رياضة

فاس ترفع سقف الجاهزية لكأس إفريقيا: “منطقة المشجعين” تكشف وجه المدينة الجديد وتُخرس أصوات المشككين

تعيش مدينة فاس على وقع تعبئة غير مسبوقة استعدادًا لاحتضان كأس إفريقيا للأمم 2025 وكأس العالم 2030، في سياق تحوّل ميداني يضعها ضمن أبرز المدن المغربية المستفيدة من الدينامية التنموية التي تعرفها المملكة.

“منطقة المشجعين”.. واجهة حضارية ومؤشر جاهزية

المشروع الجديد المعروف بـ“منطقة المشجعين” (Fan Zone) يجسد إحدى أهم علامات التحول العمراني بفاس. فهو ليس مجرد فضاء ترفيهي، بل منصة حضارية ستُقدّم المدينة بصورتها الحديثة أمام الجماهير الدولية.
الأشغال الجارية تجري وفق معايير هندسية دقيقة، وبتمويل معتبر، وعملية الإنجاز في وقت محدد يؤكد أن فاس تُراهن على ربح رهان التنظيم والاحتضان لا التزيين المؤقت. المنطقة ستشكل مركزًا للتفاعل الجماهيري، ومجالاً لعرض الثقافة المغربية بروحها الأصيلة في إطار من التنظيم العصري.

البنية التحتية الحضرية.. إصلاح في العمق وليس في المظهر

بالتوازي مع ذلك، تعرف المدينة برنامجًا شاملاً لإعادة تأهيل الشوارع والمدارات بإشراف شركة “فاس الجهة للتنمية” (SDR Fès Aménagement).التي أظهرت عن علو كعهبا في تنزيل مخطط تأهيل فاس وفق الرؤية الملكية السامية و بناءا على تعليمات وزارة الداخلية و بتنفيذ من والي الجهة، أكثر من 27 محورًا حضريًا خضع لإصلاحات هيكلية شملت الطرق، الأرصفة، والإنارة، إلى جانب مشاريع القناطر والممرات الأرضية لمعالجة اختناقات السير.
هذه الأوراش، التي تُنفّذ بناءً على دراسات تقنية دقيقة، تسعى إلى إعادة هندسة الحركة داخل المدينة وفق تصور حديث يوازن بين الجمالية والفعالية.

مشروع تدوير المياه.. البعد البيئي في قلب التنمية

من المشاريع اللافتة التي تُحسب لفاس أيضًا، تقدمها الكبير في مشروع المعالجة الثلاثية للمياه العادمة، والذي سيمكن من استعمال المياه المعالجة في سقي المساحات الخضراء والملاعب، خاصة المحيطة بالمناطق الرياضية.
هذا المشروع يترجم توجهًا واضحًا نحو الاستدامة وترشيد الموارد المائية، ويعزز مكانة فاس ضمن المدن المغربية الرائدة في إدماج البعد البيئي في التخطيط الحضري.

تنمية القرب.. الرياضة للجميع

لم يقتصر التحول على المشاريع الكبرى، بل امتد إلى الأحياء الشعبية التي استفادت من إنجاز ملاعب القرب ومرافق شبابية جديدة، تفتح أمام فئات واسعة من الشباب فرص الممارسة الرياضية وتطوير المواهب في بيئة منظمة.

والي الجهة.. المتابعة الميدانية بدل الخطابات

الوالي خالد آيت الطالب يتابع الأشغال بشكل يومي، بعقلية تنفيذية صارمة تركّز على النتائج. الاجتماعات المتواصلة والزيارات الميدانية المنتظمة حولت تتبع الأوراش إلى آلية رقابة فعلية تضمن الشفافية واحترام الآجال، بعيدًا عن منطق التسويف والمجاملات.

إنجازات تفرض احترامها

النتائج الملموسة على الأرض أصبحت الرد العملي على الخطابات العدَمية التي تقلّل من حجم التحول الحاصل. فالمؤشرات اليوم واضحة: طرق جديدة، مشاريع بيئية واعدة، منشآت رياضية بمعايير دولية، وحركية عمرانية متسارعة تجعل فاس في صلب خريطة المدن المستعدة لاحتضان الأحداث الكبرى.

في الوقت الذي يختار فيه البعض التشكيك، يراهن الفاسيون على العمل والمواكبة. المدينة تتغيّر بعمق وبسرعة، لا بشعارات أو وعود، بل بأوراش مفتوحة تعكس رؤية ملكية واضحة: فاس يجب أن تستعيد مكانتها كقطب تنموي متكامل، يجمع بين التاريخ والحداثة، وبين الموروث والمسؤولية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى