سياسة

حرب “كورونا”: الرئيس الأمريكي ترامب يردد “فيروس الشينوا” و الصين ترد

يبدو أن تفشي جائحة فيروس كورونا بدأ يلقي بظلاله على الصراعات الدولية،و خاصة بين الولايات المتحدة الأمريكية و الصين التي ظهر فيها الوباء مع نهاية سبتمبر الماضي.
و ظهرت الحرب الخفية بين الولايات المتحدة الأمريكية و الصين، مساء اليوم الأربعاء (18 مارس 2020)، خلال ندوة صحفية نظمها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب رفقة فريقه العلمي و الطبي للكشف للرأي العام عن أخر المستجدات و عن إحصائيات الامريكيين للمصابين بجائحة فيروس كورونا .
ترامب هاجم الصين بقوة،و قرر ان يردد “فيروس الشينوا “،عوض فيروس كورونا،فيما هاجم السلطات الصينية متهما إياها بنشر الفيروس عبر العالم،و دعا الرئيس الأمريكي رعاياه إلى المكوث في منازلهم و الابتعاد عن الشواطئ و الساحات العمومية،و أخذ الحيطة و الحذر أكثر لان الوباء يمكن أن يكون فتاكا.
و قررت الصين الرد على الرئيس الأمريكي ترامب، من خلال طرد صحفيين أمريكيين يشتغلون في بلاد التنين ،و ذلك بناءا على ما وصفته كرد عن” التضييقات” التي يمارسها الرئيس الأمريكي،بعد ان كانت قد اتهمت الجيش الأمريكي بنشر الفيروس في مدينة ووهان.
و تعد هذه الخطوة الصينية واحدة في مسلسل مناوشات متبادلة بين البلدين، بدأت بإجراءات اتخذتها إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب في مواجهة الصين، حيث انخرطت الدولتان في حرب تجارية قبل أن تتبادلا الاتهامات بشأن المسؤولية عن التسبب في انتشار فيروس كورونا.

فخلال 48 ساعة الماضية دخلت الدول العظمى الخمسة في حرب التسلح حول من يستطيع التسابق حول إنتاج لقاح مضاد لفيروس كورونا،ألمانيا تقول اليوم أنها ستتمكن من إنتاج اللقاح و لكن سيتم تسويقه حتى الخريف المقبل أي خلال ستة أشهر، و يبدو أنها ذهبت في اتجاه ما قاله ترامب سابقا.
فرنسا من خلال مختبر باستور و شركة الأدوية سانوفي ،قالت انها عملت على تعديل دواء مخصص لايبولا و لها مخزون 300 ألف و تنتظر قرار السلطات الفرنسية لتسويقه.
و الصين بلد الوباء،تحدثت وزارة الصحة لديها بأن الجيش الوطني الصيني طور لقاحا فعالا و مضادا لفيروس كورونا و أن هناك تجارب سريرية للعشرات المرضى و هم في انتظار النتائج.
روسيا و التي يبدو تشتغل بطريق ذكية و التي يقودوها الرئيس بوتين شخصيا، من خلال تطويق عملية انتشار جائحة فيروس كورونا و الكف عن الخرجات الإعلامية عكس الرئيس الأمريكي الترامب الذي يواجه محنة الانتخابات الرئاسية القادمة و التي يعول فيها كثيرا عن لقاح مضاد لفيروس الشينوا كما يحلو له ان يطلق على “كورونا”.
إذن العالم و خمس قارات بأكملها أصبحت في يد خمس دول عظمى هي من ستقرر مصير انتشار أو الحد من جائحة فيروس كورونا القادم من الصين،فيما تبقى علامة الاستفهام حول هذا الوباء و الذي يعرف رجة إعلامية قوية أكثر من الأوبئة التي مرت عبر الزمن،و يبقى صراع الأمريكيين و الصينيين الذي انطلق منذ مدة حول وضعية التجارية العالمية إلى أين سيقف و ماذا سيخلف من وراءه من تداعيات و التي ستكون كارثية على البشرية أكثر بكثير من الحروب المباشرة و التي تنطلق من تاريخ محدد و تنتهي مع انهزام دول و انتصار أخرى.
إذن حسب تصريحات زعماء القوات العظمى في العالم، يتضح أن فيروس كورونا باقي و يتمدد و انه سيتسمر في الانتشار عبر العالم، وسيحصد مزيدا من الارواح، وسيخلف مزيدا من الازمات،و سيفقر مجموعة من الدول،و ستنتشر المجاعة و الاوبئة،إذا فشلت الدول الضعفية في التغلب عن النفاقات،غير ان القدرة الالهية ستبقى أقوى من الجميع في تقرير مصير البشرية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى