سقوط أعوان “جيراندو”.. الأجهزة الأمنية تقترب من تفكيك شبكة الابتزاز والتشهير الرقمي

في خطوة أمنية جديدة تُظهر يقظة الأجهزة المختصة في مواجهة الجريمة الإلكترونية، باشرت الفرقة الوطنية للشرطة القضائية، بتنسيق مع المكتب الوطني لمكافحة الجرائم المرتبطة بالتكنولوجيات الحديثة، عملية توقيف أربعة أشخاص يُشتبه في ارتباطهم المباشر بما يُعرف إعلامياً بـ”شبكة هشام جيراندو”، المتورطة في قضايا خطيرة تمس الأفراد والمؤسسات على حد سواء.
التحقيقات، التي تجري تحت إشراف النيابة العامة المختصة، أفضت إلى وضع الموقوفين تحت تدبير الحراسة النظرية، في إطار بحث قضائي يهدف إلى كشف جميع خيوط هذه الشبكة الإجرامية التي جعلت من التشهير والافتراء والابتزاز أداة لتصفية الحسابات والنيل من سمعة مسؤولين وموظفين عموميين.
ووفقًا للمعطيات الأولية، فإن الموقوفين يُشتبه في كونهم مصدرًا رئيسيًا للمعلومات الكاذبة التي كان يعتمد عليها المسمى هشام جيراندو في شن حملات تشهير منظمة، هدفها الانتقام الشخصي وترويج ادعاءات مضللة على منصات التواصل، ما يطرح مجددًا إشكالية الاستخدام الإجرامي للفضاء الرقمي في تقويض هيبة المؤسسات والمس بكرامة الأفراد.
وتأتي هذه التطورات في وقت تشهد فيه الساحة الوطنية دعوات متصاعدة لتشديد المتابعة في قضايا الابتزاز الإلكتروني والانتهاك الرقمي للحياة الخاصة، خاصة في ظل ما وصفه مراقبون بـ”التسيب الرقمي” الذي بات يشكّل تهديدًا للسلم الاجتماعي وثقة المواطنين في العدالة.
التحقيقات لا تزال جارية، وسط ترقّب لإيقافات جديدة قد تطال أطرافاً أخرى متورطة في هذه الشبكة، التي يُعتقد أنها نسجت علاقاتها على أساس تقاطع المصالح الشخصية والمالية، مستغلةً هشاشة الضوابط الأخلاقية لبعض المنصات الرقمية.