سياسة

العماري يحلحل المشهد الإعلامي و السياسي هل هي بداية العودة؟؟؟

يبدو ان إلياس العماري الأمين العام السابق لحزب الاصالة و المعاصرة و السياسي المثير للجدل ،جعله مع ظهوره من جديد الا ان يخلق نقاشا كبيرا داخل المشهد الإعلامي و السياسي المغربي.
إلياس العماري الذي حضر فقرات مهرجان “كناوة” بالصويرة بصفته الإعلامية عن مؤسسة “كاب راديو” كان لها ما لها من نقاش واسع داخل فقرات المهرجان بعد ان تحولت عدسات الكاميرات الى مزاحمته لالتقاط له الصور مع مسؤولين كبار في هرم الدولة و مختلف الهيئات السياسية التي كانت تضن في الزمن القريب ان “إلياس قد إنتهى”و كذلك وهو ما يعطي لشخصية العماري وزن ثقيل داخل المشهد الذي بات يعاني فراغا كبيرا،إلياس كان دائما يتخوف من “حلاوة السلطة” التي يصل اليها بعض الساسة بحيث يصبح همهم ظهورهم و قضاء مصالحهم الشخصية و العمل على قطع التواصل مع جراح المواطنين التي يجب ان يكون هناك محترف لتضميدها.
الأمين العام السابق لحزب الاصالة و المعاصرة هو سياسي كبير يعرف معنى السياسة و متمكن من فك ألغاز كبيرة داخل الهرم و له كاريزما قوية لخلق التوازنات بين مختلف الفرقاء السياسيين ،و هو كان مسؤول كبير داخل “البام” و خلق نقاشا قويا ليتمكن من مقارعة الإسلاميين من خلال خرجات وصفت آنذاك بالقوية بسبب الخطاب السياسي الواقعي الذي كان يعتمد إلياس و حرصه للاستماع الى قلب الجماهير الشعبية.
إلياس العماري ذاك السياسي او الإعلامي الذي تجده في كل مكان يجلس مع المواطنين و يدخل معهم في نقاشات هامة و هو الرجل الذي لا يقفل هاتفه إنه رجل التواصل بامتياز له ما له في عالم السياسة و متمكن من منازلة جميع الاطياف و هو الذي له الفضل في مقارعة الإسلاميين و الكشف عن هويتهم الحقيقية آنذاك الا وهي الولاء للتنظيمات الإسلامية الأجنبية.
اليوم داخل المشهد السياسي الذي وصل اليه المغرب بعد انتخابات 2021 ،فرغم تصدر المشهد السياسي حزب الاحرار و نكوس الإسلاميين فإن الواقع هو ان المملكة تعيش فراغا كبيرا و انها تمر بمرحلة” الهدوء الذي يسبق العاصفة” ان تتمكن الهيئات الحية بالبلد للعودة الى لعب أدوار كبيرة لخلق التوازنات و الاستماع الى نبض الشارع في ظل الازمة العالمية و ارتفاع الأسعار و الحرب الغير المعلنة بين المغرب و الجزائر و كذلك ظهور تحالفات جديدة بعد فاشية جائحة فيروس كورونا.
و يبدو ان إلياس العماري قد حان له الوقت ليعود الى المشهد السياسي و ليس الإعلامي فقط العماري له كل الإمكانيات وخطاب سياسي متميز لفتح نقاش واسع من أجل مصالحة جديدة و خاصة مع معتقلي الرأي لحراك الريف و اجرادة و ان المغرب يحتاج الى أبناءه و يحتاج الى الاجماع حول مجمل القضايا التي تهدد الوحدة الوطنية.
و يبدو ان الهيئات السياسية الحالية سواء المشكلة للتحالف الحكومي او غياب المعارضة لها ،قد عجزت بشكل كبير في مواجهة الازمات الاجتماعية المتتالية فيما اختارت الحكومة الهروب الى الامام في كل محطة اجتماعية حارقة و الدفع بالكذب على الشعب من خلال تقارير فارغة او وعود مزيفة غالبا ما تضرب عرض الحائط و بعيدة كل البعد عن الواقع اليومي المعاش.
فالمملكة لا يمكن لها ان تبقى في حالة فراغ فلا حكومة منسجمة و لا معارضة قوية و لا أحزاب تؤطر المواطنين او تستقطبهم الى “دكاكينها “المغلقة الى حين إعلان الانتخابات ،المشهد السياسي المغربي يجب ان يخلق فيه نقاش واسع حول مجمل القضايا بدءا من مصالحة جديدة و كذلك التكتل حول القضايا الوطنية و قطع الطريق على الخصوم من اجل محاولة عزل المملكة إقليما و دوليا .
المملكة لها محطات قوية و يجب على الجميع التكتل لها،أولا مواجهة خصوم الوحدة الترابية،و ثانيا التجنيد لكل الادعاءات و التضليل الذي يمس الوحدة الوطنية،و ثالثا الدفاع عن تموقع المغرب في التحالفات العالمية الجديدة، رابعا الدفع من اجل ان يحظى المغرب من تنظيم كأس العالم المشترك عام 2030 مع كل من إسبانيا و البرتغال،و خامسا حفاظ المملكة على المكتسبات التي حققتها من طرف دول حليفة أكدت اعترافها بالصحراء المغربية، سادسا هو ضرورة التكتل و الاجماع على جميع القضايا التي تهم المملكة سواء كانت داخليا او خارجيا في الأخير الخروج من زاوية الانتظار و حلحلة المشهد السياسي بقوة و خلق نقاش كبير من اجل القطع مع “الهدوء “.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى