ثقافة

شذرات قد تغير مسارك في شهر رمضان

في شهر رمضان تتعدد الغايات وتختلف الأهداف؛ فمن الناس من يسعى وراء هدف الصيام وآخر يطلب القيام وثالث له هدف آخر، وهذا الاختلاف كالحياة، يختلف الناس فيها أشتاتا ليروا ثمار أعمالهم ومخرجات إنجازها.

تتنزل فيه الرحمات
يُقبل الناس على أبواب الخير، مبتغين وجه الله ومتوسلين الرحمات لتظلهم بظلالها وتغطيهم بوافر سعتها التي وسعت كل شيء.
والرحمة التي ينتظرها المسلم في شهر رمضان هي رحمة القبول عند الملك الكريم والتسجيل في صفحات المغفرة.

ويكون ذلك في جو تتنزل فيه الرحمة والمغفرة وينصهر الإنسان بهدوء وسكينة يصحبهما التزود بالإيمان بالله والتنزه في مساحات الكون والتنسك في محاربه غدوا ورواحا.

الصيام جنة
الصيام جنة تقي صاحبها حرارة الشهوة لتهذبه وتربطه برباط التقرب؛ ليكون بذلك بعيدا عن كل حرارة مادية أو معنوية، مصداقا لحديث الرسول صلى الله عليه وسلم “من صام يوما في سبيل الله باعد الله وجهه عن النار سبعين خريفا”.

ويبتعد الصائم عن الحر بهذه الدرجة الكبيرة، ويجني من صيام رمضان تربية وتزكية معنوية للنفس وتطهيرها من شح وبخل يعتريانها في مستهل ممارستها للحياة الدنيوية.

نسمات الفرح في شهر رمضان المبارك
لم تبق سوى أيام معدودة لقدوم شهر رمضان الكريم الذي أُنزل فيه القرآن وتتنزل فيه الرحمات، ويتهاطل فيه الناس بساعات الليل والنهار، مغتنمين فرصها ومسارعين في إعمارها؛ لتنهل القلوب من معين الرحمات وأريج البركات.

رمضان مدرسة السلوك والقيم الأخلاقية والإنسانية؛ حيث يظل الإنسان يكابد الحر والجوع والعطش وغير ذلك من قيم الصبر الذي يتعلم قيمته ليواجه به الحياة ومطباتها طيلة السنة، ولا ينتهي شهر رمضان حتى يُغسل الإنسان من صفحات الذنوب والمعاصي ويتطهر من بحار التسبيح والاستغفار والدعاء والتلاوة؛ ليسلك عبر تلك الربانيات سبيل المؤمنين ومدارج السالكين في تزهد متواصل طيلة الشهر الكريم.

أما طواف القيام في رمضان، فهدفه انصهار المؤمنين انسجاما مع القرآن في صلواتهم وتبتلهم، مستمعين وتالين في نهارهم ومقيمين به ليلهم؛ إحياء لمسلك من كانت تتفطر قدماه من قيام الليل وتهجده.

وفي شهر رمضان تفتح أبواب الجنة وتغلق أبواب النار، فيقبل الناس على جنة من الصيام والتلاوة، ليهتدوا به هداية من الله العلي القدير.

صوموا تصحوا
في الصيام تتجمع ثمار كثيرة؛ منها ما يفيد الجسم، إذ لم يكن الصيام مدرسة رياضية فحسب، بل مدرسة لتنمية مهارات متعددة في الإنسان، كالتركيز والتدريب على خصال مفيدة لحياته، ومع ذلك أفاد الصيام أصحابه في صحة أجسامهم وتخليتها من كل سموم الجسم، فهو ينظفها من درن الأمراض ويقويها في جوانب عدة.

الصيام وتنمية المهارات الأساسية
يقوي الصيام الإنسان على خصال متعددة؛ حيث ينمي فيه خاصية التركيز في فعل الأشياء وتهذيبها.

وقد يحفز الصيام في الإنسان إتقان العمل وصلاحه، حيث يدير الصائم يومه بشكل منتظم، ويجعله بعيدا عن الشهوات التي تشتاق إليها النفس وتركن لها، وهو ما يكسبه الإنسان من خلال صيامه اليومي المستمر في شهر رمضان المبارك.

الصيام والإنجاز
في شهر رمضان يتعود المسلم على إنجازه لعمل ما كل يوم، بحيث يتكون لديه قدرة على إنجاز مشاريعه التي يقوم بها، فهناك 30 مشروعا في رمضان، حيث كل يوم يبدأ الإنسان صيامه وينجز ذلك المشروع ليحقق من خلاله مشروعا آخر ليوم آخر.

الوقت ضمن الصيام
في شهر رمضان المبارك ينضبط كل شخص بالوقت الذي يعتمد عليه الصيام والقيام، وهو ما يجعله منسجما ومنضبطا في مشاريعه، ويتعلم المرء في رمضان أن المشاريع لا تتأخر عن وقتها وموعد إنجازها، لتكون سائرة مع سلم الحياة ومنتظمة وفق أولوياتها وموعد إنجازها المحدد لها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى