أمطار فاس “تعري” عجز العمدة البقالي: المدينة تغرق والساكنة تواجه المجهول

تحولت شوارع مدينة فاس إلى مستنقعات من مياه الأمطار مساء أمس الثلاثاء ، في مشهد كشف بوضوح عجز العمدة البقالي المنتمي الى حزب التجمع الوطني للأحرار، وحجم الفشل الذي يكتنف تدبير المجلس الجماعي للمدينة. الفيضانات التي اجتاحت المدينة لم تكن مجرد نتيجة لتساقط أمطار غزيرة، بل كانت بمثابة ضربة قاصمة للبنية التحتية المتهالكة، وكشفت عن هشاشة التدابير المتخذة للتعامل مع الكوارث الطبيعية.
مع سقوط الأمطار، انقلبت المدينة رأسًا على عقب. المياه اجتاحت الطرقات والممرات، ما عطل حركة المرور بشكل شبه كامل، وأدى إلى عزل الأحياء السكنية كما وقع بحي المرجة الذي غمرته المياه، وتهديد منازل المواطنين بالغرق. بل إن بعض الأحياء التي كانت قد شهدت مثل هذه الفيضانات في السنوات الماضية، عادت لتشهد نفس الكارثة، مما يضع العديد من علامات الاستفهام حول استراتيجية العمدة البقالي في التعامل مع الوضع.
العمدة عبدالسلام البقالي، الذي ينتمي لحزب التجمع الوطني للأحرار، أصبح اليوم في قفص الاتهام، حيث يرى الكثيرون أن عجزه في تدبير الشأن المحلي هو المسؤول الأول عن الفوضى التي تعيشها المدينة. على الرغم من الوعود التي كان يقدمها في بداية ولايته بتحسين البنية التحتية وتجهيز المدينة ، إلا أن الواقع أثبت العكس تمامًا. المجلس الجماعي بدا غير مستعد تمامًا للتعامل مع الأزمة، وظهر ضعيفًا في اتخاذ إجراءات سريعة وفعّالة لتخفيف معاناة السكان. بدلاً من تحرك سريع من جانب المجلس.
وفي تصريح حصري للجريدة الإلكترونية “فاس 24″، انتقد عضو في المعارضة بمجلس المدينة، ما وصفه بـ”الإهمال الفاضح” من طرف العمدة و رؤساء مجالس المقاطعات في التعامل مع الأزمة. وقال : “ما حدث في فاس ليس مفاجئًا، لأنه ناتج عن سنوات من التراخي في تحسين البنية التحتية وصيانة المصارف والمجاري. العمدة البقالي كان يجب عليه أن يكون في صدارة المواجهة، ولكنه اكتفى بالانتظار حتى أصبحت المدينة غارقة في المياه. أما مجالس المقاطعات، فقد أظهرت فشلًا تامًا في اتخاذ التدابير الوقائية المطلوبة.
غضب المواطنين كان واضحًا في العديد من المناطق المتضررة، حيث عبروا عن استيائهم من التقاعس المستمر للمجلس الجماعي لفاس في اتخاذ الإجراءات الوقائية اللازمة. وعلى منصات التواصل الاجتماعي، تصدر هاشتاغات مثل “#فاس_تغرق” و”#البقالي_إرحل” قائمة الترند، حيث عبر العديد من الفاسيين عن غضبهم من الوضع. بعضهم تساءل عن السبب وراء غياب الإجراءات الوقائية في المناطق التي تعاني من الفيضانات سنويًا، بينما اتهم آخرون العمدة بترك المدينة تواجه الكارثة بمفردها، مما يزيد من معاناتهم في ظل الإهمال المستمر.
المشهد الذي عاشته فاس ليس مجرد فيضان موسمي، بل هو نتيجة مباشرة لغياب التخطيط السليم والجدية في معالجة مشاكل البنية التحتية. الحفر المنتشرة في الشوارع، الأنابيب المكسورة، والمرافق العامة المهملة، كلها أمور كانت قد سبقت التحذيرات المتكررة من سكان المدينة الذين أصبحوا يعيشون حالة من الترقب الدائم لتكرار هذه الكوارث.
المجلس الجماعي، برئاسة البقالي، لم يقدم الحلول الفعالة، بل أظهر ضعفًا شديدًا في التدبير، مُحاولا كل مرة نهج سياسة الإتكالية على سلطات الولاية في كل مرة. المواطنون الذين كانوا يترقبون تحركًا عاجلًا من مسؤولي المدينة، صدموا بعدم اكتراث العمدة للكارثة التي اجتاحت مدينتهم، في وقت كانت فيه التدخلات السريعة والفعالة أمرًا لا يحتمل التأجيل.
فشل العمدة البقالي في توفير بنية تحتية قادرة على مقاومة أبسط التحديات الطبيعية أثار موجة غضب واسعة في صفوف المواطنين الذين عبروا عن استيائهم الشديد عبر منصات التواصل الاجتماعي وهم يتناقلون مباشرة غرق سيارات و درجات بمعبر السكك الحديدية على مستوى زواغة بنسودة و معبر قرب ملعب الحسن الثاني في إتجاه أحياء شعبية. في الوقت الذي كان يجب أن تكون فيه جماعة فاس في صدارة المواجهة، كانت تقبع في انتظار تدخل أطراف أخرى، ما يعكس حالة الإهمال المستمر التي تعاني منها المدينة.
إن ما حدث في فاس ليس مجرد حادث طارئ، بل هو واقع مستمر يفرض نفسه على المدينة كلما سقطت الأمطار. وهو ما يؤكد بالواقع الملموس أن مدينة فاس ستظل رهينة لسياسة التراخي التي باتت تشهدها في ظل العجز الجماعي والتقصير المستمر؟ فيما البقالي بات يتقن الصراع مع المعارضة داخل دورات المجلس.