مجتمع

الثلوج تكسوا جبال الريف و غياب البنيات التحتية تعزل جماعات و الفياضات تقطع الطرقات

كست التساقطات الثلجية سلسلة جبال الريف بالبياض،و ذلك خلال اليومين الماضيين ،فيما شهدت عدة جماعات تساقطات مهمة من الثلوج و خاصة بجماعة أجدير و أجزناية الغربية،فيما قمم الجبال حلت بها حلل جديدة و ذلك بعد أن شحت التساقطات لسنوات بتلك المنقطة.

و بمقابل التساقطات الثلجية و المطرية الأخيرة التي اجتاحت عدة مناطق بالريف الغربي،أظهرت غياب البنيات التحتية المفقودة بالمنطقة،و انقطعت عدة طرقات و خاصة الطريق الإقليمية 510،و التي انقطعت بها الطريق عند محور قنطرة عين الحمراء أجدير و ذلك بفعل ارتفاع منسوب المياه في الوديان و غياب قنطرة بالمحور،رغم أن الطريق جرى تعبيدها في السنوات الأخيرة غير أن المشروع لم يعرف زيادة عدد القناطر بالأماكن التي تجري بها الوديان.
و شهد مدخل أجدير التابع لإقليم تازة،شلل في حركة المرور و ذلك بسبب هدم القنطرة التاريخية من أجل تعويضها،و ذلك بعد أن عرفت الأشغال تأخر في انطلاقتها إلى حلول فصل الشتاء و الذي تشهد به المنطقة تساقطات مهمة .
و كشفت التساقطات المطرية الأخيرة،الخلل الذي ضرب عدة مشاريع مغشوشة وخاصة في الطرقات المعبدة في الأشهر الأخيرة و التي تربط جماعة أجدير بعدة دواوير و جماعات مجاورة،غير ان المياه عملت على جرف مجموعة من المحاور الطرقية الجديدة ،مما يطرح عدة تساؤلات عن نجاعة المشاريع التي ضخت فيها الملايير غير أن غياب الرقابة و الفشل في تنزيل المشاريع عجل بتدمير تلك البنية في وقت وجيز.
جماعة أجدير التي انطلقت بها عدة مشاريع و الممولة من طرف وزارة الداخلية و التجهيز ،تعرف تعثرا و بطئا في الأشغال،فيما لم تتمكن الساكنة من الذهاب الى السوق الأسبوعي “الخميس” و ذلك بعد إن اجتاحت الأوحال السوق المركزي الذي يعد ملاذ الأهالي لاقتناء ما يعيشون به خلال أسبوع من خضر و فواكه و مواد التموين.

و تفتقد الإعدادية التأهلية بمركز جماعة أجدير الى طريق معبدة،مما يزيد من فرص الهدر المدرسي و معاناة التلاميذ من الوصول الى المؤسسة التعليمية بسبب الأوحال و الوديان المنتشرة على طول طريق الإعدادية.
مدرسة الشهداء بجماعة أجدير كذلك،سبق و إن اجتاحتها الفيضانات من كل الجهات،عجل بإنهيار حجرات تعليمية،و عملت الوزارة المعنية من محاولة تعويض الأقسام المنهارة بعد أن جرفتها الوديان،غير أن الأشغال تسير ببطئ و في غياب الرقابة على المقاولة الموكولة لها ببناء الحجرات الإضافية لمؤسسة تعليمية تعاني من أبسط شروط التمدرس و المرافق الصحية .
و تعيش مختلف الدواوير عزلة تامة و يصعب على المرضى الوصول الى المركز الصحي بأجدير ،و ذلك مع كل تساقطات مطرية و ثلجية بسبب جريان و ارتفاع منسوب مياه الأنهار التي لا توجد بها اي قناطر تذكر مما يزيد من عزلة الاهالي.
و أمام غياب مبادرة الجماعة القروية لاجدير التي تفتقد إلى أي دخل يذكر،و غياب التجربة السياسية لدى مختلف المنتخبين من اجل الدفاع على جماعتهم لدى المصالح المركزية أو لدى مجلس جهة فاس/مكناس ،عجل بدخول أبناء المنطقة و الجالية المقيمية بالخارج بإطلاق مبادرات قوية في محاولة التشجيع على تسطير عدة مشاريع تنموية و إصلاح سواقي المياه و كذلك المساجد و بناء منازل للعائلات التي تعيش الفقر المدقع و تشييد قناطر صغيرة،و العمل على تشجيع مبادرات التضامن في كل المجالات سواء كانت صحية او اجتماعية او تنمية،بحيث كان لها أثر كبير على المنطقة و ذلك منذ اجتياح فاشية كورونا المغرب.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى