سياسة

تحليل إخباري :صراع الأطراف يندلع بفريق حزب الاحرار داخل مجلس النواب بين شوكي و غيات

يبدو أن كرة الثلج بدأت تتدحرج لتسير ضخمة بين صقور النواب البرلمانيين لفريق حزب التجمع الوطني للاحرار داخل مجلس النواب،و ذلك بين محمد غياث الذي يعتبر نفسه مظلوما  و محمد شوكي الذي قدم نفسه من أعمدة زعيم الحزب و رئيس الحكومة أخنوش و هو الشخص الذي يدبر له شركاته.

الصراع الخفي الظاهر الذي بدأت تتناقله وسائل الاعلام هو الحرب الخفية بين رئيس الفريق محمد شوكي و الرئيس السابق محمد غياث الذي إنتزعت منه المسؤولية مرغما و ليتم تكليفه بأن يكون نائب الرئيس في الدورة الثانية للولاية الحالية.

غياث و شوكي كلهم “بروفيلات” قادمة من حزب الاصالة و المعاصرة لتستقر بحزب التجمع الوطني للاحرار ،غياث كان قياديا في صفوف “البام” و شوكي كان ناشطا في صفوف الشبيبة و يسعى الى التسلق السريع من خلال إسراره سابقا لرئاسة شبيبة “البام” او البحث عن الاستوزار كما هو الحال مع حزب التجمع الوطني للاحرار و الذي كان يحلم و يطمح بأن يكون كاتبا عاما لإحدى الوزارات لكن تأخر التعديل الحكومي أرهق أحلام شوكي منذ قدومه الى السياسة من بولمان على ظهر والده الذي اعطاه ملاعق من ذهب ليتجول بها داخل صالونات الرباط.

أخر الصراع الخفي من بين غياث وشوكي من خلال التصريحات المتضاربة أمس،شوكي حاول مباشرة بعد اللقاء الوزاري الذي جمع وزير الصحة ووزير التعليم العالي بالفرق البرلمانية،ان يدافع عن دور الحكومة في حلل أزمة كليات الطب و أكد شوكي ان الحكومة قدمت كل الحلول ،في حين رد عليه زميله في الحزب غياث أن الازمة مازالت قائمة داخل القطاع المجتمع عليه ووجب البحث عن حلول جذرية.

تطاحن شوكي و غياث جاء مباشرة بعد الدورة الربيعية النصفية لافتتاح البرلمان من خلال إقصاء غياث من رئاسة الفريق و إعطائها لشكوي المقرب من “هولدينغ” أخنوش و المنسق الجهوي لحزب “الحمامة” بجهة فاس مكناس،و هي المرة الثانية التي وقع فيها إختلاف الاراء داخل فريق الاحرار وهو ما ينذر بحروب خفية و بمحاولة هجرة كوادر الحزب مرة أخرى الى أحزاب أكثر أمانا و إنصافا.

شوكي الذي كان ينتظر ان تمنح له حقيبة كاتب الدولة و لما منصب وزاري وجد نفسه ينتقل بين “هولدينغ” أخنوش” لتتبع لها سير عمل شركاته و خاصة الناشطة في مجال المحروقات و بين السياسي القادم من بولمان الى الرباط لتمثيل منطقته داخل حكومة اخنوش و تحقيق حلم والده الذي كان هو كذلك سياسيا،ومع أن “الحمامة” حلقت معه  و فتحت له ابواب السماء عكس حزب الاصالة و المعاصرة الذي قلم له اضافره مرارا و تكرارا بسبب أنه كان مبتدئا في السياسية و لا يتوفر على تاريخ نضالي كبير.

شوكي الذي كلفه أخنوش بأن يكون المنسق الجهوي لحزب التجمع الوطني للاحرار بجهة فاس مكناس و ذلك بعد أن لفظته صقور حزب الاصالة و المعاصرة وطنيا وجهويا،قاد بإستقطاب “بروفيلات” سياسية من عدة أحزاب  و منح لهم التزكيات و الوساطة مع عزيز أخنوش قبل إنتخابات شتنبر 2021،و مع أن الموجة كانت موجة “الحمامة” لتعويض الاسلاميين في المشهد السياسي في محطة سياسية إتسمت بالحوادث أفرزت كتلة ناخبة هاوية.

الكتلة الناخبة الهاوية ومنها “الفاسدة” التي إختارها شوكي بجهة فاس مكناس كلها تعيش على وقع المحاكمات القضائية بسبب تورطها في ملفات الفساد و هدر المال العام و الجرائم الجنائية،و كذلك تصدع عدة مجالس التي يرأسها الاحرار بالجهة وخاصة مايقع بفاس من إصدار حكم بسجن عمدة المدينة و كاتب المجلس المنتميان لنفس الحزب، و ملاحقة برلمانيين أمام العدالة وسجن اخرين،وهو ما يؤكد ان الاختيارات التي قدمها شوكي الى أخنوش كانت بطعم “السم” القاتل للحزب بالجهة و هو ما بات يظهر جليا من خلال الملاحقات القضائية التي حطمت الرقم القياسي على الصعيد الوطني.

و بات على أخنوش مراجعة أوراقه بجهة فاس مكناس من خلال الوقوف شخصيا على التطاحانات الداخلية و كذلك الدفع بإستبعاد “البروفيلات” الفاسدة التي إستقدمها شوكي الى الحزب لانه يصنف ضمن الساسة الهواة و لا يملك تجربة نضالية واسعة تمكنه من الاختيارات الناجحة في المحطة القادمة، أو انه سيجد زعيم الاحرار ان الحزب بات فارغا بالجهة بسبب الهجرة التي تلوح في الافق من طرف المئات من المنتخبين الذي يحاولون ممارسة السياسة في حقول نظيفة بعيدة عن المستنقعات المنتشرة حاليا بسبب إختيارات شوكي و كذلك الهروب من سياسة “التحكم” و شذوذ التعينات الفوقية.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى