رياضة

“الأسود” يربحون الرقم القياسي.. ويخسرون رهان “النجاعة الهجومية” قبل مواجهة الكونغو!

قبل أيام قليلة من موعد الموقعة الحاسمة أمام الكونغو، ضمن تصفيات كأس العالم، يجد المنتخب الوطني المغربي نفسه في مفترق طرق حرج بعد العرض الشاحب الذي قدمه أمام البحرين في اللقاء الودي الأخير. فالانتصار الصعب الذي تحقق في اللحظات الأخيرة على أرضية المجمع الرياضي الأمير مولاي عبد الله بالرباط، طرح سلسلة من التساؤلات المقلقة المتعلقة بجوهر الأداء: الفعالية الهجومية.

المنتخب تمكن من تحقيق إنجاز رقمي لافت ببلوغ الانتصار الخامس عشر توالياً، وهي سلسلة ترفع من المعنويات، إلا أن هذا الإنجاز لا يمكن أن يحجب الإخفاق الملحوظ في تقديم أداء فني مُقنع أمام خصم كان يُصنف ضمن الفئة “العادية” على المستوى الدولي.

المباراة الودية الأخيرة كشفت عن تباين واضح بين الصلابة الدفاعية للمنافس والبطء في التنشيط الهجومي للمنتخب الوطني. فبالرغم من تنظيم المنتخب البحريني القوي في الشق الدفاعي، إلا أنه لم يكن يمتلك القوة الكافية في التحول الهجومي، وهي نقطة ضعف سمحت للمنتخب المغربي بخطف نقاط الفوز.

وتؤكد الملاحظات الفنية أن المنافسات الإفريقية القادمة، خاصة ضمن تصفيات المونديال، تتميز بخصوم أكثر شراسة ونجاعة في الهجمات المرتدة. ولو أن الخصم الأخير أتقن هذا الجانب بشكل أفضل، لكان المنتخب الوطني قد دفع ثمن هذا الأداء الباهت بهزيمة غير متوقعة. هذه الحقيقة تحول المباراة من مجرد فوز ودي إلى “درس قاسي” يجب استيعابه فوراً.

بات من الواضح أن الأداء الهجومي يشكل نقطة ضعف هيكلية يجب على الجهاز الفني، بقيادة وليد الركراكي، معالجتها بشكل استعجالي، خاصة أن الفريق يمتلك تركيبة بشرية غنية بالمواهب. وتتلخص التحديات الكبرى في ثلاثة محاور رئيسية:

  1. عُقم اختراق التكتلات: أظهرت مواجهة البحرين صعوبة بالغة في إيجاد الحلول أمام منتخب نجح في إغلاق المنافذ بذكاء، خاصة للقيام بالعرضيات. هذا الوضع يثير التساؤل حول مدى تنوع الخيارات التكتيكية المتاحة أمام “الأسود” لكسر الحصار الدفاعي للخصوم الذين يركزون على اللعب المتكتل.
  2. أزمة اللمسة الأخيرة: لم يقتصر المشكل على بناء اللعب، بل امتد إلى ضعف التركيز والنجاعة أمام المرمى. هذا الإخفاق في تحويل الفرص المتاحة إلى أهداف يفرض على المدرب ضرورة تكثيف العمل على الجانب النفسي والتقني للاعبين لضمان إنهاء الهجمات بنجاح.
  3. تفعيل الطاقة البشرية: يمتلك المنتخب أسماء وازنة، لكن مشكلة الفريق تكمن في إيجاد طرق لعب تسهّل الوصول إلى المرمى أمام التنظيمات الدفاعية المحكمة. فالأداء الجماعي يجب أن يرتفع إلى مستوى إمكانيات اللاعبين الفردية لتفادي اللجوء إلى الحلول الفردية العاجزة عن حسم اللقاءات الكبرى.

إذا استمر هذا الأداء في عجزه عن إيجاد طرق سلسة للوصول إلى المرمى، فإن الطموح الوطني بالتتويج بكأس إفريقيا أو مواصلة المسار القوي في تصفيات المونديال سيظل مهدداً بشكل مباشر.

وفي سياق التحضيرات للمباراة الرسمية المقبلة، استقر الجهاز الوصي على الكرة الدولية على تعيين طاقم تحكيم موريتاني لإدارة مواجهة الكونغو. سيقود الحكم عبد العزيز بوه مهمة إدارة المباراة، بمساعدة خاليدو با وبابكر سار كحكمين مساعدين على الخطوط.

ومن المقرر أن يواجه المنتخب الوطني نظيره الكونغولي يوم الثلاثاء المقبل، ابتداءً من الساعة الثامنة مساءً بالتوقيت المحلي، على أرضية المجمع الرياضي الأمير مولاي عبد الله بالرباط، وذلك لحساب الجولة الأخيرة من التصفيات الإفريقية المؤهلة لنهائيات كأس العالم.

الكرة الآن في ملعب الجهاز الفني لتصحيح المسار. فالانتصار الودي مجرد رقم، لكن تحسين “النجاعة الهجومية” هو المتطلب الحقيقي للعبور إلى المونديال.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى