حكيمي يشعل سباق الكرة الذهبية: من ظهير إلى نجم عالمي يعيد تعريف مركزه

في زمن يندر فيه أن يحجز المدافعون مكاناً في سباق الكرة الذهبية، يُسطّر النجم المغربي أشرف حكيمي اسمه كمرشح جاد، في ظل موسم استثنائي مع باريس سان جرمان، وأداء لافت في كأس العالم للأندية المقامة حالياً في الولايات المتحدة.
لم يسبق لأي ظهير أن تُوّج بالجائزة الأرفع في عالم الكرة، لكن حكيمي، البالغ من العمر 26 سنة، يفرض نفسه بندية غير مسبوقة، خصوصاً بعدما سجل 11 هدفاً وقدم 14 تمريرة حاسمة في 52 مباراة هذا الموسم، أرقامٌ لا تقترن عادة بلاعبين في مركزه.
بينما تراجعت أسهم عثمان ديمبيليه بسبب تذبذب مستواه، خطف حكيمي الأضواء بثباته، وبتحول أسلوب لعبه ليصبح نسخة هجومية مبتكرة من الظهير الكلاسيكي. لم يعد يكتفي بخط التماس، بل يتقدم بذكاء إلى العمق، ويشارك في بناء الهجمات كما يفعل صانعو الألعاب.
المدرب الإسباني لويس إنريكي، الذي اعتبره “أفضل ظهير أيمن شاهده في مسيرته”، منح حكيمي أدواراً تكتيكية غير مسبوقة، وهو ما أكده اللاعب بقوله: “أعاد لي إنريكي تعريف مركزي، أصبحت لاعباً متكاملاً بفضله”.
يمتاز حكيمي بلياقة خارقة وصفها بأنها “نعمة من الله”، مدعومة بعمل فردي دقيق يشمل مدرباً خاصاً وخبير تغذية. هذه البنية البدنية المثالية مكنته من الحفاظ على مستوى عالٍ طوال الموسم، والوصول إلى قمته في المواعيد الكبرى.
في كأس العالم للأندية، تألق مجدداً وسجل هدفين حاسمين، أحدهما ضد سياتل الأميركي بلمسة راقية عقب عرضية من برادلي باركولا، والثاني ضد إنتر ميامي بتمركز وهدوء يحاكي مهاجمي الصندوق.
لكن في مواجهة بايرن ميونيخ المقبلة، سيُطلب من حكيمي مجهود دفاعي مضاعف، خاصة لمراقبة الجناح السريع كينغسلي كومان، وهو الجانب الذي لا يزال بحاجة إلى مزيد من التطوير في أدائه.
حكيمي، الذي توّج مؤخراً بجائزة “مارك فيفيان فويه” كأفضل لاعب أفريقي في الدوري الفرنسي، بات يحظى بهالة خاصة داخل النادي الباريسي، حيث يشغل منصب نائب القائد، ومدد عقده حتى 2029.
في النهاية، سواء تُوّج بالكرة الذهبية أم لا، فقد أثبت أشرف حكيمي أن مركز الظهير لم يعد هامشياً في كرة القدم الحديثة، بل صار مساحة جديدة للإبداع والهيمنة الكروية.