكام إلى المؤسسات الأممية، التي وجدت في الطرح المغربي أنه أكثر جدية، بحكم الواقع والتاريخ.

فالمغرب يستمد شرعيته من التاريخ والدين ورابط البيعة، بحكم أن الفكر الشيوعي الذين تتبناه الجزائر وميليشيات البوليساريو، دخيل على الثقافة المغربية، بل ويرفض الدين والتاريخ ويسعى إلى طمس الهوية، بما فيه الدين على وجه الخصوص.

كما أن ذلك الفكر لا يمثل إلا تلك الفئة، بينما عموم المغاربة متشبتون بالهوية، كما هو الحال بالنسبة للنخبة المثقفة والسياسة التي حاولت التوفيق بين الاشتراكية والثقافة المغاربية، دون الانسلاخ عن الهوية.

وفي خضم الانتصار_المغربي للقيم والهوية والتاريخ العريق، تأكد للغرب استحالة تقسيم المغرب، الأمر الذي من شأنها تعقيد الوضع الأمني ضد المصالح التجارية والاقتصادية، بحكم الموقع الاستراتيجي للمغرب.

فأضحى الموقف المغربي أكثر نضجا وحكمة، ومدرسة ديبلوماسية في السياسة الخارجية، من خلال التعاطي مع الأزمات واللعب على وتر التوازنات، والتسويق للطرح المغربي الذي يقدم المصالح قبل المزايدات السياسية الضيقة، في خانة الشعارات.

وبعد فرض حكم الواقع في منطقة_الصحراء، هاهو المغرب يعيد الأمور إلى نصابها، ويعيد التاريخ إلى مكانه الصحيح، ويؤكد للعالم والأمم المتحدة على صدق الطرح المغربي، ويدفع الدول العاقلة إلى الرضوخ للحكمة المغربية، وبناء شراكة قوية مع المغرب الصادق دون مزايدات سياسية.

هذا التوجه هو نفسه الذي تبنته دول الغرب، بما فيها أمريكا وإسبانيا بعد تصحيح الأخطائهما التاريخية، والسير نحو تعزيز الشراكة الاقتصاد والتجارية والسياسية والعسكرية معه، ما من شأنه أن يجعل الموقع الجغرافي للمغرب، قطب اقتصادي عالمي تنافسي مستقبلا، لمجابهة #دول_جنوب آسيا.

هاته الانتصارات التي سجلها المغرب، دفعته إلى تبني مقاربة تقوم على تأهيل المجال الأطلسي الأفريقي بشراكة مع دوله، من أجل إنجاح الشراكة الاستراتيجية بين أفريقيا والعالم، والانهاء مع الأزمات السياسية والأمنية، واستشراف المستقبل التنموي والاقتصادي للقارة.

لأن الأزمات السياسية وشعارات تقرير_المصير، ظلت حكرا على القارة_الإفريقية دون غيرها، بعد أن تم تغذية العقل الأفريقي بهذا النوع من الخطاب، دون أن تنال القارة حقها من الثروة العالمية، مع أنها مصدرا ضخم للثروة على المستوى العالمي، وبقيت مخدره بهذا الفكر، بينما تنهب خيراتها.

فهذا الطرح هو الذي يراهن عليه المغربية، تحت القيادة_الملكية والرؤى الاستراتيجية للملك محمد السادس، من أجل إحياء وإقلاع أفريقيا، والتي تنطلق بالأساس من إنهاء الأزمات السياسية، واجتثاث بؤر التوتر، وفرض الأمن والاستقرار.

فالمغرب لم يقف عند حدود الخطاب والمناشدة، بل ذهب في هذا الاتجاه، عبر تطهير #الحدود_الجنوبية مع موريتانيا من العصابات_المنظمة، التي تتاجر في الأسلحة والمخدرات، بالإضافة إلى استئصال الإرهاب؛ وتعزيز التواجد الأمني عبر بناء وحدات عسكرية في المطقة.

بالإضافة إلى رهان الاستجابة من دول المنطقة، في مكافحة_الإرهاب في صحاريها، في أفق التعاون العسكري والاقتصادي والسياسة والتجاري؛ فإن يد المغرب تبقى ممدودة للنظر في المستقبل.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى