سياسة

تحليل إخباري: هل حان الوقت لعودة واختيار زعامات سياسية قوية على نهج “الكتلة الوطنية”

هي صورة من الأرشيف و لكن لديها عدة معاني و دلالات في زمننا الحاضر و التي تختصر الوضع السياسي بالمغرب بين الماضي و الحاضر،و الصورة التي  تجمع مؤسسي الكتلة الوطنية القادة: الراحل عبد الرحمان اليوسفي (الاتحاد الاشتراكي) والراحل امحمد بوستة (الاستقلال)، محمد بن سعيد أيت إيدر (منظمة العمل الديمقراطي)، الراحل علي يعتة (التقدم والاشتراكية) وبجانبه امحمد الدويري (الاستقلال) وخلفه عبد الواحد الراضي (الاتحاد الاشتراكي).

اليوم المغرب بحاجة الى زعمات و “بروفيلات” جديدة مثل هؤلاء الموجودين في الصورة والذين لعبوا دورا رياديا في الحفاظ على وحدة الصف السياسي وكذلك على وحدة استقرار البلاد وإجماعهم حول الثوابت الوطنية.

ومع الرسالة الملكية السامية التي وجهها جلالة الملك محمد السادس الى البرلمان بمناسبة ذكرى 60 لتأسيسه والتي دق من خلالها جلالته ناقوس الخطر حول الوضع السياسي الحالي والذي لا يرقى الى ان يكون هناك أشخاص يمثلون الشعب في البرلمان وهم متابعون في ملفات الفساد مما جعل جلالته يدعوا الى تنزيل مدونة الاخلاق والدفع بتخليق وصيانة الحياة البرلمانية والتي تمثل الواقع السياسي والحزب بالمغرب، وكذلك بصفتها مؤسسة تشريعية تشرع القوانين وتمثل المواطنين وتنتقد الحكومة وهي مجال خصب للترافع على قضايا الوطن وليست قاعة ضخمة للنوم و متابعة الأفلام و التطبيقات عبر الهواتف الذكية او انتظار خروج الوزراء من قاعة الجلسات و ملاحقتهم ببهو المؤسسة التشريعية من اجل الاستعطاف لقضاء مأربهم العالقة.

الزعمات السياسية بين مغرب الامس ومغرب اليوم تغيرت كثيرا مغرب الامس كانت تمتلك الخطاب السياسي وتساهم في تأطير المواطن ولها مبادئ سياسية وحزبية صادقة ربما أدت الكثير على مواقفها الجريئة وكان الزخم التشريعي ترفع له كافة الاحترام والتقدير وحتى مواقف المشاركة في الحكومة كان ما لها ولا يمكن نسيان موقف المرحوم الزعيم امحمد بوستة وهو يرفض منصب وزير لمجاورة وزير الداخلية السابق إدريس البصري داخل أي مجلس حكومي.

اليوم نشاهد الزعامات “الكارطونية” و التي غالبا ما دخلت غمار السياسة إما من ناحية الاستثمار و الحفاظ على المكتسبات المالية و التجارية،او  زعمات” الميكروفون” و التباكي على الشعب من أجل نيل العطف و دغدغة العواطف للاستمرار في الزعامة و تغيير الحالة المادية و الحصول على المعاشات،او نلاحظ زعامات فارغة و خاوية على عروشها تدفع بقرار صباحا و تحاول إزالته مع غروب الشمس،او زعامات” الكراطات “،او ساسة العوائل التي تسعى للسطو على مكاسب تاريخية.

زعامات أمس من خلال “الكتلة الوطنية “كانت تتوفر على خطاب سياسي و “إيديولوجيا” و مرجعية حزبية و كانت تدافع عليها و كانت مؤتمراتها مؤتمرات للفكر و التكوين و التأطير و مناقشة أوضاع البلاد بكل جرأة،اما اليوم فالمؤتمرات الحزبية سارة مرتع خصبا لتقديم ما لذ وطاب من الاطباق لاستمالة المؤتمرين و تنويمهم للتصويت دون المناقشة،او ساحات للتراشق و الصراعات ولما حتى تبادل اللكمات.

مغرب اليوم يحتاج الى مناظرة وطنية لفتح نقاش واسع و جريء حول الوضع السياسي و الحزبي بالمغرب هي مناسبة لمراجعة عدة أوراق و توجهات و لا يمكن ان يبقى البرلمان ميتا و لا يمكن ان تموت المرافعات الجريئة داخل البرلمان لا يمكن ان يبقى الفساد يستشري و المملكة تؤدي الضريبة داخل المحافل والمؤسسات الدولية في تصنيفات متأخرة،و على الوطنيين ان يعود الى الوطن لحماية المؤسسات و الدفاع عن ثوابت الامة و الترافع على الوحدة الترابية في ظل ملكية وفرت و دافعت عن التوجه الديموقراطي وخاصة حماية العملية الانتخابية لتكون أكثر شفافية ونزيهة ملكية محمدية منفتحة على الجميع و منتقدة تصطف جنب المعارضة و تدعوا الى تخليق الحياة العامة و ربط المسؤولية بالمحاسبة و كذلك ملكية تدعوا الى “الجدية” في كل المجالات وهو ما يدفع بجميع أبناء الوطن الى الاصطفاف الى جانب الملكية لتنزيل تاريخ جديد و كتلة وطنية جديدة بما ان كل المقومات متوفرة لذلك.

 

 

 

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى