مجتمع

والي جهة فاس مكناس يقود ثورة هادئة في الرعاية الاجتماعية ويسهر شخصيا على إيواء النزلاء

يبدو أن سعيد أزنيبر والي جهة فاس مكناس والذي بات يضرب به المثل في تنزيل التوجيهات الملكية السامية وخاصة فيما يتعلق بتنزيل الاوراش الكبرى وشق الرعاية الاجتماعية والعناية بالأطفال المتخلى عنهم وذلك من خلال توفير لهم الدفء الاسري الذي حرموا منه لظروف مختلفة.
وبالمناسبة نفذت سلطات سايس تعليمات والي الجهة صباح اليوم السبت (10 فبراير 2024)، عملية ترحيل حوالي 42 نزيلا كان بدار الوفاء بحي النرجس وذلك بسبب الاكتظاظ وتجاوز السن القانوني للأطفال المتخلى عنهم والذي يحدد في 12 سنة غير ان الطاقة الاستيعابية والضغط بات يؤرق المسؤولين بالدار.
وتمت عملية الترحيل في ظروف جيدة و عادية، و التي كانت مؤطرة من طرف السلطات المحلية ومعززة بفرق الشرطة المداومة و عناصر الحرس الترابي و ذلك من خلال تخصيص ثلاث حافلات لنقل المرحلين الى مركز للرعاية الاجتماعية الجديد “مركز استقبال الشباب” الذي يتوفر على كل التجهيزات الجديدة والذي شيد بحي المسيرة التابع لنفوذ منطقة زواغة بنسودة و تم استقبال فيها الفوج الأول المرحل من دار الوفاء.
ويقود والي جهة فاس مكناس ثورة هادئة في عملية مواكبة الرعاية الاجتماعية للأطفال المتخلى عنهم من خلال التنسيق مع وزارة الصحة والحماية الاجتماعية او البحث عن الموارد المالية والتنسيق مع المبادرة الوطنية للتنمية البشرية لتشييد مراكز جديدة ومؤسسات التعاون الوطني لمواكبة الدور والجمعيات الجادة التي تشتغل في الميدان.
ويبدو ان عملية الرعاية الاجتماعية التي تقودها السلطات بفاس وبتنسيق مع مختلف المتدخلين تنطلق من دار الامل المتواجدة داخل مستشفى الغساني و التي تستقبل الرضع المتخلى عنهم من طرف الأمهات العازبات وهي دار تحمل الاسى بمعنى الكلمة لرضع تم التخلص منهم في ظروف مأساوية و لتستقبلهم الجمعية لتسهر على تربيتهم الى حين بلوغهم السن الثالث و بعد ذلك يتم توجيههم الى دار الوفاء بالنرجس او الى دور الرعاية الاجتماعية الأخرى بالمدينة،او تسليمهم الى عائلات بشكل قانوني قصد تبنيهم وفق المعايير القضائية الجاري بها بالمملكة.
والي جهة فاس مكناس ولما يحمل من كلمة لتوفير الرعاية الاجتماعية للأطفال الذين يعانون كذلك الإعاقة او التوحد فقد ساهم بشكل كبير في إخراج مشروع ضخم وبموصفات مميزة بمنطقة جنانات والذي تم افتتاحه خلال الأشهر المنصرمة وهي دار تصنف كسابقة بمدينة فاس لرعاية الأطفال الذين يعانون من التوحد والذي تدبره جمعية النور لأطفال التوحد بعد ان كان المقر فضاء مغلق غير ان الرؤية المتبصرة لوالي الجهة الذي ما فتئا ينزل الاستراتيجية الملكية الهادفة الى خلق مثل هذه المشاريع.
وسهر ازنيبر شخصيا على إخراج مشروع مركز “أولادي” بمنطقة المرينيين بحي عين هارون و ينتظر ان يتم افتتاحه في الأيام القادمة بعد توفر الجمعية الهادفة التي ستلبي الطلب لسهر على تدبيره في شراكة مع ولاية الجهة و مؤسسة التعاون الوطني و المبادرة الوطنية للتنمية البشرية.
وسبق لجلالة الملك محمد السادس أن قاد تدشينات مهمة بفاس وخاصة فيما يتعلق بتوفير دور الرعاية الاجتماعية ومؤسسات الصم والبكم وكذلك مرافق كبيرة تهم استقبال الطالبات في وضعية هشاشة وغير ذلك من المراكز الصحية والاجتماعية والتي عادت على الساكنة بالخير وهي مازالت تقدم خدماتها للمواطنين الذين يسحقون العناية.
الرعاية الاجتماعية وبعدها الحماية الاجتماعية هي برامج ملكية قوية تهتم بالمواطن الضعيف والذي يعيش الهشاشة وهي مبادرات سامية من خلال بناء دور الرعاية او تقديم الدعم للأسر المعوزة و هي سابقة في تاريخ المملكة وكذلك هي مبادرة جمعوية لرعاية الأطفال المتخلى عنها وكذلك التلاميذ الذين لا يتوفرون على أسرة تم التخلي عنهم في ظروف مأساوية وترعرعوا في أحضان المؤسسات العمومية والجمعيات الفاعلة في الميدان.
و الجدير بالذكر ففاس كانت تعرف عناية من أحد المحسنين الا ان وفاته تراجعت معها مجموعة من خدمات مؤسساته و التي بقيت مغلوقه و خاوية على عروشها وهي مناسبة ليستكمل والي الجهة عمله الاجتماعي من خلال التوصل الى حل مع الورثة لتسليم المشاريع الى جمعيات هادفة و خاصة بحي بنسدودة و كذلك مستشفى مهجور بسهب الورد قرب المسجد الذي سبق و أن زاره جلالة الملك وصلى فيه صلاة الجمعة مع المواطنين ودشنه بحي شعبي يعرف الكثافة السكانية.
و تدخل والي جهة فاس مكناس سابقا الى السلطات القضائية قصد فتح تحقيق مع رئيس و مكتب خيرية “كرواوة” بباب أفتوح و التي تهتم برعاية المسنين و ذلك بعد ان تداخل فيها العمل الخيري بالسياسي و بات مسؤوليه السابقين يصنفون ضمن خانة هادري الأموال العمومية،الا ان السلطات أوقفت تلك الجمعية وقررت جمع عام جديد لانتخاب مكتب جديد لتسيير المرفق الاجتماعي التاريخي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى