متابعة :الجامعة الأورومتوسطية بفاس تصنع الحدث و تستضيف مؤتمرا دوليا حول “تحالف الحضارات”
“تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس ،نصره الله”،إستضافت الجامعة الأورومتوسطية بفاس مؤتمرا دوليا بارزا حول “لقاءات تحالف الحضارات” و الذي إنطلق مساء أمس الجمعة (6 دجنبر 2024)،و سمتد على مدار يومين بحضور شخصيات دولية بارزة من الأكادميين و المسؤولين الكبار و بحضور حوالي أكثر من 2000 مشارك و ذلك لتسليط الضوء على “إعادة الثقة من أجل عالم موحد و متعدد”.
و كانت الجلسة الإفتتاحية حبلى بالكلمات و التدخلات التي ألقاها مسؤولين كبار عبر العالم،فيما تنفرد الجريدة الإلكترونية “فاس24” بنشر كلمة البروفيسور مصطفى بوسمنية و هو رئيس الجامعة الأورومتسوطية بفاس .
كلمة البروفيسور مصطفى بوسمينة في لقاءات تحالف الحضارات
معالي السادة، الضيوف الكرام،
أرحب بكم جميعاً وأشكركم جزيل الشكر على شرف حضوركم والمشاركة في هذه اللقاءات حول تحالف الحضارات، التي تُنظم تحت الرعاية السامية لجلالة الملك محمد السادس نصره الله.
من المشروع أن نعتبر هذه المبادرة الملكية إشارة قوية تشجع على إبراز القيم الأساسية لجامعتنا، ومدينة فاس، وبلدنا فيما يتعلق بالاندماج، وثقافة السلام، والعيش المشترك.
في أصعب اللحظات، كما هو الحال اليوم في العالم، تتجلى أهمية طريق العقل والاعتدال في بلدنا وإرادته في تقريب الشعوب بدلاً من تقسيمها.
فالمغرب، تحت القيادة الرشيدة لجلالة الملك، لا يقتصر على الحديث عن تحالف الحضارات، بل يجسده ويفعله من خلال العديد من الأعمال الملموسة التي ربما سيتحدث عنها معالي السيد أندريه أزولاي، مستشار جلالة الملك، رجل السلام والحكمة، في كلمته.
قد يتساءل البعض عن هذه الاستثناءات المغربية التي تزرع وتروج للسلام على الساحات الدولية من أجل مصلحة الإنسان ومستقبل الإنسانية.
السبب الجوهري يعود في الحقيقة إلى تاريخنا الممتد عبر آلاف السنين وهويتنا التي تضم الأديان والثقافات المتعددة، ولكنها متحدة حول الملكية التي تشكل صمغ تنوعنا ووحدتنا، وتجمع بحكمة جميع المغاربة حول القيم الإنسانية الشاملة مثل الآخر والقبول به، ليس كعنصر غريب نتحمل وجوده، بل كجزء منا يُغذينا ويُثري حياتنا ضمن منطق الزيادة وليس النقصان.
من خلال أكثر من 14 قرناً من التاريخ الحديث، تعززت قيم العيش المشترك والتعاون مع جميع الأطراف في المغرب، ولا سيما مع جيرانه، من خلال مساعدتهم في أصعب الفترات في تاريخهم وحياتهم.
بدون أي شكل من أشكال التفاخر، يقاوم بلدنا، معالي السادة، بلا أي تنازل أو تسامح، ويعمل كحصن ضد أي نوع من أنواع الظلامية، والتطرف، والإرهاب والانفصال، من خلال مواجهة المشاريع بالأيديولوجيات المتطرفة، وتعزيز التنوع في مواجهة التحديات، والبحث دائمًا عن طريق التوافق بدلاً من التفكك، وتعزيز روح الاتفاق بدلاً من التنازع.
من أجل هذه الأسباب، نحن سعداء اليوم بالاحتفال مع UNAOC التابعة للأمم المتحدة ومع الشخصيات الرفيعة الحاضرة بتلك القيم الإنسانية التي تنفذها جامعتنا من خلال برامجها المتنوعة منذ تأسيسها، وأيضًا من خلال الكرسي حول تحالف الحضارات الذي تم إنشاؤه بالشراكة مع UNAOC على هامش المنتدى التاسع لتحالف الحضارات الذي عُقد في فاس في عام 2022.
تم افتتاح هذا الكرسي بعد ظهر اليوم من قبل معالي ميغيل أنخيل موراتينوس، الممثل السامي للأمم المتحدة لتحالف الحضارات، الذي أشكره جزيل الشكر. وأود أيضًا أن أشكر معالي السيد ناصر بوريطة، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، على دعمه المستمر، الذي كان من المفترض أن يكون معنا اليوم، ولكنه لم يتمكن من الحضور بسبب مهمة طارئة.
كما يسعدني تواجد معالي السيد فوزي لقجع، الوزير المكلف بالميزانية، معنا، حيث قدم لنا مساعدات قيمة منذ الساعات الأولى لإنشاء هذه الجامعة، ونحن ممتنون له بشكل عميق للمساعدة التي يواصل تقديمها.
يرأس هذا الكرسي زميلي وصديقي، الأستاذ عبد الحق عزيزي، الذي هو أيضًا عضو في مجلس إدارة الجامعة، ويعد من المفكرين المتميزين والمتخصصين في هذا المجال. وأهنئه على عمله المثالي الذي يقوم به بحماسة وإخلاص لتحقيق المهمة التي أوكلها إياها مجلس الإدارة وUNAOC.
منذ تصنيفها قبل أكثر من عام من قبل UNAOC، كان الكرسي نشطًا في جميع المجالات من خلال إقامة ماستر معتمد، حيث يدرس الطلاب من خلفيات وجنسيات متعددة، وفتح برنامج دراسات الدكتوراه مؤخرًا، ونشر العديد من الكتب والمجلات العلمية والأكاديمية عالية الجودة، وتنظيم المنتدى الأول للشباب الأوروبيين والمتوسطيين والأفارقة في البرلمان المغربي في الرباط، والذي أقيمت نسخته الثانية اليوم على هامش هذه اللقاءات.
لا أستطيع إنهاء كلمة الترحيب هذه دون أن أعبر عن تقديرنا الكبير لجميع الشخصيات التي، رغم التزاماتها العديدة، شرفتنا بحضورها ومشاركتها.
كما أشكر جميع أعضاء مجلس إدارتنا الذين لم نكن لنجد دعمًا أقوى من دعمهم المستمر.
وتوجه شكري أيضًا إلى اللجنة العلمية برئاسة الأستاذ عبد الحق عزوزي، وإلى أعضاء اللجنة المنظمة لهذه اللقاءات الذين كانوا وراء كل التفاصيل الصغيرة لضمان سيرها في أفضل الظروف الممكنة.
أود أيضًا أن أشكر ممثلي وسائل الإعلام الذين حضروا بأعداد كبيرة ليعطوا أفضل صدى لهذه اللقاءات.
وأشكر أيضًا جميع زملائي في الجامعة وطلابنا الذين يمثلون حاليًا 50 جنسية، ويجسدون صورة جامعة فاس وقيمها من الشمولية والسلام.
وأخيرًا، نقدم شكرنا العميق، واحترامنا الكامل، وامتناننا إلى جلالة الملك محمد السادس، الذي كان وراء إنشاء هذه الجامعة، والذي هو رئيس شرفي لها، والذي تفضل برعايتها السامية لهذه اللقاءات.