سياسة

حرب التزكيات تندلع بين الفرقاء السياسيين بفاس من أجل الضفر بالمقعد البرلماني للدائرة الجنوبية

عادت حمى الانتخابات تطفوا على سطح الخريطة السياسية بفاس و ذلك بعد أن قرر المجلس الدستوري إعادة الانتخابات التشريعية في الدائرة الجنوبية  بدعوى عزل البرلماني السابق عبدالقادر البوصيري عن حزب الاتحاد الاشتراكي بسبب خروقات و إختلالات تجاوزات خطيرة في تدبير الشأن العام إنتهت بالحكم عليه بخمس سنوات سجنا نافذة.

ومع ليالي رمضان تحركت المكينة السياسية للاحزاب التي ترى نفسها قوية للظفر بمقعد الدائرة الجنوبية وكذلك تحاول من خلال محطة الانتخابات الجزئية إظهار نفسها للساسة و الرأي العام أنها مازالت قوية و لها زخم واسع في الاستقطاب و الحفاظ على الكتلة الناخبة التي افرزتها صناديق الاقتراع ل 8 شتنبر من 2021.

و يبدو ان الاحزاب الثلاثة المشكلة للاتلاف الحكومي تطمح جاهدة الى الحفاظ على مكتسبات 2021 و خاصة حزب التجمع الوطني للاحرار الذي سبق و أن إكستح الدائرة الجنوبية و ذلك لما له من قاعدة إنتخابية جديدة نزعها من حزب العدالة و التنمية الذي توارى الى الخلف و بشكل مخيف بعد ان فقد كل قلاعه الانتخابية والاصوات المحصل عليها و ذلك بفعل العقاب الجماعي الذي حصده من الخزان الانتخابي الذي كان يسيطر عليه.

و تسير أحزاب التحالف الحكومي و المشكلة من حزب التجمع الوطني للاحرار و حزب الاستقلال و حزب الاصالة والمعاصرة الى الدفع بمرشح  لكل حزب للتباري على المقعد المعاد،فيما يسعى حزب العدالة و التنمية الى الدفع بالمصالحة مع الكتلة الناخبة التي فقدها بسبب قرارات مجحفة في حق المواطنين و الشعب إتخذتها حكومة بنكيران و العثماني على التوالي،وهو ما باتت قلاع “البيجيدين” يصعب على مواليها ترميمها او العودة بها الى القوة و التي باتت تحسب من فلول الماضي.

أما الاحزاب الاخرى و خاصة الاتحاد الاشتراكي و لا حزب الحركة الشعبية و لا الحزب الذي ينتمي اليه شباط غير قادر على مواجهة الصقور الجدد للمكينة الانتخابية و خاصة  حزب التجمع الوطني للاحرار الذي يرجح انه قدم بروفيلا جديدا من الشباب و الذي يعول عليه من أجل إنتزاع المقعد البرلماني للدائرة الجنوبية و ذلك لما له من رمزية و دلالة قوية لا على الصعيد المحلي و لا على الصعيد الوطني وهو ما بات يراهن عليها رئيس الحزب أخنوش عزيز للدفع بمرشح شاب و قوي و لا يتوفر على اي تاريخ سلبي تخدش صورته امام المواطنين.

و كانت أحزاب التحالف الاغلبي تراهن على تقديم مرشح واحد ،إلا ان الجميع تمسك بتقديم مرشحه وهو ما سيزيد من حدة المنافسة حول مقعد الدائرة الجنوبية و الذي سيكون إمتحان مرن لمعرفة مدى قوة الاحزاب التي نالت المراتب الاولى في إستحقاقات 2021.

و تبين من خلال البروفيلات التي تعسى احزاب التحالف تقديمها وخاصة حزب الاصالة و المعاصرة و حزب الاستقلال و الاتحاد الاشتراكي هي “بروفيلات” معروفة في عالم السياسة و يعيب عليها من طرف الكتلة الناخبة إعادة إنتاج نفس الوجوه التي تجدها في كل المجالس و غالبا ما أفقدها تدبيرها الشأن المحلي بريق القوة الابرائية لمنافسة الاحزاب القوية الاخرى،و تبقى فرضية المفاجأة حاضرة في مقعد الدائرة الجنوبية و خاصة تخوف الاحزاب من مقاطعة التصويت وعزوف الناخبين بالذهاب الى صناديق الاقتراع بعد ان بات الجميع يعرف مسبقا ان الانتخابات ما هي الا مجال لخدمة الساسة و كذلك مع بروز الفضائح و المحاكمات التي ورطت أكثر من 25 برلمانيا في ملفات جنائية خطيرة.

و  سيكون تقديم الترشيح الرسمي لدى السطات المختصة يوم 4 ابريل من الشهر القادم لتلقي الترشيحات و التصريحات الفردية و أن الحملة الانتخابية من 10 الى 22 من نفس الشهر أما يوم الاقتراع فسيكون يوم 23 .

 

 

 

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى