رياضة

“المركب الرياضي” يتحوّل إلى “قلب ميكانيكي” للرالي العالمي.. فاس تشتعل استعداداً لانطلاق “رالي المغرب 2025”

 تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، انطلقت مدينة فاس في استقبال قافلة رالي المغرب 2025، الحدث الرياضي العالمي الذي يُعد المحطة الختامية لبطولة العالم للراليات-رايد (W2RC). وخلال الفترة الممتدة ما بين 10 و17 أكتوبر الجاري، تتحول العاصمة العلمية للمملكة إلى نقطة التقاء استثنائية للرياضة الميكانيكية الدولية، قبل أن تتجه الأنظار نحو أرفود.

شهدت ساحات المركب الرياضي بفاس تحولاً جذرياً ومذهلاً، لتصبح “منطقة دعم فني” (Service Park) بمواصفات عالمية، أشبه بـمعرض ميكانيكي ضخم ينبض بالحياة والإثارة. آلاف الأمتار المربعة امتلأت بـشاحنات عملاقة لنقل المعدات، وورشات صيانة متطورة، وأسطول من سيارات السباق الجاهزة للدخول إلى قلب الصحراء، حيث تسمع “صيحات” محركاتها القوية التي تنفث السرعة والغضب، مما يجعل المكان جنة حقيقية لـعشاق الرياضات الميكانيكية.

ولم يقتصر العرض على الأرض فقط؛ بل حلقت في الأجواء طائرات هليكوبتر ومروحيات خاصة بالفرق العالمية واللجنة المنظمة، لتأمين الملاحة والمتابعة الجوية، مؤكدةً أن كل العتاد واللوازم الضرورية لخوض غمار تحدي 2277 كيلومتراً من المسارات الملحمية قد تم استقدامه وتجميعه في فاس.

إن هذا التنظيم الدقيق لم يأتِ من فراغ. ففي إطار حرص السلطات العمومية على إنجاح هذا الحدث الذي يحظى بمتابعة دولية، اتخذت سلطات ولاية جهة فاس-مكناس جميع التدابير اللازمة على المستويين الأمني واللوجستي.

ويقف والي الجهة، خالد الزروالي، شخصياً على كل صغيرة وكبيرة في عملية الاستقبال والتحضير، حيث أشرف على اجتماعات مكثفة لضمان التنسيق التام بين جميع المصالح الأمنية والمدنية والصحية والتقنية. هذا الاهتمام الإداري الرفيع يهدف إلى توفير أقصى درجات الأمن والسلامة للمشاركين الذين يبلغ عددهم أكثر من 400 متسابق من 40 جنسية، مع تيسير وصول الوفود الضخمة والمعدات التقنية القادمة من مختلف القارات الخمس عبر المطار الدولي وموانئ المملكة.

يُعد رالي المغرب بمثابة “البروفة الكبرى” لرالي داكار الشهير، ويحتضن تنافساً نارياً بين أساطير السباقات الصحراوية. وتشمل قائمة النجوم:

  • البطل العالمي ناصر العطية (قطر): الذي يتنافس بقوة لختم موسمه العالمي بنجاح.
  • السائق السعودي يزيد الراجحي: الذي يمثل القوة العربية الصاعدة في عالم الراليات.
  • الإسباني كارلوس ساينز (الأب) والفرنسي ستيفان بيترهانسل: وهما قامات راسخة تُثري التنافس بخبرتهما الأسطورية.

ويُعتبر رالي المغرب، كأول رالي-رايد إفريقي يضم جميع الفئات (السيارات، الشاحنات، الدراجات النارية، الكواد، وSSV)، قاطرة رياضية وإعلامية للمملكة، حيث تتجه الكاميرات العالمية من 190 دولة لتغطية المراحل الملحمية التي تمتد عبر ثلاث جهات مغربية: فاس-مكناس، والشرق، ودرعة تافيلالت.

وسيتم إطلاق السباق الاستعراضي (البرولوغ) يوم 12 أكتوبر، تتبعه مراحل السباق الفعلية التي تنطلق فجر يوم 13 أكتوبر من العاصمة العلمية نحو قلب الصحراء، وصولاً إلى المخيم الرئيسي في أرفود، مركز التحدي الأقصى على كثبان مرزوكة، حيث تتجسد روح التحدي والمغامرة المغربية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى