مجتمع

تحليل إخباري: انتقادات تلاحق مهرجان فاس للامازيغية و الاحتفالات تزيغ عن أهدافها على الصعيد الوطني

يبدو أن مهرجان فاس الدولي للاحتفاء بالأمازيغية والذي بلع الملايين من الدعم العمومي من طرف المؤسسات العمومية والمجالس المنتخبة والتي نالتها مؤسسة أمان للتنمية المستدامة هي من تقف وراء تنظيم ما أسمته بالمهرجان الدولي لشمال إفريقيا ودول الساحل.

وعلى مدار يومين غابت الثقافة والتاريخ الامازيغي وحضرت الميوعة بكل تجلياتها وطغت الفوضى والعشوائية في فقرات المهرجان التي حضرها بعثات ديبلوماسية إفريقية وغابت الأسماء الوازنة من سلطات المدينة ووزارة الثقافة وغيرها من الفاعلين الحقيقيين المؤثرين في القرار الامازيغي.

وانتقد نشطاء أمازيغ لهم باع كبير في مواكبة تاريخ الامازيغية وهم من المدافعين عن الهوية الحقيقية للثقافة العريقة من استقدام فنان الاعراس والعلب الليلة لا تربطه أي علاقة بالفن الامازيغي الا “السلام عليكم” ويتعلق الامر بالستاتي ونددوا بتغييب الشعراء والفنانين الامازيغ وهو ما يظهر هرولة هذه المؤسسة للبحث عن “البوز” والمكاسب.

الستاتي مغني الكبريات الذي حاول تنشيط فقرات سهرة الامازيغية بفندق مصنف ساهما بشكل أو بأخر في تمييع الثقافة والفن الامازيغي عندما حاول المنظمون المزج بين الغناء الشعبي وتراث وأهازيج الامازيغ.

و يبدو ان المؤسسة المنظمة للمهرجان الامازيغي غير واعية بما قدمته او حاولت تقديمه للحضور من خلال دعوة بعض الفرق الشعبية لتنشيط السهرة،او من خلال الندوات المنظمة و التي هي بعيدة كل العبد للدفع قدما للاستحضار تاريخ الامازيغية و مدى تأثيرها في المجتمع و كذلك دورها الريادي في بناء المغرب وهو ما يظهر ان هذه المؤسسة تبحث عن “البوز” الفارغ  و هدر المال العام الذي تم صرفه في غياب الشفافية و انعدام الرؤية الواضحة للمساهمة في تنزيل الاحتفالات الرسمية بالسنة الامازيغية.

فبعد ان كانت الامازيغية محطة تردد جميع الساسة وأصحاب القرار بالمغرب بعد أن كان الثلاثي “الإسلام المتطرف و الامازيغية و اليسار الرجعي يشكلون خطورة بشمال إفريقا، إلا أن جلالة الملك محمد السادس تجاوز جميع الطابوهات و طالب بإقرارها في دستور المملكة لعام 2011 كلغة رسمية للبلد، ليكون المغرب الدولة العربية الأولى التي تذهب باتِّـجاه إقرار التعددية اللغوية بشكل رسمي.

وعام 2023 استجاب جلالة الملك محمد السادس لنبض الهيئات والمؤسسات التي تهتم بالأمازيغية وقرر جعل 14 يناير من كل سنة كيوم عطلة وطنية مؤدى عنه وهو ما يظهر اهتمام جلالته للحفاظ على الهوية الامازيغية لدى فائت واسعة من المغاربة.

غير انه رغم انتصار دستور 2011 للأمازيغية و جعلها لغة رسمية للمغاربة كذلك استجابة جلالته لإقرار السنة الامازيغية كعطلة و طنية مؤدى عنها إلا انه يلاحظ ما صاحب هذه الاحتفالات من التمييع و الخلط و اللغط حتى غلب طابع السخرية و أحيانا التمييع من خلال اختصار الامازيغية في سهرات شعبية و أهازيج متجاوزة او الاعتماد على  أكلة العصيدة (تاگلا) : أكلة الفقراء او أكلة أركيمن: أكلة الجماعة ،و أكلة الكسكس بالدجاج البلدي والبيض للاحتفال برأس السنة الامازيغية.

وغاب عن احتفالات المغاربة بمختلف المدن والقرى استحضار تاريخ الامازيغ وهويتهم الحقيقية بل حاول البعض استغلالها سياسيا بمنظور حزبي ضيق وتحولت من هوية الى أداء للمتاجرة بها من اجل تحقيق مكاسب فارغة مع العلم ان الهوية الامازيغية ما هي الا استكمال لهويات مغربية أخرى و ذلك من خلال بناء إجماع وطني حول ثوابت الامة و المتجلية في شعار” الله الوطن الملك”،و يبقى جلالته هو الضامن لجمع شمل كل المغاربة في دولة ذات سيادة عريقة اساسها دستور المملكة و قرارات أمير المؤمنين .

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى