سياسة

بوريطة في جولة ماراثونية: هل يضع اللمسات الأخيرة لإنهاء نزاع الصحراء بدعم ترامب؟

في سباق مع الزمن، يواصل وزير الخارجية المغربي، ناصر بوريطة، جولاته المكوكية بين عواصم العالم، ضارباً أرقاماً قياسية في سرعة التحرك الدبلوماسي. فبعد أن حط رحاله في واشنطن، باريس، تالين، كيشيناو، زغرب وبودابست، يستعد اليوم الخميس (17 أبريل 2025)للقاء نظيره الإسباني، خوسيه مانويل ألباريس، في مدريد.

هذه الجولات المتتالية، التي وصفتها وكالة الأنباء الإسبانية بـ “الحالة الممتازة” للعلاقات المغربية الإسبانية، ليست مجرد لقاءات روتينية، بل هي جزء من استراتيجية دبلوماسية محكمة تهدف إلى تسريع وتيرة إنهاء نزاع الصحراء. فبين ملفات الهجرة والأمن والاقتصاد، يظل ملف الصحراء حاضراً بقوة في كل لقاء، مدعوماً بدعم قوي من الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، الذي لا يزال يمارس نفوذه في الكواليس الدبلوماسية.

فبعد اللقاء التاريخي الذي جمع جلالة الملك محمد السادس برئيس الحكومة الإسبانية بيدرو سانشيز في أبريل 2022، تسعى الرباط إلى استثمار هذا الزخم الدبلوماسي لتكريس الاعتراف الدولي بمغربية الصحراء. وجولات بوريطة الأوروبية، التي شملت فرنسا، إستونيا، مولدافيا، كرواتيا وهنغاريا، لم تكن مجرد زيارات بروتوكولية، بل كانت محطات حاسمة لتوسيع دائرة الدعم الدولي لهذا الملف.

ففي كل عاصمة أوروبية، نجح بوريطة في تحقيق مكاسب دبلوماسية وسياسية، تمثلت في تقوية التعاون في مجالات حيوية كالأمن والطاقة والاستثمار، وتوسيع دائرة الدعم الدولي لمغربية الصحراء. هذه النجاحات تعكس الدينامية المتصاعدة للدبلوماسية المغربية، وحرصها على تعزيز حضورها في الساحة الأوروبية.

يبقى السؤال المطروح: هل هذه الجولات المكوكية لوزير الخارجية المغربي هي اللمسات الأخيرة قبل إعلان وشيك عن نهاية نزاع الصحراء، بدعم قوي من ترامب، الذي لا يزال يملك أوراقاً مؤثرة في هذا الملف؟ الأيام القادمة ستحمل لنا الإجابة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى