سياسة

أخنوش يقدم صورة وردية لحزب الاحرار ويتناسى المشاكل الحقيقية التي تلاحق المنتخبين وغياب الديموقراطية التي تعوض بالتعيينات

قال رئيس حزب التجمع الوطني للأحرار، عزيز أخنوش، إن حزب “الأحرار” الذي يواظب على عقد لقاءاته التنظيمية ويحرص على انتظام مواعيدها، أصبح اليوم “مرجعا في التدبير السياسي للمؤسسة الحزبية ومشاركة الجميع في القرار الحزبي ونموذجا رائدا في إرساء قواعد التدبير الإداري والمالي الشفاف، وهو ما تظهره التقارير من خلال التدقيق في حسابات الأحزاب السياسية ونفقات الدعم العمومي السنوي المقدم من طرف الدولة”.

واعتبر أخنوش، في العرض السياسي الذي قدمه خلال الجلسة الافتتاحية لأشغال المجلس الوطني للحزب، أمس السبت بالرباط، أن هاجس الحزب كان على الدوام الإصرار على دينامية القرب من المناضلات والمناضلين وعموم المواطنين، والتي تجسدت هذه السنة من خلال تنظيم المنتديات الجهوية للمنتخبين عبر ربوع المملكة، باعتبارها فرصة حقيقية لخلق جسور التواصل مع أزيد من 10 آلاف من المنتخبين التجمعيين، والتعرف على التحديات التي تواجه هذه الفئة في بلوغ جماعات ترابية تستجيب لتطلعاتهم، وتساهم في المسار التنموي الذي تعيشه المملكة.

وأبرز أخنوش أن تصدر حزب الأحرار للمشهد السياسي “هو ثمرة مجهود جماعي، وعمل قاعدي، مبني على التواصل وسياسة القرب التي ننهجها منذ المؤتمر الوطني السادس للحزب. إن تصدرنا للمشهد السياسي لا يمكن قراءته من الزاوية العددية داخل معادلة العمل السياسي، بل من خلال مسؤولية سياسية نعي جيدا حجمها، وثقل آثارها على مستقبل وطننا.

و إذا كان رئيس حزب الاحرار أخنوش قد قدم صورة وردية على “الحمامة”،غير أن أرض الواقع فإن منتخبي و الموالين للحزب يعيشون مشاكل متفاقمة و هي مبنية على الاقصاء ونهج سياسة التعيينات و غياب الديموقراطية الحقيقية فيما التوجيهات هي التي تحكم الاحرار.

و من خلال المجالس المنتخبة فإن الحزب يعاني مشاكل كثيرة في عدة مدن كبرى سواء ما يقع مع معدة الرباط أغلالو التي تحدت أخنوش بنفسه أو ما يقع من مشاكل بكل من جماعة مكناس و فاس و مدن أخرى وجماعات ترابية باتت الصراعات فيها تطفوا على سطح الساسة بسبب نزاع حول المصالح الشخصية فيما مازالت الملاحقات القضائية تسقط رؤوسا كثيرا بسبب ملفات الفساد.

أخنوش كان عليه ان يقدم نقدا ذاتيا للحزب ويتحدث عن عدد الاعتقالات والمتابعات في صفوف برلماني حزبه و ما هي البدائل التي سيواجه به الكتلة الناخبة مع العلم أن نمط الاقتراع كان هو من ساهم في بروز اسمه حزب التجمع الوطني للأحرار و الذي كان يحسب على أحزاب الإدارة و المتحكم فيه عن بعد.

حزب الاحرار بكل منطق وواقع لا يتوفر على مناضلين حقيقين قادرين على الترافع أو رفع حتى الشعارات السياسية لأنه محتوى منفوخ فيه و فارغ من الداخل ليست له كاريزما لمقارعة الخصوم و الأعداء على قضايا الوطن هو يمكن ان يصنف ضمن أحزاب الاتباع و الولاءات و أنه حزب ما زال يطبق ديكتاتورية التعيينات و لا يخضع لمنطق الديموقراطية و التصويت المباشر على مسؤولي و منسقي الحزب وكذلك مازال يشتغل بمنطق تنفيذ التوجيهات او التهميش.

الأحزاب التي لا مرجعية سياسية لها وتشتغل بمنطق الولاءات والتعيينات هي أحزاب هشة ومرحلية لان ليس لها أي إيديولوجية لتدافع عنها بقدر ما تراهن على كسب الانتخابات بشتى الطرق الشرعية والغير الشرعية، وهو ما بات يهدد الوضع السياسي بالمغرب والذي أفرز نخبة فاسدة كانت تطمح من اجل الحصول على المناصب و المكاسب و يهمها صوت الشارع و لا ما قد يواجه الوطن.

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى