سياسة

حرب كورونا:هل تقف جهات خارجية وراء تجييش المواطنين للخروج الى الشوارع لكسر الإجماع الوطني

تداعيات خطيرة هي التي رافقت خروج المئات من المواطنين ليلة أمس السبت/الاحد(22 مارس 2020)،الى شوارع المدن لترديد شعارات دينية ،رغم أن الدولة قررت أول أمس إعلان حالة الطوارئ و دعت الشعب إلى التقيد بها.
أولى الإرهاصات التي انتقتها الجريدة الالكترونية فاس24،حول واقعة أمس تسير في وجهة وقوف جهات خارجية يرجح أن يكون التنظيم العالمي للإخوان المسلمين و تيارات متطرفة متشددة ومعارضة بالمغرب،و ذلك في محاولة كسر الإجماع الوطني حول كيفية التعامل مع جائحة فيروس كورنا المستجد،و ذلك بعد ان تسربت وثيقة للتنظيم العالمي يحث على كسر الاجماع في دولة عربية.
كل أدوات التجريم متوفرة،و ذلك من خلال نقل أدوات لوجستيكية إلى أسطح المنازل و إطلاق القرآن و الدعاء على مكبرات صوت قوية للتأثير على الجمهور المتلقي بمختلف الأحياء و العمل على توجهيهم إلى الخروج للشوارع للاحتفال بليلة الإسراء و المعراج و رفع اكف الضراعة من الوباء ضمن تجمعات شعبية سبق للدولة أن حذرت من تجمع أكثر من 50 فردا و منعت حظر التجول ابتداءا من السادسة مساءا.
و عملت تلك الجهات التي يبدو قد تورطت في الواقعة من خلال تجييش الصفحات الالكترونية و تحريك الذباب الالكتروني للاتفاق في أخر لحظة عن وقت موحد للخروج في مختلف مدن المملكة،مع العلم الكل أصبح يواكب الصفحات الاجتماعية بسبب الحجر المنزلي الذي أقرته وزارة الصحة لحماية المواطنين.
و ظهر جليا بالشارع تورط التنظيم العالمي للإخوان المسلمين و تيارات متطرفة و متشددة ومعارضة بالمغرب،من خلال نزول أتباعهم إلى الشارع لإلقاء الكلمات و توجيه الجمهور بشعارات دينية معروفة لدى المتتبعين من يتقنها ويرددها بين الفينة و الأخرى.
إذا كان يد لهؤلاء في موقع أمس بالمغرب و محاولة منهم إعادة تكرار ما وقع بمدينة قم الإيرانية و التي حصدت نتائج مشجعة في الإصابات المعلن عليها بعد يوم في تفشي جائحة فيروس كورونا المستجد،فإنه أصبح من المستعجل بفتح تحقيق و أبحاث واسعة في الحادثة التي وقعت أمس و تقديم الجناة الى المحاكمة ،لان ما وقع هو خيانة للوطن في عز الأزمة و في ذروة الحرب الصحية التي تقودها الجهات العليا و التي أظهرت أنها سائرة على طريق النجاح لمحاصرة الجائحة،مع العلم أن دول متقدمة و رؤساء و ملوك القوى العظمى أصبحوا يأخذون من التجربة المغربية في تنزيل قرارات فعالة لمواجهة و التصدي لجائحة فيروس كورونا.
على الشعب أن يستفيق و أن لا ينساق وراء تنظيمات سرية تنتظر فرصة الانقضاض على المملكة،و تخدم أجندات خارجية تحاول النيل بالمغرب بكل السوائل و حتى في ذروة الأزمة،على الجميع ان يتحمل مسؤوليته و على الدولة أن تفعل حالة طوارئ فعالة و صارمة و حتى أن وصل الحال إلى نهج إستراتجية “القمع” حتى لا نسقط فيما سقط جيراننا بأوروبا،أن نضحي بشرذمة و لا نضحي بشعب بأكمله.
و على الشعب،ان يكون محتاطا في هذه الظروف الصعبة،و ان نرفع من قوة الإجماع الوطني،و نثق في مؤسساتنا، و نثق في تعليمات وزارة الصحة و حصادها اليومي،و أن نفعل قرارات السلطات دون أي مزايدة او تقليل من شأنها ،مع العلم ان هناك دول تركت شعوبها تواجه المجهول و اهتمت باقتصادها ،فيما المغرب ضحى باقتصاده و الاستثمارات الخارجية لحماية الشعب من جائحة فيروس كورونا الذي نال من أكثر ربع مليون عبر العالم و حصد أكثر من 15 ألف قتيل.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى