سياسة

فاس تحت مجهر التأهيل قبيل “كان 2025”.. الوالي الصبّار يقود زيارات ميدانية ويواجه تحديات كبرى

أطلق عبدالغني الصبّار، والي جهة فاس مكناس، سلسلة زيارات ميدانية همّت عددًا من محاور المدينة ومداخلها الرئيسية، في خطوة تعكس بداية العد العكسي لاستعدادات العاصمة العلمية للمشاركة في احتضان فعاليات كأس إفريقيا للأمم 2025، المقرر انطلاقها شهر دجنبر المقبل، والتي تضع فاس ضمن قائمة المدن المعنية باستقبال الوفود الإفريقية والجماهير الرياضية.

التحرك الميداني الذي قاده والي الجهة شمل بالأساس شارع المطار ومدارة جماعة أولاد الطيب، في إطار المعاينة المباشرة لحالة مدخل المدينة عبر مطار فاس سايس، وهو المعبر الذي يعاني منذ سنوات من اختلالات واضحة في التهيئة، وغياب الانسجام البصري، ناهيك عن أشغال متوقفة، أرصفة متآكلة، ومساحات خضراء متهالكة تُسيء إلى صورة المدينة لدى الزوار الأجانب.

وتأتي هذه الزيارة الميدانية بالتزامن مع اجتماعات تنسيقية ترأسها وزير الداخلية عبد الوافي لفتيت بالرباط عبر تقنية التناظر المرئي، بحضور فوزي لقجع، رئيس لجنة تنظيم كأس العالم 2030، وعدد من مسؤولي القطاعات الوزارية، والتي شددت على تسريع وتيرة مشاريع التأهيل الحضري المرتبطة بتظاهرتي “كان 2025” و”مونديال 2030″، وتحقيق جاهزية شاملة لجميع المدن المعنية، ومنها مدينة فاس.

وبحسب مصادر محلية، فإن والي الجهة وضع ملف تهيئة المدينة كأولوية عاجلة، مع التركيز على عدة جبهات مترابطة، بدءًا من معالجة الخلل الحاصل في مداخل المدينة وتطهيرها من الفوضى، مرورا بمحاربة انتشار الباعة الجائلين في المحاور الرئيسية، وتسهيل حركية السير والجولان، وصولاً إلى تحسين أداء المرافق الاستراتيجية مثل محطة القطار، المحطة الطرقية، والمركب الرياضي بفاس.

كما تم التنبيه إلى ضرورة تفعيل مراقبة لصيقة على الفنادق والمطاعم والمقاهي لتجويد خدمات الاستقبال، وتشديد الرقابة على شروط النظافة والأسعار، خاصة خلال فترة التوافد المكثف للضيوف خلال البطولة. ووفق المهتمين، فإن هذه التدابير لا تتعلق فقط بالجانب التنظيمي، بل تمس بشكل مباشر صورة المدينة على الصعيد القاري والدولي.

وفي السياق ذاته، يتوقع أن تطلق سلطات الولاية دوريات ميدانية خاصة لمراقبة مدى تقدم الأشغال بعدد من الشوارع التي تعرف تأخرًا واضحًا في الإنجاز،  والتي تُعد محاور استراتيجية تربط بين أحياء المدينة والمنشآت الكبرى، لكنها تشهد في الوقت الراهن حالة من التدهور الهيكلي، واكتظاظًا خانقًا بسبب سوء التهيئة وانتشار حافلات النقل الطرقي وسط الأحياء السكنية في غياب ضبط واضح من المصالح المختصة.

كما ينتظر أن تضع سلطات المدينة خطة تنظيمية شاملة لمحيط المركب الرياضي، تشمل تهيئة البنيات التحتية الطرقية، خلق مواقف مؤقتة للسيارات، وتخصيص مسالك ولوج واضحة للجماهير، تفاديًا لمشاهد الفوضى التي رافقت بعض المباريات السابقة، والتي أثارت انتقادات واسعة في الشارع الفاسي.

وفي ظل هذا الزخم، يُعوّل على عبدالغني الصبّار لإحداث قطيعة مع السياسات الترقيعية التي طبعت تدبير المدينة خلال الشهور الماضية، وقيادة انتقال حقيقي يليق بمدينة فاس كعاصمة روحية للمملكة، ومحطة مرشحة للعب أدوار مهمة خلال التظاهرات الرياضية القادمة.

لكن الطريق ليس سهلاً، والوقت يداهم الجميع. ومع اقتراب دجنبر، يرتفع منسوب الضغط، وتتضاعف مسؤولية السلطات والمؤسسات المكلفة، لإنجاح هذا الورش الوطني وضمان جاهزية المدينة بالشكل الذي يرقى لتطلعات المواطنين وانتظارات الزوار.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى