سياسة

موسم الهجرة ينطلق داخل الأحزاب و “بارونات” الانتخابات يعدون العدة

يبدو أن المشهد السياسي بالمغرب مازال ينتج نفس الوجوه و نفس الأشكال،و أن التغيير المنشود يبقى بعيد المنال بسبب سيطرة ما يسمى “بارونات” الانتخابات على العملية و خاصة فيما يتعلق بالعمل التشريعي،فيما تساهم قيادات الأحزاب بمنح التزكيات للمحترفين،و كأن واقع الحال يتحدث عن غياب الأطر و هجرة القيادات عن الخريطة السياسية.
إفراز نفس الوجوه داخل المشهد السياسي،بدأ يظهر جليا من خلال انطلاق موسم هجرة “المحترفين” في الانتخابات إلى تغيير معاطفهم و رموزهم و الرفع من حركية الترحال السياسي و ذلك في محاولة منازلة جديدة للظفر بالمقعد البرلماني بكل الطرق سواء كانت أخلاقية أم غير أخلاقية.
وجوه بئيسة يفرزها المشهد السياسي مع كل استحقاقات جديدة،و ما أن تيقن” البارونات” من ان العملية لن يتم تأجيلها إلى زمن أخر ،حتى دخلوا في تحريك المياه الراكدة و محاولة تسخين أدواتهم و العمل على تسخير ما تيسر من المال للدخول في إفساد العملية الانتخابية،و جعل المغرب يكرر لنفس الوجوه و نفس المآسي .
ملك البلاد صاحب الجلالة محمد السادس،ما فتئ ينبه الكتلة الناخبة إلى تحمل مسؤوليتها و العمل على إفراز منتخبون صادقون وطنيون و أن كل من ساهم في التصويت على من لا يستحق لا تقبل منه الشكاية فيما بعد لان الناخب هو من ساهم في ذلك.
الكتلة الناخبة بالمغرب مدعوة لأكثر من أي وقت للبحث عن من يخدم الوطن و للأشخاص الذين يمتلكون مستوى دراسي عالي من اجل الترافع، و لعل ما أفرزته جائحة فيروس كروونا كافية لاستخلاص العبر،و أن على الجميع أصبح ممكنا لوقف “بارونات” الانتخابات” و كبح جماحهم لان ما يهمهم هو حماية مصالحهم الشخصية و العمل على الحصول على الكثير من المكاسب و المناصب .
على القادة السياسيون و زعماء الأحزاب،أن لا ينصاعوا وراء الضغوطات او مجاملات خاصة لكي يمنحوا التزكيات لنفس الوجوه،و على الجميع البحث عن الأطر و عن الساسة التي تعرف كيف تترافع على هموم المواطنين و أن تساهم في العملية التشريعية،و ليس الحصول على المقعد و الاختفاء إلى حين قدوم انتخابات قادمة،لأن ذلك يفتح الأبواب للغاضبين للتصويت العشوائي و الانتقامي.
موسم الهجرة و الترحال السياسي هي عملية للمساهمة في تشتيت و تمزيق العملية الانتخابية و إفراز لاحزاب ضعيفة و العمل على خلق تحالفات هجينة و معارضة فاقدة لمصادقيتها،مما سيكرر نفس الوجوه في إنتخابات معركة شتنبر القادم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى