ملف الاحد: جلالة المك يقود الديبلوماسية المغربية: مواقف واضحة: القطع مع الكرسي الشاغر: الانفتاح على التكتلات الدولية
فاس24: عبدالله مشواحي الريفي
نقف اليوم على فتح أهم ملف وطني والذي يتعلق بالديبلوماسية التي يقودها جلالة الملك محمد السادس منذ اعتلاء عرش أسلافه الميامين سنتحدث عن الاستراتيجية الملكية التي اعتمدها جلالته من خلال التركيز على المواقف الواضحة للتعامل مع مختلف دول العالم وكذلك محاولة المملكة مد اليد النظيفة في بناء علاقات جديدة مع الجيران والمتدخلين عبر العالم وسنعرج عن دخول المغرب المنتديات والمؤسسات الدولية للمرة الأولى في التاريخ.
بعد أن تولى جلالة الملك محمد السادس الحكم بالمملكة المغربية و جلوسه على العرش في صيف حارق و بشهر يعرف شدة الحرارة مع نهاية يوليوز عام 1999،و مع توديع المغاربة للراحل المغفور له الحسن الثاني في جنازة مهيبة حضرها الرؤساء الكبار للدول العالمية الكبيرة كان المغاربة يرددون “مات الملك وعاش الملك” ورغم الفراق و الحزن الذي عم داخل القصر الملكي و ببيوت المغاربة إلا ان الملك محمد السادس أبى أن يخرج من القصر العامر بعد وفاة ملك الامة للمرة الأولى و عيناه تذرفان الدموع لأحياء الشعب الذي حاصر القصر لإلقاء النضرة الأخيرة على جثامين باني المغرب و موحد الامة،و عاد جلالة الملك محمد السادس و هو يظهر يحمل نعش ملك الامة مع شقيقة الأمير مولاي الرشيد و عيونهم تبكي لحظة وداع الاب و الملك و الرجل الذي قبل النفي مرغما رفقة المغفور له محمد الخامس و لم يستسلم للقضية الوطنية .
و مع بداية الحكم لجلالة الملك محمد السادس و دق ساعة العمل حتى قرر جلالته ترك القصور الملكية و الإعلان عن تغييرات جديدة في الاشتغال و الدفع بالخروج الى القرى و المدن و قطع الوديان و القفز حول الاوحال و الصعود الى الاعالي حتى بات المغاربة و العالم يتعجبون و يهتمون كل ليلة و هم يتابعون “ملك الفقراء” في رحلات الصيف و الشتاء حتى صار يطلق على حكمه بالملك الحاكم فوق صهوة حصانه و ذلك نظرا لكثرة الزيارات التي قادها الى مختلف مناطق المغرب للاطلاع على الرعية و الامتنان عليهم و كذلك رسم صورة شخصية ما يجب الاستعجال به لصالح الشعب.
تحركت المكينة الملكية من خلال وضع استراتيجية جديدة لمواجهة اللازمات و المشاكل العالقة و الدفع بوضع أسس الدولة الاجتماعية بكل تجلياتها بالمقابل تم تجديد محركات الطائرة الملكية لتسير بسرعة قياسية بدءا لطي صفحة الماضي و إطلاق استراتيجية جديدة تتعلق بالديبلوماسية المغربية و التي قادها جلالته شخصيا،و بدأت النتائج تظهر على الأرض الواقع من خلال نهج سياسة المواقف الواضحة اتجاه كل القضايا العالقة.
نجح جلالته لكسب ثقة الاشقاء العرب بالخليج و ذلك من خلال استقباله في مؤتمرات دول تعاون الخليج وهي سابقة و ذلك لما تحظى به المملكة في عهد جلالة الملك من ثقة عربية إسلامية بعد العروبة ووحدة الامة أطلق جلالته سهامه صوب القارة التي ينتمي اليها المغرب الا وهي القارة الافريقية و قرر جلالته بإعلان تاريخي من أجل العودة الى منظمة الوحدة الافريقية و كذلك القطع مع الكرسي الفارغ من أجل محاصرة ذوي النفوس المريضة باسم المملكة المغربية و تمكن جلالته بكسب ود أكثر من 35 دولة إفريقية وحضر قمة إفريقية كانت هي بداية ضخ دماء جديدة في منتظم كان يعيش الجمود و الموت الكيلينيكي بعد أن نخرته معظم الدول التي تعيش على وقع الانقلابات و نظامات العسكر.
و مع اختراق الادغال الافريقية و عودة المملكة المغربية الى المنتظم الافريقي و كسب ود العشرات من الدول التي بات تتقاطر برقياتها على الرباط سحب الاعتراف من الكيان الوهمي التابع لجنرالات الجزائر كان بالمقابل جلالة الملك في خطبه الملكية يوجه اليد الممدودة و اليد النظيفة الى الجزائر العدو رقم واحد للمملكة من أجل طي صفحة الماضي و فتح الحدود و الدعوة الى التعاون الى أن قصر المرادية لم يرحبوا بالأفكار و ظلوا متعنتين الى أن باتوا يعيشون العزلة في القمم الافريقية و العربية و الإسلامية.
نجاح الديبلوماسية الملكية بإفريقيا كانت توازيها تحركات ملكية الى دول العالم وكانت أوروبا تستقبل الملك وتضع خططا أمنية جديدة لتنظيم الجالية المغربية والعربية والمسلمة والافريقية وهي تخرج عن بكرة أبيها لاستقبال ملك المغرب جلالته محمد السادس والذي بات يتابعه الجميع ويحبه الجميع لما أظهر من قوة ومكانة وحسن تدبير في السير بالمملكة في الطريق الصحيح.
تحركت دريهمات البترودولار لمعاكسة المملكة في الخارج وهو ما دفع بجلالته في خطبه ان يعلن عن مواقف واضحة وهي” إما مع المغرب او ضده” او إما مع”الوطن او الخيانة”، وقررت الديبلوماسية الملكية التصدي لسياسة الحرب الباردة الى سياسة الامر الواقع و عدم التموقع و التعامل مع الجميع و الدفع بقرار إما ان تكون معنا قولا وفعلا و إما ان تقطع العلاقات و يجف ود التواصل و كانت البداية مع الجارة الاسبانية عندما قررت استقبال المرتزق ابن بطوش سريا وهو ما جعل المملكة تقطع العلاقات و ترفع صوتها عاليا تنديدا بقرار إسبانيا و هو ما جعل الحكومة الاسبانية تراجع مواقها و تدفع بإعلان الاعتراف التاريخي بمغربية الصحراء و القطع مع العملة ذات الوجهين.
و خلال الأشهر الأخيرة عرفت العلاقات مع فرنسا جفاء كبيرا و قرر المغرب إنهاء قوة فرنسا بإفريقيا و قطع الاتصال مع الرئيس ماكرون الذي ظل يغرد خارج السرب وهو يتأمر على المملكة داخل برلمان الاتحاد الأوروبي او من خلال زعزعة استقرار المغرب بعد ان حاول توجيه خطاب الى الشعب في زلزال الحوز غير ان ماكرون نال جوابه بقوة غير معهودة وقرر 40 مليون مغربي ان يقفوا وراء قرارات جلالة الملك وهو ما جعل فرنسا اليوم تراجع قراراتها و تستعد لإرسال وزير خارجيتها لإذابة الثلوج و الدفع بتحديد مواقف واضحة اتجاه المملكة ووحدتها الترابية و عدم العودة الى اللعب على حبلين.
و يسجل لتاريخ حكم جلالة الملك محمد السادس نجاح الديبلوماسية القوية ،أولا من خلال الاعتراف الأمريكي بالصحراء المغربية و كذلك تسابق عدة دول لفتح بعثات ديبلوماسية بمدن الصحراء المغربية وخاصة الداخلة و العيون و كذلك سحب الاعتراف بالكيان الوهمي و إنهاء الفوضى بمعبر الكرارات و الاستعداد لأنهاء ما يمسى بالجدار العازل كذلك بات المغرب يحظى باهتمام المنتظم الدولي من خلال ترأس مجلس حقوق الانسان التابع للأمم المتحدة و كذلك لجنة السلم بالوحدة الافريقية فضلا عن دخوله الى عدة مؤسسات دولية لا يدخلها الا الدول القوية و ذلك بفضل السياسة الملكية التي يقودها جلالة الملك محمد السادس خدمة للوطن و الشعب.