سياسة

الاحزاب تحبس انفاسها في ليلة الإقتراع

وصلت الحملة الانتخابية بالمغرب يومها الأخير، الثلاثاء، وسط اشتداد حدة التنافس بين الأحزاب السياسية والمرشحين بمختلف الدوائر الانتخابية، وهو ما تعكسه الحملات التواصلية والمسيرات الحاشدة بالمدن والقرى التي تنظمها الأحزاب ومرشحيها خلال اليوم الأخير من الحملة الانتخابية.

وعلى غرار الانتخابات السابقة، يرتقب أن يشهد مساء اليوم الأخير من الحملة، خروج مسيرات ختامية حاشدة للأحزاب السياسية لاستعراض القوة وتوزيع ما بقي من المنشورات الانتخابية، من أجل استمالة أصوات الناخبين وإقناعهم بالتصويت على رموز اللوائح الانتخابية.

وتحبس الأحزاب السياسية أنفاسها خلال الساعات الأخيرة من الحملة، إذ يعيش مختلف المرشحين لحظات استنفار قصوى من أجل الوصول إلى أكبر عدد من المواطنين وحشد “القوة الجماهيرية” لكل حزب، قبل انتهاء الفترة القانونية للحملة الانتخابية المحددة في الثانية عشر ليلا.

وبحسب ما توصلت به الجريدة من عدد من وكلاء اللوائح الانتخابية بفاس و مولاي يعقوب، فإن مختلف الأحزاب السياسية ستنظم مساء اليوم الثلاثاء حملات انتخابية ختامية، حيث ستعبئ مختلف أعضائها والعاملين في حملاتها الانتخابية، في حين شرعت أحزاب أخرى في تنظيم مسيرات حاشدة منذ أمس الإثنين.

وبالرغم قرار وزارة الداخلية بالسماح لعدد محدود من الأشخاص بالخروج في جولات تواصلية خلال الحملة الانتخابية، إلا أن أغلب الأحزاب لم تلتزم بهذا الإجراء وفق ما عاينته “العمق” بمختلف المدن، حيث ينظم المرشحون حملات حاشدة بالشوارع والأزقة خلال الأيام الجارية، إلى جانب مواكب السيارات.

وباستثناء تدخلات محدودة للسلطات، فإن معظم المسيرات والمواكب الانتخابية يتم غض الطرف عنها، حيث يرى متتبعون أن الالتزام بالإجراءات المتخذة لم يعطي للحملة الانتخابية زخمها المعهود، وهو ما جعل السلطات تغض الطرف من أجل إشعاع الانتخابات قصد رفع نسبة المشاركة، وفق رأيهم.

ويتوجه الناخبون المغاربة، غدا الأربعاء، إلى صناديق الاقتراع لانتخاب أعضاء مجلس النواب ومجالس الجماعات والمقاطعات والجهات، حيث يبلغ عدد المسجلين في اللوائح الانتخابية المحصورة في 30 يوليوز 2021، ما مجموعة 17 مليون و509 ألف و127 شخصا.

وبسحب معطيات وزارة الداخلية، فإن 54 بالمائة من المسجلين في اللوائح الانتخابية هم ذكور، مقابل 46 في المائة من الإناث، في حين ينتمي 54 بالمائة من الناخبين إلى الوسط الحضري مقابل 46 بالمائة في الوسط القروي.

وبخصوص اللوائح الترشيح، فقد بلغ عددها على الصعيد الوطني، فيما يتعلق بانتخاب أعضاء مجلس النواب برسم مجموع الدوائر الانتخابية المحلية والدوائر الانتخابية الجهوية، ما مجموعه 1704 لائحة.

وبلغ عدد لوائح الترشيح المقدمة برسم انتخاب أعضاء مجالس الجهات التي تضم في المجموع 678 مقعدا، 1123 لائحة، فيما بلغ عدد الترشيحات المقدمة على الصعيد الوطني، في ما يتعلق بانتخاب أعضاء مجالس الجماعات والمقاطعات، 157 ألف و569 تصريحا بالترشيح.

وبخصوص عملية ملاحظة الانتخابات، اعتمدت اللجنة الخاصة لاعتماد ملاحظي الانتخابات أزيد من 4500 ملاحظة وملاحظا يمثلون 44 منظمة غير حكومية وطنية بالمغرب، إلى جانب أزيد من 100 مراقب دولي يمثلون 19 منظمة وهيئة دولية رسمية وغير حكومية.

ومن بين المنظمات والهيئات الدولية المعنية، مفوضية الاتحاد الأوروبي، الجمعية البرلمانية لمجلس أوروبا، المنظمة الدولية للفرنكوفونية، الغرفة المدنية الروسية، سفارة المملكة المتحدة، سفارة كندا، سفارة هولاندا، جامعة الدول العربية، البرلمان العربي، الشبكة العربية للمؤسسات الوطنية لحقوق الإنسان.

واليوم الثلاثاء، أفاد بلاغ لوزير الداخلية، أن التصويت بمناسبة اقتراع 8 شتنبر (غدا الأربعاء)، لانتخاب أعضاء مجلس النواب وأعضاء مجالس الجماعات والمقاطعات وأعضاء مجالس الجهات، يتم حصريا على أساس البطاقة الوطنية للتعريف لإثبات هوية المصوتين، طبقا للمقتضيات التشريعية المنظمة للعمليات الانتخابية.

وأشار البلاغ إلى أنه يمكن للناخبات والناخبين، الذين قاموا بالإجراءات الخاصة بتجديد بطاقتهم الوطنية للتعريف، أن يشاركوا في الاقتراع على أساس الوصل الذي تسلمه المديرية العامة للأمن الوطني في انتظار إصدار البطاقة الجديدة، وذلك بعد تأكد مكتب التصويت من هوية كل معني بالأمر.

وكانت المندوبية السامية للتخطيط، قد كشفت أن من بين السكان في سن التصويت بالمغرب، هناك أزيد من 3 مليون شخص هم ناخبون لأول مرة سنة 2021، وهو ما يقارب 11.9%، حيث تتكون هذه الفئة من الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و22 سنة.

وأوضحت المندوبية في مذكرة لها بعنوان “بعض خصائص الناخبين لأول مرة في انتخابات 2021″، توصلت جريدة “العمق” بنسخة منها، أن هذه الفئة سيكونون بحلول وقت الاقتراع، قد بلغوا سن التصويت، حيث يوجد من بينهم مليون و473 ألف امرأة (49.1%)، فيما مليون و792 ألف منهم من سكان المدن (59.7%).

ويبلغ عدد السكان الذين هم في سن التصويت ما يقرب من 25 مليون و226 ألف مغربي، مقابل 23 مليون و211 ألف في عام 2016، بفارق 2 مليون، وهو ما يمثل 69.5% من إجمالي سكان المغرب، وتشكل النساء أكثر من النصف بقليل، وذلك بـ12,801 مليون و50.7%

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى