شعار “أخنوش يطلع برا” يتصدر احتجاجات جيل زيد في شوارع المغرب لليوم السادس

لليوم السادس على التوالي، تواصلت الاحتجاجات التي يقودها شباب ما بات يعرف بـ”جيل زيد” في عدد من المدن المغربية، حيث شهدت كل من الدار البيضاء والرباط وطنجة وفاس مسيرات سلمية ردد خلالها المحتجون شعارات موحدة تطالب برحيل رئيس الحكومة عزيز أخنوش، من بينها: “أخنوش يطلع برا” و*”الشعب يريد رحيل أخنوش”*.
الاحتجاجات، التي اتخذت طابعاً سلمياً ومنظماً، توقفت عند الساعة الثامنة مساءً استجابة لدعوة المنظمين، في وقت تبادل فيه المحتجون التحايا مع رجال الأمن والقوات العمومية. وفي خريبكة، سجلت لحظة رمزية لافتة حينما أقدم المحتجون على تقديم باقات ورود لمسؤولي السلطات المحلية والأمن الوطني، في رسالة تؤكد أن الحراك يسعى للإصلاح ووقف الفساد الحكومي، دون المساس بالاستقرار.
ورفعت في المسيرات شعارات تمجد المؤسسة الملكية، باعتبارها الضامن لوحدة المغاربة والحامي لمسار الإصلاح، فيما وجهت أصابع الاتهام إلى الحكومة الحالية التي يرى المحتجون أنها فشلت في تلبية المطالب الاجتماعية الأساسية، خصوصاً في قطاعي الصحة والتعليم.
في المقابل، شهدت بعض المدن، خاصة مراكش، انزلاقات محدودة بعدما عمدت عناصر من ذوي السوابق إلى رشق القوات العمومية بالحجارة ومحاولة تخريب ممتلكات عامة وخاصة.وتدخلت قوات مكافحة الشغب معززة بقوات حفظ النظام لحماية الممتلكات و إستتباب الأمن مما جعل الجناة يفرون الى وسط الأحياء ، وقد باشرت السلطات الأمنية، بتنسيق مع النيابة العامة، ملاحقة المتورطين الذين يواجهون عقوبات حبسية صارمة، بينما حرصت قوات الأمن على احترام الطابع السلمي للاحتجاجات، مع تعزيز التواجد في المناطق التي شهدت توتراً.
وفي خطوة لافتة، دعت حركة “جيل زيد” إلى وقف اليوم الجمعة الاحتجاجات مؤقتاً وإطلاق حملة واسعة لتنظيف الشوارع، خاصة في المدن التي تضررت من أعمال التخريب. خطوةٌ اعتبرها متابعون رسالةً قوية على وعي الشباب ومسؤوليته في الفصل بين الاحتجاج السلمي والممارسات التخريبية.
ويرى مراقبون أن مشهد اليوم السادس يكرّس واقعاً جديداً في العلاقة بين الشارع والحكومة، حيث يزداد الضغط الشعبي على السلطة التنفيذية، في وقت يبقى فيه الرهان معقوداً على الإصلاح وربط المسؤولية بالمحاسبة، وهو ما دأب الملك محمد السادس على التأكيد عليه في خطبه باعتباره الضامن لاستقرار البلاد ووحدتها.