حصيلة أمنية استثنائية في 2025: الأمن الوطني يعيد هندسة المنظومة الأمنية استعداداً لكأس إفريقيا وما بعدها

قدمت المديرية العامة للأمن الوطني حصيلتها السنوية لسنة 2025 في سياق وطني وإقليمي دقيق، تميز بتنامي التحديات الأمنية، وتسارع التحولات الرقمية، واستعداد المملكة المغربية لاحتضان تظاهرات رياضية كبرى، على رأسها كأس إفريقيا للأمم لكرة القدم 2025، ثم كأس العالم 2030.
الحصيلة تكشف بوضوح أن سنة 2025 لم تكن سنة تدبير اعتيادي، بل محطة مفصلية لإعادة هندسة المنظومة الأمنية المغربية، وفق مقاربة تجمع بين التحديث المؤسساتي، النجاعة الميدانية، والبعد الحقوقي.
أمن حديث ببنيات جديدة ورؤية أكاديمية
أبرز ما ميّز هذه السنة هو الاستثمار القوي في البنيات التحتية والتكوين، سواء عبر اقتراب افتتاح المقر المركزي الجديد للأمن الوطني بالرباط، أو بإحداث المعهد العالي للعلوم الأمنية بإفران، الذي يعكس انتقال العمل الشرطي من منطق التنفيذ فقط إلى منطق الإنتاج المعرفي والبحث العلمي الأمني، بشراكات دولية وإفريقية واعدة.
التحول الرقمي… من الخدمة إلى الحكامة
التحول الرقمي لم يعد شعاراً، بل ممارسة يومية، مع توسيع خدمات E-Police، ورقمنة الوثائق التعريفية، وربط قواعد المعطيات الأمنية، بما يضمن السرعة، الشفافية، وتقليص الاحتكاك المباشر مع المرتفقين. وهو ما عزز ثقة المواطن في المرفق الأمني، ورفع من جودة الخدمات العمومية.
جاهزية قصوى لكأس إفريقيا 2025
الحصيلة تؤكد أن الاستعدادات الأمنية لكأس إفريقيا بلغت مستوى متقدماً، من خلال:
-
تعزيز الأمن بالملاعب والمطارات والموانئ
-
نشر أنظمة المراقبة الذكية والطائرات المسيرة
-
دعم فرق الأمن الرياضي والسياحي
-
إحداث مركز التعاون الشرطي الإفريقي
وهي إجراءات لا تستهدف فقط تأمين التظاهرة، بل ترسيخ صورة المغرب كوجهة آمنة قادرة على تنظيم أكبر الأحداث العالمية.
مؤشرات الجريمة: زجر مرتفع وعنف في أدنى مستوياته
لغة الأرقام تكشف تراجعاً ملموساً في الجريمة العنيفة، مقابل ارتفاع غير مسبوق في معدل الزجر (95%). كما أظهرت الحصيلة قدرة الأجهزة الأمنية على تفكيك الشبكات الإجرامية المعقدة، خصوصاً في مجالات المخدرات، الهجرة غير النظامية، الجرائم السيبرانية، وغسل الأموال.
أمن منفتح على العالم
احتضان مراكش للجمعية العامة للإنتربول، وتوقيع اتفاقيات أمنية، وتوشيح المدير العام للأمن الوطني بأوسمة دولية، كلها مؤشرات على أن النموذج الأمني المغربي أصبح مرجعاً إقليمياً ودولياً في مجال مكافحة الجريمة المنظمة والإرهاب.
الإنسان في صلب المعادلة الأمنية
الحصيلة لم تغفل البعد الاجتماعي والمهني، من خلال التوظيف، التكوين، الترقيات، والرعاية الصحية والاجتماعية، ما يعكس وعياً مؤسساتياً بأن الأمن القوي يبدأ بـشرطي محفَّز، مؤطَّر، ومحمي اجتماعياً.
حصيلة 2025 ليست مجرد أرقام، بل رسالة واضحة: المغرب اختار بناء أمن حديث، ذكي، منفتح، ومرتبط بالتنمية. وهي مقاربة تجعل من الأمن رافعة للاستقرار، والاستثمار، وصورة البلاد في الداخل والخارج، خصوصاً في لحظة تاريخية يستعد فيها المغرب لاحتضان أنظار القارة والعالم.






