شعارات مناوئة لمصالح المغرب في احتجاجات تاونات..من يتحمل مسؤولية “التحريض”؟

الكثير من الشعارات التي رفعت في الاحتجاجات الأخيرة التي شهدها إقليم تاونات كباقي مختلف المدن تسائل الجهات التي تقف وراءها، وتستدعي فتح تحقيق معمق من قبل الجهات المختصة.
لقد كانت الدعوات للاحتجاج، في الشكل، تبدو مشروعة. أوضاع الصحة العمومية التي تعاني من تدهور كبير. نقص في التجهيزات وضعف في بنيات الاستقبال، ومحدودية في الموارد البشرية، وقرارات تحويل مفتوحة نحو مستشفيات فاس. ليس هذا فحسب. فهناك أعطاب أخرى مرتبطة بعزلة عدد من الجماعات بالإقليم. وهناك مشكل العطش الذي يعود بحدة في كل صيف إلى الواجهة. كل هذه الملفات تعتبر من الملفات الحارقة في الإقليم، و هي ملفات اجتماعية تجاوبت معها سلطات عمالة الإقليم و سارع العامل سيدي صالح داحا الى عقد اجتماعات مارطونية لتنزيل الحلول المستعجلة و الضغط على المصالح الخارجية و المؤسسات العمومية لتحمل مسؤوليتها في تنفيذ الاوراش المعطلة،و هي المعطيات الذي تؤكده كل الشهادات و الإنجازات ان الدولة الممثلة في عمالة الإقليم في صلب اهتمامات و مطالب المواطنين.
ولا يمكن أن يتم الطعن في أي مبادرات ترمي إلى إثارة الانتباه إلى هذه القضايا، بغرض دعوة الجهات الوصية على هذه القطاعات الأساسية لاتخاذ التدابير الضرورية للتخفيف من حدة المشاكل المطروحة و لو بشكل مرحلي سيتم التغلب عليها بتضافر الجهود من مختلف المتدخلين .
لكن هناك أطراف يظهر بأنه تريد استغلال هذه القضايا والركوب على الموجة. وما يؤكد ذلك هو طبيعة الشعارات التي تم ترديدها في هذه الاحتجاجات، وهي نفسها الشعارات التي تستغل في مقاطع الفيديو التي يعاد نشرها وترويجها من قبل أطراف معادية للمغرب. وهذا يطرح أسئلة جوهرية حول الغرض من رفع مثل هذه الشعارات والرسائل التي يراد إيصالها من ورائها. كما أن مثل هذه الانزياحات يجب أن تكون بمثابة تنبيه إلى المشاركين في أي احتجاجات من هذا القبيل.
ماذا يعني أن يتم رفع شعارات مناوئة لانخراط المغرب في احتضان تظاهرات قارية ودولية كبيرة، خاصة منها مونديال 2030؟
الشعار في الشكل يحاول أن يدغدغ المشاعر، وأن يقدم مثل هذه المشاريع الضخمة التي انخرط فيها المغرب على أنها ترصد لها ميزانيات ضخمة، على حساب التنمية المحلية. وهذا التوجه يحاول أن يغدي مشاعر الغضب باختلاق مشاعر الحقد بناء على ادعاءات كاذبة، في وقت يفترض فيه أن نعمل على التمييز بين القطاعات والميزانيات.
فالمستشفيات العمومية لها قطاع حكومي ينبغي أن يساءل عن أوضاعه، وأن يتحمل مسؤولية الاختلالات، وأن تتم دعوته لاتخاذ التدابير الضرورية. ولا علاقة لقطاع الرياضة ومشاريعها بهذا المجال.
وانخراط المغرب في هذه التظاهرات الكروية الدولية والقارية هو في نهاية المطاف مشروع أمة. مشروع وطن لا ينبغي أن يخضع للمزايدات الفارغة، وأن يتم استغلاله لتأجيج الوضع.
والواضح أيضا أن الأطراف المعنية بهذا الاستغلال هي نفسها الجهات التي تحاول دوما الركوب على الموجة لصنع احتقان تعتقد بهتانا ووهما بأنه سيؤدي إلى تحقيق ما تسميه بالتغيير المنشود. تيارات متطرفة جهة الإسلاميين وجهة اليسار. وهذه التيارات تسيء إلى مثل هذه القضايا العادلة ذات الصلة بأوضاع الصحة والتعليم ومشاكل العزلة. ولذلك، وجب فضحها.