سياسة

الروابط العميقة بين الملك والشعب المغربي: رسالة إنسانية في شهر رمضان

في خطابه بمناسبة عيد العرش 2019، أكد جلالة الملك محمد السادس على العلاقة العميقة التي تربطه بشعبه، مشيرًا إلى أن “الروابط التي تجمعني بالشعب المغربي ليست مجرد روابط دستورية وقانونية، وإنما هي روابط إنسانية وعائلية عميقة”. هذه العبارة ليست مجرد كلمات، بل هي تعبير عن التوجه الملكي الذي يؤكد على أن الملك ليس مجرد رمز سياسي في رأس الدولة، بل هو جزء من نسيج المجتمع المغربي، علاقة تتجاوز الأطر الدستورية لتغمرها القيم الإنسانية التي تقوم على التضامن والتعاون، وهو ما يعكس جوهر الملكية المغربية.

الروابط الإنسانية والعائلية: تأكيد على الوحدة والتضامن

الخطاب الملكي يعكس بوضوح كيف يرى الملك محمد السادس العلاقة بينه وبين شعبه. فعندما يقول جلالته إن الروابط بين العرش والشعب “ليست مجرد روابط دستورية وقانونية، بل هي روابط إنسانية وعائلية عميقة”، فإنه يرسخ فكرة أن العلاقة بين العرش والشعب تقوم على أساس القيم الإنسانية العميقة التي تجمع بين المواطنين والملك، كما تجمع أفراد العائلة الواحدة.

في هذا السياق، لا يتعامل الملك مع الشعب ككيان منفصل أو مجرد فئة يحتاج إلى حاكم يفرض عليه القوانين، بل هو شريك حقيقي في تحمل المسؤولية والعمل معًا من أجل رفاهية المجتمع وتحقيق التنمية الشاملة. العلاقة بين الملك والمغاربة تصبح علاقة قائمة على المشاعر الإنسانية التي تربط بين أفراد المجتمع، لا على القوانين أو المعاهدات فحسب.

هذه الرؤية التي يطرحها جلالة الملك تحمل في طياتها دعوة للـتضامن الاجتماعي، حيث يرى أن الوحدة الوطنية هي أساس قوة المغرب في مواجهة التحديات الداخلية والخارجية. الملك، إذًا، هو الأب الروحي للمغاربة، وهو كما يقول في خطاباته يمثل الحارس الأمين لمصالح الشعب وحقوقه.

شهر رمضان: تعزيز الروابط الإنسانية والعائلية

تتجسد هذه القيم الإنسانية والعائلية بشكل خاص في شهر رمضان المبارك، حيث يزداد التآزر بين أفراد المجتمع. يعتبر رمضان في المغرب فرصة لزيادة الترابط الاجتماعي والإنفاق الخيري، فيبادر المغاربة خلال هذا الشهر الفضيل إلى المشاركة في الأنشطة الخيرية ومساعدة المحتاجين. فالأجواء الرمضانية في المغرب تسهم في تعزيز الحس العائلي، الذي يزداد عمقًا مع تزايد الأعمال الخيرية ومشاركة الطعام، وهو ما ينسجم مع ما دعا إليه الملك في خطابه.

في هذا السياق، يظهر التضامن الملكي خلال شهر رمضان، حيث يوجه جلالة الملك الدعوات السنوية للمشاركة في الأعمال الخيرية مثل مساعدة الفقراء والمحتاجين، وتنظيم موائد إفطار جماعية للأسر التي تعاني من الفقر. كما تشهد المملكة العديد من المبادرات الملكية، مثل توزيع السلع الغذائية للمناطق النائية والمحرومة، وهو ما يعكس التزام الملك بالمحافظة على وحدة الشعب والعمل المشترك من أجل خير الجميع.

الملك والحس الإنساني: دعوة للتلاحم في الأوقات الصعبة

من خلال تأكيده على أن العلاقة بين العرش والشعب هي علاقة “إنسانية وعائلية”، يُظهر الملك محمد السادس حسًا إنسانيًا يتجاوز مجرد الواجبات الدستورية. فالتواصل مع الشعب ليس مقتصرًا على القيام بالمسؤوليات السياسية والإدارية فحسب، بل يشمل أيضًا الاستماع إلى هموم الناس، والتفاعل مع معاناتهم في لحظات الضعف، والتفاعل بشكل عميق مع القضايا الاجتماعية.

هذه القيم تجد تعبيرًا واضحًا في المبادرات التنموية التي أطلقها الملك طوال سنوات حكمه، مثل مبادرة التنمية البشرية و الدولة الإجتماعية، وهي مبادرات تهدف إلى تحسين أوضاع الفئات الأكثر هشاشة في المجتمع. التضامن الملكي يتجسد أيضًا في مبادرة التكافل الاجتماعي التي يتم توجيهها بشكل خاص في الأوقات الصعبة، كما حدث خلال جائحة كورونا، حيث قدم الملك دعمًا مباشرًا للمحتاجين، وساهم في إحداث مشاريع اقتصادية تساهم في تحقيق الاستقرار الاجتماعي،وواصل عمله من خلال تنزيل ورش الحماية الإجتماعية و دعم الفقراء بالمال كل شهر و توفير لهم التغطية الصحية بالمجان.

 نحو مغرب متضامن ومتلاحم

في الختام، نجد أن خطاب  جلالة الملك محمد السادس في عيد العرش 2019 يعكس رؤيته العميقة تجاه التضامن الاجتماعي والتلاحم بين العرش والشعب. فحين يؤكد جلالته أن الروابط التي تجمعه بشعبه هي روابط إنسانية وعائلية عميقة، فإنه يعبر عن مفهوم الملكية المغربية التي تتجاوز البُعد الرسمي إلى العلاقات الإنسانية التي تعزز التضامن والمشاركة في العمل الجماعي.

شهر رمضان المبارك، باعتباره فرصة لتعميق القيم الإنسانية والعائلية، يُعتبر مناسبة مثالية لتعزيز هذه الروابط العميقة، التي تتجسد في العمل الخيري والتضامن بين أفراد المجتمع. وفي هذا الإطار، يُعزز جلالة الملك محمد السادس من خلال خطاباته ومبادراته هذا التضامن، موجهًا رسالة قوية عن التزامه المستمر بمصلحة الشعب، وأنه لا يرى في نفسه مجرد حاكم، بل جزءًا لا يتجزأ من العائلة المغربية، التي تسعى دائمًا نحو تحقيق التنمية والعدالة والازدهار لجميع أبنائها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى