اقتصاد

جائحة كورونا تدخل قطاع النقل الدولي النفق المظلم و مستثمرون يستنجدون لإنقاذهم من الإفلاس

أدخلت جائحة فيروس كورونا المستجد قطاع النقل الدولي و خاصة المتعلق بنقل بضائع الغير،نفقا مظلما يصعب على المستثمرين في هذا المجال الخروج منه دون أن يخلفوا ورائهم أزمات اقتصادية و اجتماعية .
و كان قرار الإغلاق الثاني الذي أعلنته الحكومة الفرنسية الأحد الماضي بمثابة الموت السريري لقطاع النقل الدولي و المتخصص في نقل مختلف البضائع إلى الجالية المغربية بدول الاتحاد الأوروبي خاصة.
و مع حالة الاستنفار التي أعلنتها أوروبا وخاصة فرنسا التي كانت تؤم خطي “مارسيليا-طنجة”و سيت –طنجة” ذهابا و إيابا بعد التخفيف الأول من قيود الإجراءات الوقائية و الصحية،إلا أنها عادت لتقرر الإغلاق للمرة الثانية مما خلف ارتباكا في صفوف مغاربة الخارج الذين قدموا بعرباتهم و ليظلوا عالقين بالمغرب،فيما وجد قطاع النقل الدولي نفسه محاصرا بالأطنان من السلع و مختلف البضائع بعد القرار الأخير للسلطات الفرنسية.
قرار الإغلاق الذي أعلنته دول الاتحاد الأوربي و خاصة فرنسا في مجال الملاحة البحرية ،اثر بشكل كبير على قطاع النقل الدولي و على انسيابية تحريك البضائع،و دفع المستثمرين الدخول في أزمة جديدة و التي ستؤثر عليهم بشكل عميق.
فاطمة مشكور مستثمرة من فاس في مجال قطاع النقل الدولي و التي كانت تحلم بتأسيس شركة دولية لتأمين نقل بضائع الغير إلى دول الاتحاد الأوروبي و انفتحت على بريطانيا و روسيا و دول أخرى توجد بها الجالية المغربية ،غير أن جائحة فيروس كورونا المستجد التي ضربت العالم أدخلها في حسابات جديدة و في أيام عسيرة بعد توقف و شل حركة الملاحة لشهور مع وصول الفاشية إلى المغرب منذ مارس من العام المنصرم،بحيث كان الإغلاق الأول، و بعد ذلك جاء قرار السلطات الفرنسية لإعلان الإغلاق الثاني مع بداية شهر فبراير الجاري،رغم التخفيف الذي ظل لشهور و لكن مع عوائق كبرى بسبب إغلاق إسبانيا بحرها في وجه الجالية و حافلات النقل الدولي،و ليت الاقتصار على الشاحنات الكبرى المتخصصة في التصدير و الاستيراد.
مشكور و التي وجدت نفسها و معها المستثمرون في قطاع نقل البضائع،محاصرون بفوائد قروض الابناك و تراكم الضرائب و غياب العمولة لتأدية واجب اليد العاملة و غير ذلك من العوائق التي أصبحت تهدد القطاع الذي يعد القوة الضاربة لتواصل الجالية المغربية مع أقاربهم في تبادل السلع العائلية المعيشية .
و أمام الإغلاق الثاني للسلطات الفرنسية و المصير المجهول لاختفاء فاشية فيروس كورونا و الذي لا زمن و لا مكان لها،قررت مشكور و معها المستثمرين في قطاع النقل الدولي إطلاق صرخة استنجاد و ملتمس إلى السلطات العليا ،من اجل الوقوف إلى جانبهم مع العلم انه قطاع مهمش و غير مهيكل و يعاني مشاكل متراكمة،فيما الحكومة تتجاهل القطاع الصاعد بشكل قاطع.
و في مطالب مشكور و المستثمرين بالقطاع،هو تدخل السلطات المختصة من وزارة المالية ووزارة التجهيز و النقل و بنك المغرب، من اجل الدفع لتحقيق المطالب المشروعة و المتجلية في الإعفاء الضريبي ،و كذلك تأجيل الديون و الأقساط البنكية ،و العمل على تخصيص دعم للقطاع من صندوق الجائحة ،و العمل على إخراج مشروع قانون لهيكلة قطاع النقل الدولي في مجال نقل بضائع الغير ،وكذلك على تخصيص دعم مباشر لدعم المقاولات من اجل إنقاذ المستثمرين و الحفاظ على توازنهم إلى حين رفع القيود و الإجراءات الاحترازية الصحية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى