سياسة

المغاربة يجددون موقفهم الثابت دفاعًا عن فلسطين وتحت قيادة جلالة الملك في لجنة القدس

في الذكرى الثانية لاندلاع عملية “طوفان الأقصى” وما تبعها من حرب إبادة وحصار خانق على قطاع غزة، خرج آلاف المغاربة من مختلف المدن والفئات العمرية والمهنية إلى شوارع العاصمة الرباط، في مسيرة وطنية كبرى عبّرت عن الموقف الثابت للشعب المغربي تجاه القضية الفلسطينية، وعن رفضهم القاطع للجرائم الإسرائيلية ضد المدنيين في غزة، مؤكدين أن فلسطين كانت وستبقى قضية وطنية لدى المغاربة.

المشاركون، الذين توافدوا منذ الساعات الأولى من صباح الأحد إلى ساحة باب الأحد متجهين نحو شارع محمد الخامس أمام مقر البرلمان، صدحوا بشعارات تندد بالإبادة الجماعية وبسياسات التجويع التي تمارسها سلطات الاحتلال، مؤكدين دعمهم للمقاومة الفلسطينية ورفضهم لكل أشكال التطبيع.

وجاءت هذه التعبئة الشعبية الواسعة كتعبير جديد عن تضامن المغاربة التاريخي مع الشعب الفلسطيني، تضامنٌ لم يكن يومًا مجرد موقف ظرفي، بل هو امتداد لتاريخ طويل من الدعم السياسي والإنساني، تُوِّج بقيادة جلالة الملك محمد السادس للجنة القدس، التي تلعب دورًا محوريًا في الدفاع عن هوية المدينة المقدسة وصمود أهلها، من خلال مشاريع ميدانية ملموسة ومساهمات ملكية لدعم القطاع الصحي والتعليمي والإغاثي في غزة.

وقد حرص المغرب، ملكًا وشعبًا، على تقديم مساعدات إنسانية عاجلة بشكل متكرر لسكان القطاع، سواء عبر إرسال طائرات محمّلة بالمؤن والأدوية، أو من خلال إقامة مستشفى ميداني مغربي في غزة لمعالجة الجرحى والمصابين، في تجسيد عملي لمواقف المملكة الثابتة الراسخة في الدفاع عن الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني وفي مقدمتها إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.

ورفع المتظاهرون شعارات تؤكد التلاحم المغربي الدائم مع فلسطين، مبرزين أن القضية ليست مجرد شأن عربي أو ديني، بل قضية إنسانية وأخلاقية تُجسّد قيم التضامن والعدالة التي يؤمن بها المغاربة منذ عقود. كما عبّروا عن إدانتهم للتواطؤ الدولي والصمت العربي تجاه الجرائم المرتكبة في حق الأبرياء بغزة، ودعوا إلى تحرك عاجل لرفع الحصار ووقف العدوان.

وأكد العديد من المشاركين أن المسيرة تمثل استمرارًا لمسار وطني طويل يعبّر فيه الشعب المغربي عن التزامه الثابت بمساندة الفلسطينيين، تحت الرعاية السامية لجلالة الملك محمد السادس، الذي ما فتئ يذكّر المجتمع الدولي في مختلف المحافل بضرورة حماية الشعب الفلسطيني وتمكينه من كافة حقوقه المشروعة، ووقف انتهاكات الاحتلال.

لقد برهن المغاربة، مرة أخرى، أن فلسطين حاضرة في وجدانهم وفي ضميرهم الجمعي، وأن مواقفهم لا تتبدّل بتغيّر الظروف أو التحولات الدولية. فالدفاع عن القدس، كما عبّر المتظاهرون، هو دفاع عن العدالة وعن قيم الحرية التي تشكل جزءًا من الهوية المغربية الراسخة عبر التاريخ.

وهكذا، جاءت هذه المسيرة الوطنية الكبرى لتؤكد أن المغرب، بقيادة جلالة الملك محمد السادس، سيظل وفياً لقضيته العادلة الأولى بعد الوحدة الترابية، وهي القضية الفلسطينية، ولرسالته الدائمة في دعم السلام العادل وإقامة دولة فلسطينية مستقلة تنهي عقودًا من الاحتلال والمعاناة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى