ثقافة

الحجاج يرمون الجمرات في أول أيام عيد الأضحى: استكمال للمناسك بروحانية عالية

مع إشراقة صباح أول أيام عي الأضحى المبارك، بدأت جموع الحجيج في رمي الجمرات في منى، في خطوة رئيسية لاستكمال مناسك الحج لهذا العام. هذه الشعيرة، التي تجسد رمزية رجم الشيطان، تعتبر من أهم محطات الحج وتتطلب جهداً بدنياً وتركيزاً روحياً عالياً من قبل ملايين المسلمين الذين توافدوا إلى الأراضي المقدسة.

توافد الحجاج، بعد قضاء ليلة مزدلفة والوقوف بمشعر عرفات، إلى جسر الجمرات لرمي جمرة العقبة الكبرى بسبع حصيات، مرددين تكبيرات العيد. وقد سارت العملية بانسيابية ملحوظة بفضل التنظيم الدقيق والجهود اللوجستية الهائلة التي بذلتها السلطات السعودية لضمان سلامة وراحة الحجاج. تم تفعيل خطط تفويج محكمة وتوفير مسارات واضحة، بالإضافة إلى انتشار أعداد كبيرة من رجال الأمن والمتطوعين لتوجيه الحجاج وتقديم المساعدة اللازمة.

تشكل هذه المرحلة من الحج ذروة المشاعر الروحانية، حيث يعبر الحجاج عن توبتهم وتجديد عهدهم مع الله، متخلين عن وساوس الشيطان. بعد رمي جمرة العقبة الكبرى، يتجه الحجاج إلى نحر الهدي أو الأضاحي، ثم يحلقون رؤوسهم أو يقصرون، ليتحللوا التحلل الأصغر. يتبع ذلك طواف الإفاضة حول الكعبة المشرفة والسعي بين الصفا والمروة، ليكملوا بذلك التحلل الأكبر.

على الرغم من الأعداد الغفيرة التي تشهدها منطقة الجمرات، فقد عملت الجهات المعنية على توفير كافة التسهيلات، بما في ذلك نقاط الإسعاف الأولية ومراكز الدعم اللوجستي، لضمان استجابة سريعة لأي طارئ. كما أن التوعية المستمرة للحجاج بالإرشادات الصحية والأمنية كان لها دور كبير في نجاح هذه المرحلة.

يستمر رمي الجمرات على مدى أيام التشريق الثلاثة (11 و 12 و 13 من ذي الحجة)، حيث يقوم الحجاج برمي الجمرات الثلاث الصغرى والوسطى والكبرى، وذلك قبل أن يشدوا الرحال عائدين إلى ديارهم، حاملين معهم ذكريات هذه الرحلة الإيمانية العظيمة التي لا تُنسى.

وبهذه الشعيرة، يختتم الحجاج رحلة الحج المباركة، التي تمثل ركناً من أركان الإسلام الخمسة، تاركين وراءهم تجربة روحانية عميقة وأملاً في مغفرة الذنوب وبداية جديدة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى