🚨 أزمة داخلية تهز “البام” بجهة فاس-مكناس: انسحابات واحتجاجات تكشف المستور!

في مشهد يعكس حالة الغليان التنظيمي والانفجار القريب داخل حزب الأصالة والمعاصرة بجهة فاس-مكناس، اهتزت قاعة الاجتماعات التابعة لجماعة فاس، امس الجمعة، مباشرة بعد افتتاح اللقاء على وقع انسحاب جماعي واحتجاج غاضب لمناضلين بارزين بالحزب، خلال اللقاء الجهوي الذي نظمته القيادة الجهوية للحزب، برئاسة البرلمانية المثيرة للجدل خديجة الحجوبي.
قاعة عمومية تُسخّر لخدمة أجندات حزبية
المثير في الأمر أن هذا اللقاء تم احتضانه داخل قاعة تابعة لجماعة فاس، في مشهد يطرح أكثر من علامة استفهام حول حياد المؤسسات العمومية واستغلالها الواضح لصالح أحزاب الأغلبية، وعلى رأسها حزب التجمع الوطني للأحرار الذي ينتمي إليه عمدة فاس عبد السلام البقالي. فأن تُسخّر القاعات الكبرى لخدمة أجندات سياسية ضيقة، هو في حد ذاته عبث سياسي يضرب في العمق مبادئ تكافؤ الفرص والتعددية داخل المشهد المحلي.
انسحابات بالجملة.. والشرارة الأولى تشتعل
لكن الحدث الأبرز الذي دوّى صداه ، تمثل في انسحاب مناضلي حزب “البام” من الاجتماع، احتجاجاً على ما وصفوه بـ”الطريقة الكارثية والارتجالية” التي يُدار بها الحزب على المستوى الجهوي. فالأصوات الحرة داخل الحزب، والتي ظلت لسنوات صامتة تحت ضغط الولاءات و”التنسيق المحسوب”، قررت أخيراً أن تنتفض.
وحسب مصادر من داخل اللقاء، فإن سبب الاحتجاج يعود إلى الإقصاء الممنهج للكفاءات والمناضلين الصادقين، مقابل الإبقاء على نفس الوجوه التي استنزفت التنظيم، واحتكرت القرار لعشر سنوات دون تقديم أي إضافة تُذكر، لا تنظيمياً ولا انتخابياً.
الحجوبي تنشر “صور النجاح”.. والمناضلون يكشفون “المسرحية”
وفي محاولة للتغطية على حجم الغضب والانشقاق، سارعت البرلمانية خديجة الحجوبي إلى نشر صور من اللقاء تزعم فيها “نجاح الحدث”، مشيرة إلى “الحضور الملفت والمثمر”. لكن ردّ المناضلين جاء قاسياً، حيث كشفوا ما وصفوه بـ”الإنزال الغريب لأشخاص لا علاقة لهم بالمجلس الجهوي”، فقط من أجل ملء الكراسي والتقاط الصور، بهدف إرسال تقارير مزيفة للقيادة الوطنية، وعلى رأسها فاطمة الزهراء المنصوري.
أزمة تنسيق.. ومحمد الجيرة محاصر بالنيران الداخلية
المنسق الجهوي للحزب محمد الجيرة، الذي ظل لسنوات يقود الحزب في الجهة، يبدو اليوم محاصراً بكمٍّ من الحرائق الداخلية غير المسبوقة، وسط تصاعد أصوات تتهمه بالتقاعس عن احتواء الأزمة، وبتحويل التنظيم إلى “ضيعة خاصة” تُدار على المقاس، و ان فترة توليه المنصب شهد عدة تطاحنات و اخفاقات اوصلت مناضلي الحزب الى المحاكم من أجل إقرار الشرعية.
فالأوضاع داخل الحزب، خصوصاً في مدينتي فاس ومكناس و الاقاليم السبعة المتبقية، تشير إلى وجود تصدع عميق في التنسيق، وتراجع مخيف في أداء المنتخبين الباميين الذين يشاركون في تدبير المجالس المحلية، دون أن يكون لهم أي أثر يُذكر أو صوت مسموع، الأمر الذي يثير غضب الشارع والنشطاء عبر مواقع التواصل، والذين باتوا يطالبون برحيل بعض الرؤساء الباميين الذين أخفقوا في مهامهم بشكل صارخ.
الحزب ينهار تنظيمياً.. والانتخابات التشريعية على الأبواب
كل المؤشرات تؤكد أن حزب الأصالة والمعاصرة بجهة فاس-مكناس ليس بخير، وهو أبعد ما يكون عن الاستعداد الحقيقي لأي استحقاق انتخابي قادم. فالرهان على نفس الوجوه التي ألفت المواقع والامتيازات لن يقود إلا إلى نتائج انتخابية كارثية، وهو ما تعكسه المؤشرات الأخيرة التي سجلت تراجعاً مهولاً في حضور الحزب وتأثيره بالجهة، من خلال سقوطهم في انتخابات جزئية و انتزاع منهم مجالس جماعية كانت تحت سيطرتهم.
المناضلون الشرفاء الذين قادوا انسحاب الجمعة، بعثوا برسالة قوية إلى القيادة المركزية مفادها: “كفى من الكولسة.. كفى من التضليل.. وحان وقت التغيير”. التنظيم يحتاج إلى نفس جديد، إلى هياكل حقيقية تُمثل القواعد لا الأجنحة المحسوبة على دوائر النفوذ.
هل تتدخل فاطمة الزهراء المنصوري لإنقاذ ما يمكن إنقاذه؟
كل الأنظار الآن تتجه نحو القيادة الثلاثية، وخصوصاً فاطمة الزهراء المنصوري، المطالبة اليوم أكثر من أي وقت مضى بوضع يدها على الملف التنظيمي لجهة فاس-مكناس، وفتح تحقيق داخلي في ما يقع من تلاعبات وتصفية حسابات، تهدد بنسف الحزب من الداخل.
فإذا لم تتحرك القيادة، فإن الحزب مقبل على خريف انتخابي قاسٍ قد يزيح “البام” من المشهد الجهوي برمّته، بعد أن كان رقماً صعباً قبل سنوات.
انسحاب مناضلي “البام” من لقاء فاس ليس حادثاً عابراً، بل هو بداية لزلزال تنظيمي قد يُعيد تشكيل خريطة الحزب بالجهة. إما أن يتم الإنصات للأصوات الحرة وتصحيح المسار، أو أن يسير الحزب بثقة نحو الانهيار التنظيمي والسياسي… والوقت يداهم.