شبح الاستقالات و تجميد العضوية و مبلغ 160 مليون يهز البيت الداخلي لحزب العدالة و التنمية بفاس
يعيش حزب العدالة و التنمية بمدينة فاس على إيقاع صفيح ساخن،و معه مجلس الجماعة الذي يترأسه العمدة الازمي إدريس و رئيس المجلس الوطني “للبيجيدين”أي الرجل الثاني بعد الأمين العام سعدالدين العثماني.
و عاشت مقاطعة سايس أمس التي يترأسها بنحميدة استنفارا غير مسبوق بين صفوف نواب الرئيس و المنتخبون الموالون لحزب العدالة و التنمية،بعد توصلهم باستقالة من المهام و من الحزب من مستشار جماعي و يتعلق الأمر بمحمد الجاموسي و الذي سبق و أن ترشح ضمن لائحة العمدة الازمي بمقاطعة سايس.
و ربطت الكتابة الإقليمية الاتصال بالجاموسي،قصد حثه على التراجع عن الاستقالة من الحزب في الوقت الراهن،أو تأجيلها حتى شهر يوينو القادم من عام 2021،حتى لا يتم استغلالها من طرف الخصوم السياسيين و الحد من تشجيع رقعة الغاضبين الذين يتأهبون لتقديم استقالتهم من الحزب و المقاطعات بسبب ما أسموه الحيف و التهميش الذي لا قوه من طرف الرؤساء و نوابه الذين يستحوذون على جميع الاختصاصات.
و ظهر محمد الجاموسي مساء أمس الجمعة، في شريط فيديو و هو يحضر لقاء داخل المكتب الجهوي لحزب التجمع الوطني للأحرار،رفقة المنسق الإقليمي رشيد الفايق،و هو ما يستنتج أن المستشار المنتمي إلى “البيجيدي” تم استقطابه إلى حزب الحمامة رفقة آخرون .
و كان حزب العدالة و التنمية بفاس،تلقى هزة كبرى و خطيرة و ذلك بعد أن كشفت لجنة الأخلاقيات لحساب بنكي لأحد القياديين و هو يتلقى مبلغ 160 مليون سنتيم من شركة تتولى تدبير قطاع النقل الحضري،مع العلم أن صاحب الحساب ليس بمستشار جماعي و لا نائب للعمدة الازمي،ليتم مباشرة تجميد عضويته إلى حين البحث في مصير المبلغ الضخم الذي حولته الشركة،و كان نفس الشخص و القيادي الذي تلقى مبلغ 160 مليون من شركة تدبير قطاع النقل الحضري ،قد واجه ويلا من الانتقادات و الهجوم عليه داخل اجتماع حزبي حضره بإقليم مولاي يعقوب،و أمام الغليان فظل الفرار من جلده و عدم مواكبة اللقاء الحزبي.
و مازال القيادي في حزب العدالة و التنمية مطوقا بتجميد عضويته،مع العلم انه زوج برلمانية معروفة بالجهة و نائبة رئيس الجهة و مرشحة كذلك في لائحة العمدة الازمي بسايس، فيما مصير صاحب مبلغ 160 مليون بلجنة الأخلاقيات و التي يرجح أن تكون قد استمعت إلى جميع الأطراف و خاصة المكلف بقطاع النقل الحضري و هو نائب العمدة و برلماني سابق و يشغل منصب أستاذ جامعي و سبق أن انفجرت في وجهه فضيحة شراء منزل بالخارج و تحويل العملة الصعبة خارج قوانين مكتب الصرف.
و كان حزب العدالة و التنمية عاش مخاضا قويا و صراعا خفيا بمقاطعة زواغة،و ذلك بفعل التراشق الإعلامي بين الرئيس بوحرشة و نائبه زروق محمادين،جعل الكتابة الإقليمية تتخذ في حقه قرار تجميد العضوية،مع العلم ان زروق كان من بين كوادر “البيجدي” بمنطقة زواغة و بنسودة،غير ان صراعه مع صقور الحزب عجل بإنهاء مهامه و تجميد عضويته.
و يعيش حزب العدالة و التنمية مخاضا عسيرا،بفعل انتشار رقعة الغاضبين،و القرارات القمعية في وجه مجموعة من المناضلين،و الإقصاء الممنهج من طرف القيادة الوطنية كما كان الحال مع الضربة القاضية التي وجهت للقيادي المؤسس و الكاتب الجهوي السابق و رئيس مقاطعة سايس و البرلماني السابق الراضي السلاوني،الذي أنهي مساره السياسي بجرة قلم من طرف زعيمه الروحي بنكيران و بتدبر من العمدة الازمي و نائبه البرلماني الحارثي.
شيء طبيعي ان يهتز البيت الداخلي لحزب العدالة و التنمية بفاس،و ذلك مع إقتراب الانتخابات القادمة و التي دخلت في مرحلة العد العكسي،فكل من كان في خانة التهميش و الإقصاء الممنهج فإن مصيره سيكون الرحيل الى أحزاب أخرى ،فيما المناضلين الحقيقيين سيواجهون القيادة المحلية بالعصيان في غياب الحساب خمس سنوات من التدبير و التي غيرت وجوه و بيوت و عائلات المستفيدين من المرحلة و التدبير الجماعي،و لم يستطيعوا ان يغيروا و لو شبر من فاس و مرافقها و التي مرت بسنوات عجاف في ظل العمدة الازمي و فريق حزب العدالة و التنمية الذي خسر رهانه الداخلي و خسر الساكنة التي وضعت فيه الثقة من أجل “التغيير” المفقود.