جيل زيد يستنجد بالملك لإنقاذ البلاد من حكومة أخنوش التي دفعت المغرب إلى حافة الانفجار

لأول مرة منذ اندلاع موجة الاحتجاجات التي يقودها شباب “جيل زيد”، اختارت الحركة توجيه رسالة علنية مباشرة إلى الملك محمد السادس،لثقتها في المبادرات الملكية وهو الجامع و موحد الأمة و الساهر على أمنها و أمانها، في خطوة تعكس حجم أزمة الثقة العميقة مع الحكومة التي يترأسها عزيز أخنوش، ومع الأحزاب التي تحولت إلى مجرد واجهات للريع والفساد.
الوثيقة التي حملت توقيع “جيل زيد”، وانتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي، جاءت في سياق مظاهرات متواصلة منذ ستة أيام في أكثر من عشرين مدينة مغربية، بعضها كان سلمياً يحمل مطالب اجتماعية مشروعة، وبعضها الآخر استغله المجرمون والفوضويون لتخريب الممتلكات، في دليل على أن الاستهتار بالاحتقان الشعبي قد يفتح الباب أمام الانفجار إذا لم يُتدارك الأمر عاجلاً.
مطالب مباشرة للملك.. وحجب كامل للثقة عن الحكومة
القائمة التي تضمنتها الرسالة وضعت ثمانية محاور أساسية، أبرزها:
-
إقالة حكومة عزيز أخنوش التي فشلت في حماية القدرة الشرائية وضمان العدالة الاجتماعية.
-
محاسبة الفاسدين مهما كانت مواقعهم، وفتح مساطر قضائية في ملفات نهب المال العام.
-
حل الأحزاب المتورطة في الفساد بعدما تحولت إلى أدوات للزبونية وتقاسم الريع.
-
ضمان المساواة والعدالة الاجتماعية في التعليم والصحة والتشغيل، بعيداً عن المحسوبية.
-
تعزيز حرية التعبير والاحتجاج السلمي، ووقف المتابعات ضد النشطاء والطلبة.
-
الإفراج عن المعتقلين الذين شاركوا في الاحتجاجات السلمية أو عبّروا عن آرائهم.
-
جلسة وطنية علنية برئاسة الملك لمساءلة الحكومة ومحاسبتها أمام الشعب.
- و في المحصلة يظهر ان رسالة زيد تفتقر الى قراءة قوية للدستور المغرب و أظهرت عن ضعفها في رفع المطالب و كان عليها ان تقف عند حدود إصلاح الصحة و التعليم و توفير فرص الشغل و محاربة الفساد،لان مطالبهم كشفت عن رؤية قصيرة لا تفقه في المطالب وفق القانون و الدستور .
حكومة عجزت عن الإصلاح وأوصلت البلاد للاحتقان
احتجاجات “جيل زيد” لم تأت من فراغ، بل هي ثمرة سياسات حكومية فاشلة زادت من غلاء المعيشة، وأجهزت على القدرة الشرائية، وتركت المستشفيات والمدارس العمومية غارقة في الانهيار، بينما تضارب المصالح والصفقات المشبوهة تلتهم ثروات البلاد في صمت.
لقد أثبتت حكومة أخنوش أنها عاجزة عن تقديم حلول حقيقية، وتكتفي بالمسكنات الظرفية التي لا تُجدي إلا في شراء الوقت. لكن التاريخ علمنا أن التراكمات والاحتقان يبدأ بتعبيرات سلمية، وإذا وُوجه باللامبالاة والإنكار فقد يتحول إلى انفجار شامل يهدد استقرار البلاد.
نداء إلى المؤسسة الملكية
حين يقرر جيل جديد من المغاربة أن يتوجه مباشرة إلى الملك، فذلك إعلان صريح بأن الحكومة والأحزاب فقدت مصداقيتها بالكامل. الرسالة وجهت الى المؤسسة الملكية لأنها الوحيدة التي بات يشعب يثق في قراراتها و هي ذات المؤسسة التي تحمي الوطن و المواطنين و تتدخل دائما لإخماد نيران إجتماعية تشعلها الحكومات و الاحزاب و الساسة الباحثون عن مصالحهم، وبات عدم الإستخفاف بالأمور و التدخل العاجل لإعادة تدبير القطاعات المشتعلة، وضرب الفساد والريع وتضارب المصالح بيد من حديد، ومنع الوضع ألا ينزلق نحو الأسوأ بما لا تُحمد عقباه.
“جيل زيد” ليس مجرد موجة عابرة، أو حركة قابلة للإحتواء أو الإختراق، بل هو تعبير عن إرادة شبابية قوية لم تكن في الحسبان، ترفض الاستمرار في دوامة الفشل، وتطالب بتجديد الأمل في مغرب يتسع للجميع،و حتى إن تم إخماد النيران الإجتماعية و لو ظرفيا فإن البلاد محتاجة الى تغييرات جذرية في تخليق الحياة العامة و محاربة الفساد و هي تعابير كلها كانت من بين الخطب الملكية السامية التي كان جلالته يؤكد على ربط المسؤولية بالمحاسبة و تخليق الحياة السياسية و البرلمانية.